دعا رئيس المنتدى العالمي للوسطية، أبو جرة سلطاني، أمس، إلى بذل مزيد من الجهود الجادة والتنازلات المتبادلة لتحقيق المصلحة المشتركة بين جميع الجزائريين، معتبرا أن هناك توافقا وطنيا حول ضرورة الالتقاء والحوار، وأشار إلى أنه « مازال الاختلاف قائما حول محتوى الحوار وآلياته والجهات الداعية إليه والشخصيات المدعوة».
واقترح رئيس المنتدى العالمي للوسطية في بيان له، أمس،» على الجهة الداعية للحوار موافاة المدعوين بـ: «مشروع أرضية حوار وطني»، يكون -كما قال- «منطلقا لندوة وطنية جامعة. تباركها المؤسسة العسكرية وتقدم ضمانات صارمة للمرافقة وتجسيد مخرجاتها، وتعمل على تحفيز كل من يساهم في إيجاد مخرج عاجل لهذه الوضعية الآخذة في التعقيد».
و أوضح أبو جرة سلطاني ، بخصوص مستجدات الأوضاع ، أنه «حصل شبه توافق وطني حول ضرورة الالتقاء والحوار. ومازال الاختلاف قائما حول محتوى الحوار وآلياته والجهات الداعية إليه والشخصيات المدعوة.»
وقال في هذا الإطار» نشجع قبول مبدأ الحوار، وندعو إلى بذل مزيد من الجهود الجادة والتنازلات المتبادلة لتحقيق المصلحة المشتركة بين جميع الجزائريين».
واعتبر أن «الوقت ضاغط والتطورات الإقليمية تحثنا على حماية مكتسبات الشعب ومؤسسات الدولة، والتوافق على حل وطني بالحوار والتشاور والتنازل»، وقال في هذا السياق «وبغير هذا لن يكتب لأي مبادرة النجاح مهما كانت حسن نية القائمين عليها، فالثقة قبل الوثيقة».
وللتذكير، كان رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، قد دعا ، الطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية إلى اختيار سبيل الحوار الشامل من أجل رسم معالم طريق المسار التوافقي، للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد ، وذكر بن صالح في خطاب للأمة الخميس الماضي» أنه دعا «بكل صدق في خطابات سابقة إلى الحوار والتشاور» ، مؤكدا تعهده بضمان «للاقتراع الرئاسي كل الظروف الملائمة لإجراء انتخابات نزيهة، حرة وشفافة، كما يطلبها شعبنا» وقال إن هذه المرحلة الجديدة «هي حقا فرصة ثمينة لتوطيد الثقة وحشد القوى الوطنية لبناء توافق واسع حول كافة القضايا المتعلقة بالجانب التشريعي والتنظيمي والهيكلي لهذه الانتخابات، وكذا ميكانيزمات الرقابة والإشراف عليها» ، مبرزا أن الذهاب إلى تنظيم انتخابات رئاسية في آجال مقبولة، دونما إضاعة للوقت، «هي السبيل الأنجع والأوحدُ سياسيًا والأكثر عقلانية ديمقراطيا».
ومن جانبها، أكدت مجلة الجيش في افتتاحيتها لشهر جوان الجاري، أن الحوار «وحده كفيل بتعبيد الطريق أمام التوافق على صيغة قانونية ودستورية تضمن تنظيم استحقاقات رئاسية في أسرع وقت»، واعتبرت أن «النقاشات العقيمة لن تكون إلا مضيعة للوقت وإهدارا لفرص إجراء حوار حقيقي يقدم تنازلات متبادلة ويقرب وجهات النظر خدمة لمصلحة الوطن وتحقيق المزيد من المطالب الشعبية».
وأضافت مجلة الجيش، أن «الاقتناع بضرورة الحوار بين أبناء الوطن الواحد وجعله كأولوية في هذا الظرف بالذات، من شأنه أن يختصر وقت الأزمة ويتيح من ثم طرح مبادرات جادة للخروج منها، وبالتالي تحييد كل طرح يحمل بين طياته توجها معلنا لإطالة عمر الأزمة»، مؤكدة أن «مصلحة الوطن في مثل الأزمة المعقدة التي تعيشها البلاد، مثلما أكدته القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي منذ البداية، تقتضي انتهاج أسلوب الحوار الجاد والمثمر والبناء للإسراع في إيجاد الحلول الملائمة التي تجنب البلاد الدخول في متاهات من شأنها أن تزيد الوضع تعقيدا وتقطع الطريق نهائيا أمام مرحلة انتقالية لا يمكن إلا أن تفرز وضعا يصعب التحكم فيه».
مراد - ح