تباينت مواقف المترشحين لاجتياز شهادة التعليم المتوسط بشأن موضوع اللغة الإنجليزية، ففي حين رآه البعض سهلا، أكد آخرون صعوبته عكس موضوع الرياضيات الذي كان في متناول الجميع، ولم يؤثر نشره على مواقع التواصل بعد دخول المترشحين إلى الأقسام على السير العادي لهذه الامتحانات.
وتواصلت امتحانات شهادة التعليم المتوسط في يومها الثاني في ظروف جد عادية، وأجرى المترشحون امس امتحانات في مواد الرياضيات والإنجليزية والتاريخ والجغرافيا، واتفق كثير منهم على سهولة المواضيع وتمحورها حول البرنامج الدراسي، لاسيما بالنسبة لمادتي التاريخ والجغرافيا، دون تسجيل تجاوزات او مشاكل أعاقت السير الحسن للامتحانات التي تستمر اليوم أيضا، باجتياز امتحاني اللغة الفرنسية والعلوم الطبيعية، واللغة الأمازيغية في الفترة المسائية.
ولم يؤثر نشر موضوع الرياضيات على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي بعد انطلاق الامتحان بحوالي نصف ساعة، على المترشحين، الذين تفاعلوا بإيجابية مع الأسئلة، دون أن يواجهوا صعوبات في حل الأسئلة التي تم استقاؤها من البرنامج الدراسي، كما خلت المواضيع من الأخطاء المطبعية، بفعل إخضاعها إلى المراجعة الدقيقة من قبل لجنة مختصة مكونة من أساتذة ومفتشي المواد، وهي نقطة إيجابية سجلتها الوزارة هذه السنة بعد شكاوي رفعها الممتحنون في دورات سابقة، بسبب احتواء المواضيع على أخطاء جعلت كيفية فهم واستيعاب المواضيع تتباين من طالب إلى آخر، وفرض ذلك على الوزارة اعتماد صيغ مختلفة من الأجوبة النموذجية لتدارك الخطأ، مع مراجعة سلم التنقيط.
واشتركت مختلف مراكز الإجراء من حيث التنظيم المحكم لامتحانات شهادة التعليم المتوسط، التي جرت أمس في نفس الظروف الملائمة على غرار اليوم الأول، بفضل تجنيد إطارات القطاع، وكذا السلطات المحلية والإدارة المركزية للتكفل الجيد بالممتحنين، مع حرص عناصر الأمن على تامين محيط مراكز الإجراء وعمليات نقل المواضيع وأوراق الأجوبة إلى مراكز التجميع، وضمان انسيابية حركة المرور، وكذا بفضل تجهيز المراكز بكاميرات مراقبة لمنع الغش وتسريب المواضيع، كما ساهمت عديد المجالس المحلية، خاصة في المناطق البعيدة في توفير النقل والإطعام لفائدة الممتحنين.
وأجمع المترشحون بولاية تيزي وزو على سهولة مادة الرياضيات، لكن بعضهم اشتكى من مادة الإنجليزية، في حين رآى مرشحون من العاصمة بأن مواضيع اليوم الثاني لتنظيم شهادة التعليم المتوسط كانت سهلة، بما فيها موضوع الإنجليزية، على غرار مرشحي ولاية قسنطينة الذين اتفقوا بدورهم على سهولة كافة المواضيع، علما ان الولاية سجلت نسبة غياب قدرت ب 30 بالمائة ضمن المترشحين الأحرار، وأكد من جهته مدير التربية للولاية عدم تسجيل أي حالة غش، ويعود الفضل في ذلك إلى التأطير الجيد، ودرجة وعي التلاميذ، مع العلم أن نسبة الغش عادة ما تكون ضئيلة في الطور المتوسط، عكس امتحانات شهادة البكالوريا، حيث يضطر بعض المرشحين للغش لتحقيق النجاح هروبا من ضغط المحيط الأسري في حال الإخفاق.
وخص وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أمس المرشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة بزيارة ميدانية، للاطلاع على ظروف إجراء هذه الامتحانات، وحط الوزير بمتوسطة «العاشور الجديدة» بالعاصمة التي خصصت لذوي الاحتياجات، من بينهم مكفوفون استعان أحدهم بأساتذة لتلاوة الأسئلة وتدوين الأجوبة، فيما اختار مرشح آخر استعمال خط البرايل، كما عاين الوزير مختلف أقسام المركز الذي تم تدعيمه بأخصائيين نفسانيين للتكفل بالمترشحين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يحظون بإجراءات استثنائية من قبل الوزارة، من بينها احتساب التقويم السنوي في حال الإخفاق في الشهادة.
لطيفة/ب