الجزائر 3 – تنزانيا 0
حقق المنتخب الوطني انتصارا عريضا على حساب تانزانيا، في ختام الدور الأول من الطبعة 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، ليؤكد بذلك على قوته في هذه الدورة، بعدما قدم الخضر أوراق الاعتماد، كواحد من أبرز المرشحين للتتويج باللقب القاري، لأنهم أنهوا دور المجموعات كأقوى منتخب في هذه النسخة من العرس الإفريقي، بعد حصد العلامة الكاملة، بأحسن هجوم وكذا دفاع، مع المزاوجة بين الآداء والنتيجة في كل المباريات، فضلا عن كونهم أول منتخب ينجح في تسجيل 3 أهداف في الشوط الأول في هذه التظاهرة.
رغم التغييرات الجذرية، التي فضل الناخب الوطني بلماضي إجراؤها على التشكيلة الأساسية، إلا أن أداء التشكيلة جاء مسايرا للتطور الكبير، الذي أظهره المنتخب منذ بداية هذه الدورة، لأن خطة (4 / 1 / 4 / 1)، مكنت الوجوه التي أتيحت لها الفرصة في هذه المباراة، من إثبات قدراتها الفنية والتكتيكية، بعد المحافظة على نفس الريتم، بالتنويع في صنع اللعب، والاتخاذ من الرواقين الأيمن والأيسر كمنطلق للعمل الهجومي، موازاة مع ضمان التغطية الدفاعية، هذا دون تجاهل الدور الكبير، الذي تقوم به عناصر خط الوسط، للربط بين الدفاع والهجوم.
هذه الإستراتيجية سمحت لأشبال بلماضي، من التحكم كلية في زمام الأمور، وقد كان سليماني قريبا من افتتاح مجال التسجيل مبكرا، لولا تدخل المدافع نيوني، في حين أهدر وناس فرصة هز الشباك، بعد عمل ثنائي مع سليماني، بينما فوت ديلور على نفسه فرصة تدشين عداده الشخصي من الأهداف، لما أضاع هدفا محققا في الدقيقة 23.
صمود التانزانيين في وجه الهجوم الجزائري، تواصل إلى غاية الدقيقة 34، قبل أن يتمكن الخضر، من تجسيد سيطرتهم المطلقة إلى أهداف، حيث كانت الإنتفاضة بواسطة سليماني، بعد عمل ثنائي مع وناس، أنهاه بقذفة أرضية استقرت في الركن الأيسر لمرمى الحارس مانولا.
هذا الهدف فتح المجال أمام العناصر الوطنية، لتوقيع «كرنفال» هجومي، بالاعتماد على التمريرات القصيرة في عمق محور دفاع تانزانيا، وهي الخطة التي صنع بها وناس هدفا ثانيا بتبادل سريع مع سليماني، انفرد على إثره بحارس تانزانيا، وأسكن الكرة بذكاء كبير في عمق الشباك، بطريقة فنية رائعة، خاصة من حيث الصنع «العالمي».
المد الهجومي لأشبال بلماضي تواصل، وقد نجح رجل اللقاء وناس في إثقال فاتورة التانزانيين بهدف ثالث في الوقت بدل الضائع، ليكون بذلك «الخضر» أول منتخب يصل إلى الشباك 3 مرات، في الشوط الأول منذ انطلاق هذه الدورة.
ثلاثية الشوط الأول جعلت بلماضي يعمد إلى الاقتصاد في الجهد، في «سيناريو» مستنسخ من المباراة الأولى أمام كينيا، ولو أن المنتخب الوطني كان قريبا من تسجيل أهداف أخرى في المرحلة الثانية، حيث فوت ديلور على نفسه فرصة التسجيل، في وقت فضل فيه الناخب الوطني إقحام كل من قديورة، بونجاح ومحرز كبدلاء، لكن دون تغيير في النتيجة، لأن دار لقمان ظلت على حالها، و»الخضر» أطلقوا بارودا شرفيا بالفوز بثلاثية كاملة. ص / فرطــاس
جمع 3 انتصارات دون تلقي هدف ووظف 21 لاعبا
بلماضي «يُحسن» أرقام جيل اللقب الوحيد
كسر المنتخب الوطني ومدربه جمال بلماضي الكثير من الأرقام، بمناسبة مواجهة اليوم الأخير من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا، فعلاوة على الانتصار الثالث على التوالي، وهو انجاز غير مسبوق كون أخر دورة، حقق الخضر خلالها بداية مثالية مماثلة، لما يفعله أشبال بلماضي في مصر، كانت بمناسبة دورة 1990 المنظمة بالجزائر وعرفت تتويج الخضر بأول وأخر لقب قاري، غير أن الاختلاف الوحيد، أن النسخة ال23، لم تهتز فيها شباك منتخبنا في الدور الأول، عكس دورة «اللقب»، التي وصل فيها منتخب نيجيريا لشباك عصماني، في أول لقاء حين دك ماجر ورفاقه شباك زملاء الراحل رشيدي يكيني، بخماسية مقابل هدف.
دورة كأس إفريقيا الجارية حاليا بمصر، كانت أيضا مناسبة لتسجيل أرقام جديدة في تاريخ مشاركات الخضر، بدأها بلماضي عندما قرر منح الفرصة للشاب بوداوي صاحب ال20 عاما، ليكون اصغر لاعب يحمل قميص الخضر في المحفل القاري منذ 29 عاما، أي منذ اعتمد الناخب الوطني الأسبق الراحل عبد الحميد كرمالي، على الثنائي طارق لعزيزي ومحمد راحيم وهما دون العشرين ربيعا، وأتبعها قائد «الأوركسترا» بتوظيف أندي ديلور أساسيا، وهو اللاعب الذي عاكس كل المغتربين بطلب تحويل جنسيته الرياضية، والاستفادة من قانون الباهماس، الذي منح المنتخب الوطني عدة نجوم، لكن الخصوصية في ملف مهاجم مونبيليي، أنه كان المبادر في البداية وختمها بنيل الإشادة والثناء، ووصفت «صفقته» بالناجحة، والإضافة الكبيرة لخط هجوم منتخبنا.
«حسنات» مواجهة منتخب تنزانيا، التي يعتبر هداف المنتخب الوطني إسلام سليماني شبح تشكيلته، بعدما سبق له تسجيل 4 أهداف كاملة في مرماها، في 3 مباريات، لم تتوقف عند هذا الحد، وكان بطلها خريج مدرسة الشراقة، بعدما رد جميل مدربه ووقع هدفا جميلا رفع به مؤشر عداده مع المنتخب إلى رقم 27، غير بعيد عن صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف مع التشكيلة الوطنية، عبد الحفيظ تاسفاوت صاحب ال35 هدفا، كما كانت مناسبة للوقوف عن قرب، على مهارة لاعب شاب محترف في ايطاليا ونعني به أدم وناس، الذي سجل أول أهدافه بقميص منتخب الأجداد، ورفض الاكتفاء به، عندما حوله لثنائية، هي الأولى للاعب جزائري، في هذا «الكان» نصبته هدافا لكتيبة بلماضي.
إلى ذلك، فقد خالف مسؤول العارضة الفنية لمنتخبنا الوطني، كل التوقعات، حين عمد لإجراء 9 تغييرات كاملة، على تشكيلته مقارنة بتلك التي واجهت السنغال الخميس الماضي، ليكون بذلك قد وظف 21 لاعبا (باستثناء الحارسين أوكيجة ودوخة) من مجموع ال23، التي اصطحبها معه لمصر، وهو رقم يبقى يستحق التوقف عنده، لأنه غير مسبوق على الأقل بالنسبة للمنتخب الوطني.
كريم كريد
النسخـــــــة الثـــانيــــة تقنــــــع وتنــــــــــذر !
يبدو أن الناخب الوطني جمال بلماضي، سيجد نفسه في حرج كبير، في مباراة الدور ثمن النهائي، بعد التألق الكبير ل"النسخة الثانية" للخضر أمام منتخب تانزانيا، حيث قدمت كافة العناصر التي يقال عنها أنها احتياطية، مستوى كبيرا أبهر كافة المتتبعين والمختصين، أين لم يلاحظ أحد كثرة التغييرات، التي وصلت إلى تسعة مقارنة بمباراتي كينيا والسنغال، وهو ما سيجعل الأسماء الأساسية بقيادة محرز قلقة على مناصبها، خلال المواعيد القادمة التي ستكون حاسمة، إذا ما أراد الخضر العودة بالتاج الإفريقي الغائب عن خزائننا منذ 1990.
وأشاد جل محللي العرس القاري، بصنيع بلماضي الذي نجح في ظرف وجيز في خلق المنافسة داخل المنتخب، ولم يكتف بتجهيز نسخة واحدة ل"كان" مصر، بل أعد كتيبة مشكلة من 23 عنصرا، لا تفرق فيها بين محرز ووناس ولا بين بلايلي صاحب هدف الانتصار أمام السنغال والوافد الجديد أندي ديلور، الذي أبلى البلاء الحسن أمس، وأكد بأنه قادر على انتزاع مكانة أي نجم في الأدوار القادمة. وقال الدولي التونسي السابق طارق ذياب عما شاهده بملعب السلام أمس:" لا يعقل ما تابعناه في لقاء تانزانيا، حيث أبهرني بلماضي بنسخته الثانية، التي أراها في نفس قوة الفريق الأول إن لم أقل أفضل منها، هذا مكسب كبير الخضر، وبمثل هذه الأشياء يمكن القول أن الخضر قادرون على المنافسة على اللقب، لأن من يريد التتويج بدورات من هذا الحجم يجب أن يمتلك دكة رائعة ورفاق وناس كانوا ممتازين وأبهروني"، وحذا حذوه الدولي السابق رفيق صايفي، الذي قال:" برافو بلماضي، نحن اليوم فخورون بما يقوم به وننتظر منه أن يسعدنا، خاصة وأنه يمتلك منتخبا متجانسا ومتكاملا.
مروان. ب
"الصاروخ" وناس يهدد بـــلايـــلي ومحـــــــرز
وجه مهاجم المنتخب الوطني آدم وناس إنذارا شديد اللهجة لزميليه في الخضر رياض محرز ويوسف بلايلي، بعد المستوى الكبير، الذي ظهر به في لقاء تانزانيا سهرة أمس، حيث لم يكتف مهاجم نابولي بإبهار المتتبعين بفضل فنياته، بل نجح في تسجيل أول ثنائية له مع المنتخب الوطني وفي شوط واحد، وبكيفية جميلة، وهو ما سيضع مدربه في مأزق حقيقي.
واستحق وناس لقب "الصاروخ"، بالنظر إلى السرعة الفائقة التي يتمتع بها، سيما عندما يركض بالكرة، وهي من أبرز مميزاته إلى جانب قوة الاختراق، حيث أكد مهاجم نابولي بأنه يستطيع مراوغة أكثر من مدافع في مساحة صغيرة، دون أن ننسى التفاهم الكبير الموجود بينه وبين بقية زملائه، سيما متوسط الميدان هشام بوداوي وحتى سليماني، الذي منحه تمريرة حاسمة في لقطة الهدف الأول، لا يقدمها إلا لاعبين كبار، على اعتبار أن وناس كان في وضعية صعبة، لكنه شاهد بأن سليماني في وضعية سانحة.
وفي السياق ذاته، أشاد نجم الكرة التونسية ومحلل قنوات بين سبورت القطرية طارق ذياب بمستوى وناس، عندما قال:" وناس موهبة حقيقية، وطريقة مداعبته الكرة تؤكد المستوى الفني الذي يملكه، أعتقد بأن أدم قدم أوراق اعتماده بقوة، وسيكون ورقة مربحة في يد بلماضي".
بورصاص.ر
رد على مدربه في مونبيليي !
ديلور ..مكسب كبير للخضر
أكد سهرة أمس، الوافد الجديد على بيت المنتخب الوطني أندي ديلور بأنه مكسب حقيقي للخضر، بالنظر إلى الأداء الراقي، الذي قدمه في أول ظهور له كأساسي، أين ظهر منسجما مع زملائه، ومنضبطا من الناحية التكتيكية، كما زود رفقاء سليماني بعدة كرات تثبت الإمكانات الفنية الهائلة التي يتمتع بها، وهو ما يؤكد بأن بلماضي لم يخطئ عندما استعان به في آخر لحظة.
وسيمنح ديلور بفضل المستوى الذي ظهر به أمس، حلا إضافيا للناخب الوطني، سيما في الأدوار المقبلة، أين سيكون في أمس الحاجة للاعبين يمكنهم صنع الفارق.
إلى ذلك، لم ينتظر ديلور مطولا للرد على مدربه في مونبيلي ميشال ديرزاكاريان، الذي استصغر الخضر، وتوقع مغادرتهم الكان مبكرا، خلال تصريحاته للموقع الرسمي للنادي الفرنسي، عندما سئل عن موعد استئناف ديلور التدريبات، حيث قال:» أندي مرتبط حاليا بالمشاركة في الكان مع منتخب بلاده الجزائر، لكن أتوقع عودته قريبا»، في إشارة من التقني الفرنسي، لإمكانية خروج الخضر من الدور القادم.
ونشر ديلور تغريدة على صفحتهه الرسمية في «الفايس بووك»، رد فيها بطريقة محترمة على مدربه، عندما قال له:» كوتش» سنذهب بعيدا في الكان، ثم بعدها سأكون حاضرا في التدريبات، مثلما اتفقنا عليه من قبل». بورصاص.ر