جميعي يتجه نحو خلافة بوشارب و بوحجة يصرّ على استعادة كرسيهينتخب نواب المجلس الشعبي الوطني غدا الأربعاء رئيسا جديدا للمجلس خلفا لمعاذ بوشارب المستقيل الأسبوع الماضي وهذا في ظل إصرار الرئيس الأسبق السعيد بوحجة على الرجوع إلى منصبه باعتباره الرئيس الشرعي للمجلس، فيما يسير الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني محمد جميعي بهدوء نحو المنصب.
شدد محمد جميعي الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في اللقاء الذي جمعه أمس بأعضاء لجنة العقلاء والحكماء التابعة للحزب، وكذا رؤساء اللجان الدائمة في الحزب و إطارات على عدم التمسك بالمناصب واللهث وراءها، وكذا على ضرورة لم شمل أعضاء الكتلة البرلمانية للحزب في الغرفة السفلى للبرلمان والعمل من أجل المصلحة العليا للبلاد، وهذا عشية الاستعداد لانتخاب رئيس جديد للمجلس.
ودعا جميعي الحضور إلى ضرورة إيجاد حلول لقضية الكتلة البرلمانية المقسمة حاليا بسبب الصراعات التي عصفت بها منذ الخريف الماضي على خلفية الإطاحة برئيس المجلس آنذاك السعيد بوحجة وأيضا الإطاحة مؤخرا بمعاذ بوشارب خليفة بوحجة.
وحسب مصدر عليم من داخل الاجتماع المغلق الذي جمع جميعي أمس بأعضاء لجنة العقلاء والحكماء بمقر الحزب فإن الأغلبية توجهت نحو ترشيح هذا الأخير لرئاسة المجلس باسم الكتلة البرلمانية للحزب، لكنهم تركوا ذلك للكتلة البرلمانية كي تعلن عنه، علما أن جميعي عقد في ذات اليوم بعد الزوال اجتماعا آخر مع أعضاء الكتلة ركز فيه عموما على ضرورة الوحدة ولم الشمل، ثم عقد لقاء آخر بين هياكل الحزب في المجلس من رؤساء لجان ونواب رئيس ومقررين وغيرهم لذات الغرض. لكن السعيد بوحجة الرئيس الأسبق للمجلس الذي حضر اجتماع العقلاء والحكماء صرح مباشرة بعد انتهاء الجلسة العلنية للصحافة بأنه على الآفلان وأمينه العلام أن يدافعا عن الشرعية داخل المجلس الشعبي الوطني ولو لأول مرة، وقال بهذا الخصوص" أعتقد أن الشرعية بالنسبة للأمين العام للحزب عندما زكته اللجنة المركزية فهو أمين عام شرعي ونحن بدورنا سندافع عن الشرعية، أما بخصوص المجلس الشعبي الوطني يجب على الأمين العام وعلى حزب جبهة التحرير الوطني على الأقل لأول مرة أن يدافعا عن شرعية رئيس المجلس وأعادته إلى منصبه بعد أن أبعد من قبل عصابة وأدواتها التي ما زالت تتحرك على مستوى المجلس وحتى على مستوى الحزب".
وأضاف بوحجة الذي بدا مصرا على استرجاع منصبه يقول" إذا كان جمع الشمل يدور حول المبادئ فنحن أهل للدفاع على جمع الشمل، وإذا كانت الشرعية للبعض أو اغتصاب الشرعية على البعض فهذا لن يسير فيه أحد". بوحجة الذي دعا إلى الإسراع لمحو أثار إبعاده من على رأس المجلس قبل أكثر من ثمانية أشهر شدد على أن الشرعية داخل المجلس الشعبي ليست مرتبطة بمحمد جميعي بل به هو، أما داخل الحزب فهو يدافع عن شرعية جميعي كأمين عام.
ويفهم من كلام بوحجة على أنه يريد نوعا من المقايضة أو التفاهم مع الأمين العام، أو بالأحرى يريد من جميعي أن يقف مع الشرعية التي تعيده إلى منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني مقابل أن يدعم هو شرعية جميعي على رأس الآفلان ولا يطعن فيها أو يعمل ضدها.
بالمقابل هناك فريق آخر داخل الحزب يريد ويعمل من أجل ترشيح الأمين العام للحزب محمد جميعي، وحتى وإن قال هذا لأخير أمس كلاما عاما عن ضرورة لم شمل الكتلة والنواب والمناضلين بصفة عامة وعدم التمسك بالمناصب والارتباط بالأشخاص ، وحتى وإن كان لم يعلن صراحة عن نيته الترشح للمنصب إلا أنه يعمل منذ مدة من أجل ذلك، و يرى في شخصه أحسن خليفة لمعاذ بوشارب لأسباب ربما تبقى خاصة به، في ظل الظروف الحالية التي تعرفها البلاد.
على مستوى المجلس الشعبي الوطني أعلن أمس عن فتح باب الترشح لمنصب الرئاسة على أن تنتهي مهلة تقديم ملفات الترشيحات يوم غد الأربعاء بعد الجلسة الصباحية المخصصة لتقديم وعرض تقرير لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات الخاص بإثبات شغور منصب رئيس المجلس، لأن جلسة اختيار الرئيس الجديد ستكون بعد الزوال.
وقالت مصادر من البرلمان أن جميعي أودع ملف ترشحه فضلا عن أسماء أخرى على غرار عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية، وتوفيق طورش، وعدد من الأسماء من كتلة الآفلان. إلياس -ب