استعمــــال اللغــــة الانجليـــزيـــــة في الجــــامعــــــات سيكون تدريجيا
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطيب بوزيد، أمس الاثنين، أنه سيتم تعزيز استعمال اللغة الانجليزية في الجامعات تدريجيا وذلك من خلال فتح حوار وتنصيب لجان ووضع مقاييس بهذه اللغة لطلبة الدكتوراه ، ثم طلبة الماستر ، إلى غاية تعميمها على جميع المستويات. وأشار إلى أن الدولة تدرس في الوقت الحالي تفعيل المجلس الأعلى للبحث و التكنولوجيا، ليكون الجهة التي تضع السياسة العامة للبحث العلمي ، داعيا مختلف القطاعات إلى وضع ثقتها في المنتوج العلمي الجامعي مثلما هو حاصل مع وزارة الدفاع.
خلال زيارة عمل وتفقد قادته إلى قسنطينة، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن الواقع الحالي أصبح يفرض التوجه نحو إجراء البحث العلمي باللغة الانجليزية وليس الفرنسية ، مؤكدا بأن أبرز المجلات والمنشورات والكتب العلمية، التي تصدر حاليا في العالم، هي باللغة الانجليزية، كما أن المقاييس العلمية العالمية تدرس باللغة الانجليزية، التي تعد لغة البحث العلمي، على حد تأكيد المسؤول، الذي أوضح بأن الطلبة الجزائريين، في حاجة لأن تكون شهاداتهم أكثر مرئية وقبولا في مختلف دول العالم ، مشيرا إلى أنه سيتم اللجوء تدريجيا إلى استعمال هذه اللغة في الجامعات وذلك من خلال فتح حوار وتنصيب لجان، ووضع مقاييس بالانجليزية لطلبة الدكتوراه ، وبعد ذلك طلبة الماستر ، إلى غاية تعميمها على جميع المستويات، مضيفا بأن هذا الأمر بات لا مفر منه. وللإشارة فقد عاد الحديث عن استعمال اللغة الانجليزية في الجامعات الجزائرية نهاية الموسم الجاري بعد طرحه من طرف طلبة وأساتذة في سياق الحراك والنقاشات الدائرة بالجامعة ، حيث قامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإطلاق استفتاء عبر موقعها الالكتروني ، يوم الجمعة الماضي، وذلك من أجل سبر أراء الجامعيين حول تعميم اللغة الانجليزية في الكليات والمعاهد ومراكز البحث العلمي ، ومن المفترض أن يستمر هذا الاستفتاء إلى غاية 5 أوت 2019.
وقال الوزير إن الجزائر وضعت خلال السنوات الأخيرة تشريعات في مجال البحث العلمي، ما سمح بتوفير بنية تحتية في هذا المجال ، على غرار وحدات ومراكز البحث ، إضافة إلى العامل البشري ، من باحثين و طلبة وكذلك فروع الدكتوراه ، ما يسمح بانطلاقة حقيقية للبحث العلمي في الجزائر ، على حد تأكيده ، مشيرا إلى أن بلادنا تحتل مراكز لا بأس بها عالميا في مجال البحث الأكاديمي، كاشفا بأنه خلال الشهر الأخير فقط، صنف 3 أساتذة من جامعة بلعباس ضمن 500 مرتبة أولى على المستوى العالمي في الرياضيات. واعتبر الوزير بأن المنتوج الأكاديمي متوفر في الجزائر لكن ما يمكن إدراجه منه ضمن الصناعة قليل جدا ، و لا يزال يعاني من نقائص وغياب للآليات ، ولذلك فإن الحكومة وضعت حسبه ، ملف البحث العلمي على الطاولة ، ولا تزال المناقشات الخاصة به جارية، مضيفا بأن الدولة أعطت أهمية كبيرة للبحث العلمي، ولا بد حسبه من تفعيل، المجلس الأعلى للبحث والتكنولوجيا، باعتباره الهيئة التي يجب أن تقوم بإعداد السياسة العامة للبحث العلمي والتي يتم اعدادها حاليا من قبل وزارة التعليم العالي، وهو أمر غير ممكن حسب تأكيد الوزير ، ويعرض وزارته للخطأ والصواب، لأن الجهة التي تضع استراتيجية البحث، يجب أن تكون مطلعة على متطلبات الصناعة والزراعة وغير ذلك من الأمور الاقتصادية والاجتماعية.
وذكر الوزير بأن وزارة الدفاع الوطني تضع ثقتها في منتوج البحث العلمي الخاص بالجامعات، وبأن هناك مشاريع كثيرة بين هذين الوزارتين، داعيا باقي القطاعات إلى وضع ثقتهم في منتوج الجامعات، كما أكد بأن كل هذه الأمور ستدرس في القريب العاجل على مستوى الحكومة لتكون هناك استراتيجية شاملة فيما يخص البحث العلمي.
وشدد الوزير على ضرورة دعم الباحثين الموجودين داخل الوطن، مشيرا إلى أن الكثير من الباحثين الجزائريين بالخارج، مستعدون للعودة للجزائر، كما أنهم يساعدون بما أمكنهم من أفكار في الوقت الراهن، موضحا بأن استقطابهم إلى داخل الوطن أمر مهم جدا.
عبد الرزاق.م