طلبة الجامعات يتمسكون بتحقيق التغيير ومحاسبة الفاسدين
خرج طلب الجامعات في مسيرة حاشدة أمس للمطالبة بتجسيد التغيير الذي يدعو إليه الحراك الشعبي، وسادت المسيرات السلمية عديد المدن، دون أن تمنع درجات الحرارة المرتفعة الطلبة من مواصلة المظاهرات الداعية إلى تحقيق إرادة الشعب من أجل دولة قوية متماسكة تحكمها مؤسسات شرعية.
ورفع الطلبة لافتات تحمل شعارات تناشد التغيير السلمي، وتدعو إلى بناء دولة مدنية، ومحاسبة الفاسدين والضالعين في نهب المال العام والإضرار بالاقتصاد الوطني، وشملت المسيرات مناطق مختلفة من الوطن، ولم يتخلف الطلبة الجامعيون الذين يشرفون على إنهاء الموسم الجامعي والخروج في عطلة عن نداء يوم الثلاثاء، رغم الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة خاصة بشرق البلاد، وانشغال بعضهم بالامتحانات الاستدراكية أو بإنجاز مذكرات التخرج.
وسار الطلبة انطلاقا من المؤسسات الجامعية المتوزعة عبر مختلف الولايات باتجاه الشوارع الرئيسية لعاصم المدن التي تحتضن المراكز الجامعية على غرار العاصمة، وقسنطينة حيث انطلقت المسيرة من جامعة الإخوة منتوري، كما سار الطلبة في كل من ولايات عنابة والبويرة ووهران وتيزي وزو وبجاية، رافعين نفس الشعارات، مصرين على المضي قدما لاجتثاث جذور الفساد ومحاسبة المتورطين في إنهاك الاقتصاد الوطني ونهب الخيرات مهما كانت المناصب التي كانوا يشغلونها، مع الإصرار على رحيل رموز النظام الذين تسببوا في الأزمة التي تتخبط فيها البلاد.
وتعالت الهتافات المنادية بتجسيد مطالب الشعب الذي يعد مصدر السلطة حسب المتظاهرين، وبتطبيق مواد الدستور التي تكرس هذا المبدأ، في ظل التمسك بالوحدة الوطنية، والوقوف ضد المحاولات الرامية إلى تشتيت التلاحم بين أبناء الوطن، وزينت الراية الوطنية الشوارع التي اكتظت بالمتظاهرين، الذين ساروا بطريقة سلمية دون تسجيل صدامات بينهم وبين أعوان الشرطة الذين اقتصرت مهمتهم على تأطير المسيرات وتنظيم حركة المرور.
وتتزامن مسيرات الطلبة التي تنظم كل أيام ثلاثاء مع استمرار مسيرات الجمعة التي يشارك فيها مواطنون من مختلف الأعمار والمستويات الثقافية والتعليمية والاتجاهات السياسية، من أجل تحقيق هدف واحد ووحيد، وهو تمكين البلاد من اجتياز الوضع السياسي الحالي وإيصاله إلى بر الأمان، عن طريق المساهمة في إعادة بناء مؤسسات الدولة في إطار ديمقراطي يكون فيه الصندوق هو السيد.
كما يتواصل حراك الطلبة مع ظهور بوادر الحل السياسي، بعد ان تمكنت أحزاب المعارضة وشخصيات وطنية وأحزاب من اتجاهات مختلفة، من الجلوس إلى طاولة الحوار ومناقشة الحلول الممكنة في إطار ندوة الحوار الوطني من أجل التوصل إلى حل توافقي في إطار ما ينص عليه الدستور، لتجنيب البلاد مرحلة انتقالية لا يمكن التكهن بمخرجاتها او مآلاتها.
وعلى غرار باقي الولايات، دعا الطلبة الجامعيون بولايتي تيزي وزو والبويرة بضمان الشروط التي تسمح ببناء جمهورية جديدة، مع الإصرار على إطلاق سراح سجناء الرأي وإقامة دولة القانون، وبولاية تيزي وزو التي انضم فيها الطلبة إلى مسيرة المنتخبين المحليين ينتمون إلى الارسيدي إلى جانب تشكيلات أخرى، رفع الطلبة بدورهم مطالب بإطلاق سراح بعض السجناء المحبوسين بالعاصمة وبالتغيير السلمي.
كما نظم الطلبة مسيرات حاشدة بتلمسان انطلاقا من جامعة أبو بكر بلقايد، دعما للحراك الشعبي، وسار الطلبة عبر الشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية رافعين نفس الشعارات تقريبا، وهي ذات الأجواء التي عاشتها مناطق أخرى بغرب الوطن، على غرار ولاية مستغانم، حيث تظاهر الطلبة من أجل التغيير السلمي وتحقيق الديمقراطية وإحداث القطيعة مع النظام السابق، ومحاربة الفساد وإعادة السلطة للشعب عن طريق تطبيق الدستور.
لطيفة/ب
