تشبه وضعية بعض عناصر المنتخب الوطني، المتوّج قبل أيام بكأس إفريقيا للأمم، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، ما عاشه وكان أبطاله الجيل الذي سبقهم، وكان له شرف إعادة الخضر إلى نهائيات كأس العالم، التي أقيمت بجنوب إفريقيا صيف 2010.
وقبل عشرية من الآن، لم تكن الوجهة الخليجية تستهوي «نجوم» الجزائر، بالقدر الذي شهدته السنوات الماضية، عندما أصبح اللاعبون لا يتحرجون في قبول عروض الأندية القطرية والسعودية والإماراتية والكويتية بدرجة أقل، بل أن بعضهم اختار بلدان الخليج العربي لمواصلة مداعبة الكرة، وهم في سّن الزهور على غرار ما فعله بلفوضيل هداف هوفنهايم، قبل سنوات، عندما غادر الكالتشو وتوجه لنادي بني ياس الإماراتي.
وكان المدافع الأيسر نذير بلحاج، أول من كسر «طابو» التخلي عن إغراءات الأضواء والشهرة في أوروبا وتفضيل المال الخليجي، عندما قرر صيف 2010، عقب مونديال بلد مانديلا، مغادرة الدوري الانجليزي والانضمام إلى نادي السد القطري، في صفقة أثارت وقتها الكثير من اللغط، وكذا استهجان الجزائريين، كونهم عاشوا على أمل التحاق بلحاج بفريق كبير، ومنهم من حلم به مع العملاق البرشلوني، قبل أن يسقط في «السد»، كما تهكم آنذاك الكثير من المتتبعين.
نذير بلحاج، الذي تألق كثيرا في مختلف الميادين، سواء مع المنتخب الوطني أو نوادي سيدان وأولمبيك ليون وحتى بورتسموث أخر نادي أوروبي حمل ألوانه، ظفر بصفقة مالية مهمة حين قبل بعرض السد القطري، كما أنه رفع الحرج عن بقية رفاقه الذين كانوا مترددين، قبل أن يلحقوا به في دوري نجوم قطر، على غرار ما فعله مجيد بوقرة وكريم زياني ومراد مغني دون نسيان عنتر يحي، مع اختلاف بسيط كون الاخير اختار وجهة سعودية، ما ميّز مطلع العشرية الحالية بإطلاق وصف «المنتخب الخليجي» بدلا من الأفناك أو محاربي الصحراء، وأرغم الناخب الوطني الأسبق، وحيد حليلوزيتش على فتح ورشة كبيرة غير بها معالم التشكيلة، لأنه كان يعتبر خيارات الركائز غير موفقة.
الأيام القليلة التي تلت نهاية دورة كأس إفريقيا في نسختها ال32، حملت بشرى سارة لأحسن لاعب في دورة مصر، إسماعيل بن ناصر بعد انضمامه للعملاق الايطالي أسي ميلانو، وكانت أيضا كفيلة باسترجاع ذكريات ميركاتو صيف 2011، عندما تهافتت الأندية الخليجية وأولها القطرية على استقطاب العناصر الدولية، فبعد انضمام هني (لم يشارك في «الكان» لدواعي فنية)، لفريق الغرافة، ترسمت صفقة تحول صانع ألعاب ياسين براهيمي لنادي الريان، في انتظار اتضاح حقيقة رغبة كل من قديورة وسليماني، في حذو نفس درب زميلهما هني كونهما على رادار نادي الغرافة، المهتم أيضا بصخرة دفاع الخضر جمال بلعمري، ولو أن فريقه السعودي الشباب، متمسك وقد يعمد لزيادة راتبه لأجل قطع الطريق على عرض القطريين، وهي صفقات قد يضاف لها اسم لاعب الترجي التونسي يوسف بلايلي الموجود على رادار نادي الدحيل والسد مالك عقد صديقه بغداد بونجاح.
رؤية الجزائريين للدوريات العربية والخليجية، وفي مقدمتهما دوري نجوم قطر، حتى وإن اختلفت مقارنة بما كان مقتنع به الكثيرين عام 2011، حين تم اتهام اللاعبين بالمتجردين من روح الوطنية، واللاهثين وراء خزائن شيوخ وأمراء الخليج، على حساب مشوارهم الكروي والخضر بصفة عامة، كون 4 ركائز من الكتيبة، التي منحت الفرحة للجزائريين وحققت إنجازا تاريخيا بإحراز التاج القاري خارج الملاعب الجزائرية، ساهموا في الانجاز وهم الناشطون في دوريات عربية، غير أن أماني الكثير ما زلت تحلم وتستأنس بمشاهدة مواجهات الدوريات الأوروبية، ورؤية جزائريين يبدعون في مختلف ملاعب القارة العجوز.
كريم كريد
عددهم وصل لسبعة واثنان منهم شاركا في الكان
الدوري السعودي يفرغ البطولة الوطنية من الحراس !
نجح أربعة حراس جزائريين في الظفر بعقود احترافية مع نوادي من الدوري السعودي قبيل الموسم الرياضي الجديد، ويتعلق الأمر أولا بالحارس مصطفى زغبة الذي غادر نحو نادي الوحدة، حيث فضل الاحتراف في أقوى دوري عربي، لاسيما وأن طموحاته الرئيسية، هي العودة السريعة إلى المنتخب الوطني الأول، بعد حذف اسمه من التواجد في قائمة الخضر المشاركة مؤخرا في «كان 2019»، وثاني الملتحقين هو حارس شباب قسنطينة رحماني المنضم إلى صفوف الصاعد الجديد إلى دوري «محمد بن سلمان» نادي ضمك، ويأتي ذلك بعد تألقه في الموسمين الماضيين بألوان السنافر، حيث ساهم بقسط وفير في التتويج الذي حققه النادي قبل موسمين بلقب البطولة، أما ثالث الحراس الملتحقين فكان المخضرم ناتاش الذي وقع عقدا في صفوف نادي أحد، وهو الفريق الذي لم يستطع الموسم الماضي من ضمان البقاء، وأخيرا الحارس بوصوف الذي وقع رسميا في صفوف نادي الطائي، والذي يستهدف هو الآخر الصعود إلى القسم الممتاز.
وقد ارتفع عدد الحراس الجزائريين، الذين ينشطون في السعودية إلى سبعة، وذلك باحتساب الحارس الدولي وهاب رايس مبولحي في صفوف الاتفاق، وعز الدين دوخة بألوان الرائد، وأخيرا مليك عسلة في نادي الحزم.
ويرى عدد من المختصين أن العديد من الأندية السعودية، باتت تفضل التعاقد مع الحراس الجزائريين، نظرا لعدة معطيات، أبرزها المستويات الجيدة والأجور المعقولة، مقارنة ببقية الحراس الآخرين من جنسيات مختلفة، ودون شك فإن ذلك سيعود بالفائدة على المنتخب الوطني الأول، مادام أن هؤلاء الحراس سيتطور مستواهم بشكل كبير، نظرا للإمكانات الضخمة التي تضعها الأندية السعودية تحت تصرف الأطقم الفنية، ضف إلى ذلك التطور الكبير لمستوى الدوري السعودي، بعد السماح للأندية هناك بالتعاقد مع سبعة لاعبين أجانب على الأقل.
أحمد خليل