أشرف رئيس الدولة عبد القادر بن صالح, أمس الاثنين بقصر الشعب بالجزائر العاصمة, على تكريم المتفوقين الأوائل في امتحان شهادة البكالوريا دورة 2019.
وسلم السيد بن صالح خلال الحفل الذي جرى بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة وأولياء التلاميذ, شهادات وميداليات تقدير وهدايا رمزية للمتفوقين الذين بلغ عددهم 70 تلميذا, تتقدمهم التلميذة بوناب لبيبة من ولاية قالمة, المتفوقة بامتياز بمعدل 18.75 ,شعبة علوم تجريبية, تليها التلميذة بلعيدي لينة من ولاية الجزائر العاصمة, المتفوقة بمعدل 18.70 شعبة رياضيات ثم التلميذة جدو ريحان من ولاية المدية المتفوقة بمعدل 18.67 شعبة تقني رياضي.
للإشارة, فقد بلغت نسبة النجاح في شهادة البكالوريا لهذه السنة 54,56 بالمائة, مقابل 55,88 بالمائة بالنسبة للعام الماضي, حيث تصدرت شعبة الرياضيات القائمة بنسبة نجاح تقدر بـ 78,61 بالمائة.
وكان 674.831 مترشحا قد اجتازوا بداية من 16 يونيو الفارط امتحانات شهادة البكالوريا عبر 2339 مركزا, من بينهم 411.431 مترشحا متمدرسا و263.400 مترشح حر، فيما بلغ عدد المحبوسين المتقدمين لهذا الامتحان 4226 مترشحا موزعين على 43 مؤسسة عقابية معتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية.
شهادات متفوقين: النجاح كان نتيجة جهد جماعي ومتواصل
أكد المتفوقون الأوائل في امتحان شهادة البكالوريا, الذين تم تكريمهم أمس الاثنين بالجزائر العاصمة من طرف رئيس الدولة عبد القادر بن صالح, أن تحصلهم على أعلى المعدلات هو «نتيجة لجهد جماعي», معربين عن أملهم في الإسهام في بناء «جزائر أفضل.
وفي هذا الصدد, عبرت المتفوقة الأولى على المستوى الوطني التلميذة بوناب لبيبة من ولاية قالمة المتحصلة على معدل 75ر18 شعبة علوم تجريبية, على هامش الحفل التكريمي, عن بالغ سرورها بتكريمها من طرف رئيس الدولة في هذه المناسبة التي حضرها المسؤولون السامون في الدولة وأعضاء الحكومة.
وأكدت أن «النجاح لا يأتي صدفة, بل هو مجهود متواصل يمتد عبر كل سنوات التمدرس», مشيرة إلى أنها تحصلت على «المرتبة الأولى ولائيا في شهادة التعليم المتوسط بمعدل 19.26
وقالت التلميذة أن مشوارها الدراسي تميز بـ»الجد والإصرار والعزم على نيل الرتب الأولى», وأوضحت أنها وجدت في ذلك «دعما ومرافقة من طرف الأساتذة والعائلة الصغيرة،وعن طموحها في المستقبل, أشارت المتفوقة الأولى أنها ستختار شعبة الطب في الجامعة وذلك «لجانبها النبيل وتلبية لرغبة الوالدين», معتبرة أن «اختيار الشعبة في الجامعة مهم لكن الأهم منه هو الدراسة بشغف وحب وإتقان مهما كانت الشعبة المختارة» وأضافت أن «الطموح الأسمى هو المساهمة في بناء جزائر أفضل وأرقى».
ومن جانبه, قال المتفوق الأول في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة التلميذ مختاري محمد ريان من ولاية الجزائر العاصمة المتحصل على معدل 17.83 شعبة علوم تجريبية, أن شعوره بعد تكريمه من طرف رئيس الدولة «لا يوصف», مؤكدا أن «التفوق جاء نتيجة لعمل متواصل ولجهد جماعي شارك فيه أفراد العائلة وأعضاء الأسرة التربوية بمختلف رتبهم, بالإضافة إلى الإرادة التي كانت هي الدافع والمحفز للتفوق في الدراسة».
وبشأن حالته الخاصة, أوضح التلميذ أن «هناك صعوبات كبيرة في تمدرس ذوي الاحتياجات الخاصة وحتى في حياتهم اليومية», مؤكدا أن «بعض المدارس غير مهيأة لاستقبال هؤلاء التلاميذ وهو ما يضطرهم إلى اختيار مؤسسات على حساب أخرى لأسباب غير تربوية وإلى التواصل مع الإدارة قبل الدخول المدرسي بهدف توفير الظروف الملائمة».
وأضاف أن هذا الواقع «قد يكون مثبطا في غالب الأحيان, لكنه في حالتي كان محفزا لمجابهة هذه الصعوبات ورفع التحدي من أجل إسعاد عائلتي», ودعا إلى تجهيز المؤسسات التربوية بشكل أفضل من أجل تسهيل تمدرس التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة».
ويطمح محمد إلى إكمال الدراسات العليا في مجال الإعلام الآلي تخصص أمن معلوماتي, بهدف «تطوير منظومة وطنية لحماية المعلومات تمكن الجزائر من تبوء مكانة مرموقة بين الدول المتطورة في مجال تأمين المعلومات الشخصية.
كما أعرب عن أمله في أن يتوفر العلاج الخاص بحالته (ضمور النخاع الشوكي) في الجزائر, لأنه حاليا «لا يتوفر إلا في الدول الغربية بسبب كلفته الباهظة مؤكدا أن خضوعه لهذا العلاج سيغير حياته «بشكل كلي».
أما المتفوق الأول على مستوى مدارس أشبال الأمة, التلميذ بوسلاح محمد المتحصل على معدل 17.97 بمدرسة أشبال الأمة لوهران, فقد أعرب عن افتخاره «الكبير بتمثيل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي, وشكره لقيادة الجيش التي «عملت على توفير كل الوسائل المادية والبشرية من أجل تسهيل تمدرس الأشبال وتحقيق نتائج مبهرة كل سنة».
وعن سر تفوق هذه المدارس, قال الشبل أن «العمل والانضباط الذي يتميز به الإطار العام لتكوين أشبال الأمة, هو العامل الأساسي لهذا النجاح», مؤكدا أن مدارس أشبال الأمة «تعمل على تدريس نفس البرنامج الدراسي الذي توفره المدارس العادية, غير أن نظام التدريس بطابعه العسكري يسمح بدرجة تركيز عالية, كما أن الإمكانيات المادية والكفاءات البشرية تزرع في نفوس التلاميذ روح المواظبة والتفاني».
ويتضمن البرنامج اليومي للتدريس -حسب شبل الأمة-, «فترات مراجعة إجبارية لأكثر من ساعتين بعد الدوام بصفة يومية, كما يتم فتح الأقسام في الفترة الليلية لكل من أراد المذاكرة بصفة فردية أو جماعية».
وأشاد التلميذ بوسلاح محمد بالعنصر البشري الذي يؤطر التلاميذ والذي «يتميز بكفاءة عالية وخبرة طويلة حيث أنه يتم اختيار مدرسين تفوق خبرتهم المهنية 20 عاما».
وعن طموحه الشخصي, قال شبل الأمة أنه يطمح إلى الالتحاق بالمدرسة التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة وتطوير مؤهلاته داخل المؤسسة العسكرية في سبيل «خدمة الوطن».
ق/و/واج