أكد رئيس المدير العام للمجمع العمومي للجلود توفيق بركاني تحسن نوعية جلود الأضاحي التي تم جمعها لحد الآن مقارنة بالسنة الماضية ، مقابل تراجع تفاعل المواطنين مع الحملة التي تهدف إلى تدعيم الصناعة المحلية ، ما يفسر حالة الفوضى التي تعيشها عديد الأحياء السكنية جراء الرمي العشوائي لهذه الجلود.
وقال السيد بركاني في اتصال مع «النصر» إن الحصيلة الأولية لعملية جمع جلود الأضاحي، أظهرت تحسنا في نوعية الجلود مقارنة بالموسم الماضي، بفضل الحملة التحسيسية التي ركزت هذه السنة على النوعية، كاشفا عن تمكن مجمع «جيتاكس» الذي يديره من الحصول على 120 ألف قطعة يتم حاليا تصنيفها، لتحويلها إلى مادة أولية قابلة للتصنيع أو التصدير، وأن حملة هذه السنة ركزت على ضرورة مراعاة نوعية السلخ للحصول على جلود ذات نوعية جيدة، خالية من الخدوش أو الثقوب الناجمة عن استعمال الأدوات الحادة عند سلخ الخروف.
وسجلت بعض الولايات النموذجية تقدما ملموسا من حيث جمع جلود الأضاحي، في مقدمتها ولاية باتنة التي تحسنت بها النوعية، وارتفعت نسبة الجلود للتحويل من 37 بالمائة السنة الماضية إلى 50 بالمائة هذا العام، بفضل نجاح حملة التوعية التي قادتها وزارة الصناعة والسلطات المحلية، وفق تأكيد المصدر، كاشفا عن تكبد مجمع «جيتاكس» السنة الماضية خسارة بقيمة 12 مليون دج بسبب عدم إدراك غالبية المواطنين للمغزى من الحملة، والنتيجة أن نسبة 92 بالمائة من الجلود التي جمعت في عيد الأضحى الماضي كانت غير صالحة للاستعمال، بسبب تعفن بعضها، ورداءة نوعية البعض الآخر، مما اضطر المجمع إلى التخلص منها.
وشدد السيد توفيق بركاني على ضرورة الحرص على وضع الملح بكميات كبيرة على جلد الأضحية قبل انقضاء النصف ساعة الأولى عن عملية النحر ، لأن ارتفاع درجات الحرارة يعرضها إلى التلف والتعفن، كما يؤدي إلى إنتشار الروائح الكريهة والبكتيريا، التي تعرض صحة الأفراد إلى الخطر ، مذكرا بحرص مؤسسة «جيتاكس» السنة الماضية على توزيع الملح مجانا على المواطنين، ليتم وضعه على جلد الأضاحي، في حين أنها لم تقم بهذه العملية هذه السنة، اعتقادا منها أن المواطن فهم خطوات العملية، وبضرورة وضع هذه المادة على جلد الأضحية فور عملية الذبح.
وبرر رئيس المدير العام لمجمع «جيتاكس» الإخفاق النسبي لحملة جمع جلود الأضاحي بسبب تراجع الكميات المتوقعة، وحالة الفوضى التي تعيشها عديد الأحياء السكنية، جراء الرمي العشوائي لجلود الأضاحي عوض وضعها في الأماكن الخاصة بها التي جندتها السلطات المحلية لهذا الغرض، إلى عدم تفاعل المواطن مع الحملة التي اقتصرت هذه السنة على النوعية، فضلا عن انطلاقها متأخرة بعض الشيء عن الموعد، إلى جانب تزامن الحملة مع موسم الصيف، لأن الحرارة المرتفعة تؤثر على نوعية الجلود وتعرضها إلى التعفن في حال عدم القيام بالخطوات اللازمة للحفاظ عليها.
علما أن حملة جمع الجلود خصت هذه السنة أيضا 6 ولايات نموذجية فقط نظرا لتوفرها على مدابغ، وهي العاصمة وجيجل وسطيف وعين تموشنت وباتنة والجلفة، ويقدر عدد جلود الأضاحي سنويا بحوالي 4.5 مليون قطعة، كما تعتزم وزارة الصناعة بالتنسيق مع قطاعات عدة، من بينها الشؤون الدينية والإعلام والجماعات المحلية إلى توسيع الحملة التحسيسية السنة المقبلة، والشروع في توعية المواطنين وشرح الأهداف من جمع جلود الأضاحي بداية من شهر جانفي، للحصول على النتائج المرجوة، لدعم الصناعة المحلية وتحقيق العملة الصعبة بتصدير الجلود ذات النوعية الجيدة.
وبحسب السيد توفيق بركاني فإن بلوغ الأهداف المسطرة يحتاج إلى سنوات أخرى من العمل والمثابرة وتوعية المواطن، وأعطى على سبيل المثال تركيا التي استغرقت 7 سنوات كاملة في تحسيس مواطنيها بأهمية المشاركة في جمع جلود الأضاحي، مبديا تأسفه للصورة المشوهة التي عمت عديد المجمعات السكنية بسبب الرمي العشوائي لهذه
الجلود. لطيفة/ب