• لجنة استعجالية للتصدي لظاهرة تقليد المنتجات الحرفية
كشف وزير السياحة والصناعات التقليدية عبد القادر بن مسعود يوم الخميس المنصرم من وهران، أن 40 مليون جزائري قضوا عطلتهم الصيفية داخل الوطن في إطار السياحة الداخلية، و أن تخفيضات معتبرة شهدتها المرافق السياحية العمومية وحتى لدى بعض الخواص، كما أعلن عن إنشاء لجنة مشتركة تجمع وزارتي السياحة و التجارة وكذا مصالح الجمارك، للتصدي لظاهرة تقليد المنتوجات الحرفية المنجزة في الجزائر من طرف أجانب وإعادة إغراق السوق الوطنية بها، كما قرر الوزير خفض أسعار كراء المحلات للحرفيين من ذوي الإحتياجات الخاصة بـ 50 بالمائة.
وخلال زيارته الميدانية، تفقد وزير السياحة أول فضاء للألعاب المائية بوهران والواقع بمنطقة كريشتل السياحية التي لا تزال عذراء، حيث إنتقد الوزير غلاء أسعار دخول مثل هذه الفضاءات والتي تقدر بأكثر من 3 آلاف دج للشخص البالغ ونصف المبلغ للمراهقين مع عدم جلب الأكل و الاكتفاء بشراء كل الحاجيات من داخل المركب وبأثمان مرتفعة أيضا، ولكن القائمين على هذا المشروع السياحي الذي يندرج ضمن المشاريع الجديدة التي أصبحت تقتصر على فئات معينة من المصطافين، برووا ذلك أن الأسعار مدروسة و الإقبال كبير، خاصة وأن هذه المركبات لا تعمل إلا صيفا، وفي رده على سؤال النصر في هذا الخصوص، أوضح الوزير أن دائرته الوزارية تسطر سنويا سياسة خاصة بالأسعار خاصة في الفنادق والمركبات العمومية التي تشهد تخفيضات تصل لغاية 50 بالمائة، وثمن تعاون الخواص الذين عملوا على تخفيض الأسعار لغاية 25 بالمئة خلال موسم الإصطياف.
وكشف الوزير أن 40 مليون جزائري قضوا عطلتهم الصيفية في الجزائر ، و أفاد كذلك أنه تم خلال الصائفة استلام مؤسسات فندقية بطاقة 12 ألف سرير، وهذا من أجل تشجيع السياحة الداخلية، حيث وجد الجزائريون كل المتطلبات في المرافق التي تم تخصيصها لاستقبالهم، وهذا في إطار إستراتيجية الوزارة الرامية لترقية السياحة الداخلية والترويج للوجهة الوطنية.
من جهة أخرى، اعتبر وزير السياحة أن النظر في ما جرى هذه الصائفة بالمركب العمومي للأندلسيات بوهران، يعود لمجمع تسيير المؤسسات السياحية العمومية ولمدير مركب الأندلسيات المخول له النظر في هذا الخلل المتعلق بالتسيير، مضيفا أن كل من تبث تورطه في الأمر يتم إبعاده عن المؤسسة، وفي حال وجود فقط أقاويل فمن حق مسؤول المؤسسة أن يتابع المعنيين قضائيا، وقال بن مسعود أن الوزير يشرف على إستراتيجيات القطاع على المستوى الوطني و تنفيذ سياسة الحكومة ميدانيا، ولا يتدخل في مثل هذه الأمور التي تشرف عليها مديرية عامة ومجمع للتسيير، وللتذكير فقد احتج مؤخرا عمال مركب الأندلسيات بوهران ضد المدير ورفعوا شعارات مطالبة برحيله، وهي الإحتجاجات التي جاءت بعد حملة فيديوهات نشرت من طرف مواطنين كانوا يقضون عطلتهم الصيفية بالمركب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت تلك الفيديوهات مشاهد من داخل الغرف التي بدت مزرية وبحاجة لتهيئة إضافية مقارنة بسعرها الذي وصل لـ 60 مليون سنتيم شهريا، أي 20 ألف دج لليلة الواحدة، وهو السعر الذي برره بعض المسؤولين للنصر، بأنه مدروس وغير مبالغ فيه كون المركب يعمل وفقهم حسب تقلبات السوق الوطنية ،فالأندلسيات هي مؤسسة ذات طابع إقتصادي، وأضافوا أنه يكفي أن الأندلسيات هذه الصائفة لم تتمكن من تلبية كل الطلبات التي تدفقت عليها لتعذر وجود غرف شاغرة، مما يؤشر على نجاح الموسم بها مثلما أكدت مصادرنا.
وعلى صعيد آخر، طرح العديد من الحرفيين المشاركين في معرض الصناعات التقليدية والحرف بوهران، إنشغالاتهم أمام الوزير، وأبرزها إشكالية التقليد خاصة القادم من الصين لعدة منتجات حرفية جزائرية، مطالبين وزير السياحة والصناعات التقليدية عبد القادر بن مسعود خلال وقفته التي كانت مطولة بالمعرض، بضرورة إيجاد صيغ قانونية ردعية لحماية المنتوج الوطني الأصيل المصنوع يدويا، حيث قالوا أن صينيين وجزائريين ينقلون نماذج عن المنتوجات الحرفية الوطنية إلى الصين، أين يتم تقليدها لدرجة أنها تظهر لغير العارفين أنها طبق الأصل، ويعيدونها للجزائر كمنتوج مستورد من هناك ويسوق بأسعار زهيدة، قضت على الحرف وقيمتها المعنوية والمادية وأحالت الكثيرين على البطالة، وهنا كشف الوزير عن اللجنة المشتركة التي سيتم إنشاؤها إستعجاليا للتكفل بحماية هذه المنتوجات والتصدي للتقليد القادم من الخارج.
وفي مركز الصناعات التقليدية والحرف أين يتواصل معرض الصيف، أعطى والي وهران مولود شريفي تعليمات بضرورة تزيين الهياكل التي ستحتضن الألعاب المتوسطية، وهي التحف التي أشاد بها الوزير وشجع منجزيها على الإستمرار في ترقية هذا الفن، واعدا بالعمل على تذليل الصعوبات التي تواجههم خاصة في مجال التسويق، الذي دعا بخصوصه العارضين بالمركز ومن خلالهم الناشطين في مجال الصناعات التقليدية والحرف عبر الوطن، للاتجاه نحو السوق الإفريقية عن طريق صيغة «المقايضة» المتعامل بها على مر العصور بين سكان المناطق الجنوبية للجزائر ونظرائهم بالدول الإفريقية المجاورة، مثل مالي والنيجر والسنغال و تشاد.
وهي الصيغة التي لا تخضع للضريبة والتي تسبق مرحلة إفتتاح منطقة التبادل التجاري الحر الإفريقي، وقال الوزير أن هناك إجراءات جديدة ستكون عملية قريبا من أجل مواكبة الصناعات التقليدية الوطنية مع التطور الذي يعرفه العالم، وهذا من خلال تكييف الهيكل الإداري للصناعات التقليدية والحرف مع هذه المتطلبات لتجاوز معظلة البيروقراطية وخلق تنافسية أكبر.
خيرة بن ودان