رفض الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني بشكل صريح دعوة أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي إنشاء تحالف حزبي جديد لدعم رئيس الجمهورية، وقال أن الآفلان غير موافق على أي تحالف بالمفهوم القديم وهو لن يكون عربة في أي تحالف بل شرطه الأول أن يكون هو القاطرة، وبالمقابل أعلن العمل لتشكيل جبهة وطنية موسعة تضم الأحزاب والجمعيات والمنظمات الوطنية التي ساندت بوتفليقة، كما دافع سعداني بقوة عن رسالة التهنئة التي وجهها له الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بعد المؤتمر العاشر وقال أنها ليست خرقا للدستور، منتقدا بشدة كل الذين علقوا سلبا على هذه الرسالة.
قال عمار سعداني أمين عام الآفلان الكثير وبشكل صريح في ندوة صحفية نشطها أمس بفندق الأوراسي بعد 15 يوما عن المؤتمر العاشر، وفضل سعداني في البداية الخوض في الأسئلة المرتبطة بالمؤتمر وما نتج عنه قبل الخوض في المسائل السياسية الساخنة.
و رفض عمار سعداني بشكل صريح الدعوة التي وجهها أمين عام الأرندي أحمد أويحيى قبل أيام قليلة بعد عودته لقيادة الحزب المتعلقة بإنشاء تحالف حزبي جديد لدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقال بهذا الخصوص» الآفلان ليس مع أي تحالف مثل التحالف السابق.. التحالف الذي يكون فيه الآفلان عربة مرفوض لابد أن نكون قاطرة وهذا شرطنا الأول».
ثم واصل « التحالف بالمفهوم السياسي في رأي يكون حول تشكيل حكومة وفي قضايا في البرلمان، أو حول قوانين أو الدستور لكن ما يطالب به أويحيى لم يأت وقته بعد» وبالمقابل تحدث سعداني عن السعي لتشكيل جبهة وطنية موسعة تضم الأحزاب والجمعيات والمنظمات الوطنية التي ساندت الرئيس بوتفليقة وهذه لن تكون تحالفا ضد الآخرين لكن لمرافقة برنامج الرئيس والسهر على تطبيقه ودعم مواقفه، قبل أن يقولها بصريح العبارة « التحالف بالمفهوم القديم نحن غير موافقين عليه» لكن على الرغم من هذه الإجابة الجازمة أكد سعداني انه سيلتقي اويحيى وأعضاء مكتبه بعد تشكيل المكتب السياسي وسيتحاور معه في كل القضايا مشيرا أن أي تحالف سيكون بعد تأسيس الجبهة الوطنية التي تحدث عنها.
ولم يفوت ذات الفرصة للرد على غريمه في الأرندي بشكل آخر عندما قال أن الآفلان اليوم يملك الأغلبية في الحكومة والمجالس المنتخبة، و هذه الأغلبية تقاس بالأرقام، عكس ما قاله أويحيى قبل ثلاثة أيام فقط، نافيا احتمال وقوع أي تصادم مع الأرندي مستقبلا.
توقف الأمين العام للآفلان مطولا عند الضجة التي خلفتها رسالة التهنئة التي وجهها له الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي قبل أيام له بمناسبة انتخابه أمينا عاما للحزب، وتحدث سعداني بكثير من التفصيل حول هذه الرسالة منتقدا في طريقه كل الذين نظروا لها على أنها خرقا للدستور و مساسا بحياد الجيش.
وقال بهذا الخصوص بحضور عدد من الوزراء وإطارات الحزب ومديري مؤسسات وطنية» هي رسالة تهنئة جاءت بعد المؤتمر ونحن في الآفلان دأبنا على إرسال التهاني للجيش وقيادة الاركان عند كل مناسبة وكانوا يردون عليها..هي رسالة غير خارقة للدستور وقايد صالح مشكور عنها.. لكن اتخذها بعض الغرقى قشة فتشبتوا بها ، ونعتبر ذلك رسالة حقد منهم بعد نجاح المؤتمر»، وواصل يقول مدافعا عن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ومن ورائه المؤسسة العسكرية أن الجيش ومنذ أتى قايد صالح لم يعد يتدخل في الأحزاب والجمعيات وعناصره موجودة في الثكنات وعلى الحدود فقط، ولم يقع أي خرق للدستور وعناصره لم يحضروا المؤتمر ولا الانتخاب.
ثم وجه انتقادا لاذعا للذين يدعون الدفاع عن استقلالية مؤسسة الجيش» لماذا لم يتكلموا عن استقلالية المؤسسية لما كانوا يصنعون الرؤساء ويشرفون على مؤتمرات الحزب يضعون من يشاؤون ويقصون من يشاؤون.. اليوم توقفت صناعة الرؤساء و الرئيس يصنعه الشعب..» وفي نفس الاتجاه وبحدة أكبر قال أيضا» من نادى بتدخل الجيش للانقلاب على الرئيس وتطبيق المادة 88 من الدستور؟ لما كان الرئيس مريضا قايد صالح هو من رفض الانقلاب على الشرعية وهؤلاء كانوا ينادون بالانقلاب على الدستور.. هذه حجج واهية وهي مردودة عليهم.. من كانوا يصنعون الرؤساء لم يتكلموا عنهم لكنهم اليوم يتكلمون عن قايد صالح لأنه لم يتدخل في السياسة، نحن نعتز به كمجاهد وكقائد للأركان .. تكلموا عن كل شيء لكن اتركوا الجيش».
و لم يفوت الأمين العام للحزب العتيد فرصة الندوة الصحفية للرد عل بعض رؤساء الأحزاب السياسية الذين انتقدوا بشدة رسالة التهنئة التي وجهها له الفريق أحمد قايد صالح وراح يرد عليهم واحدا واحدا، والبداية كانت بعلي بن فليس الأمين العام الأسبق للحزب» لم أكن أتوقع أن يبخل بن فليس على الآفلان برسالة تهنئة.. كان أمينا عاما للحزب وصعد على ظهره واخذ المسؤولية على ظهر الحزب واليوم يبخل عليه بتهنئة.. باسم من يتكلم بن فليس؟ إذا كان يتكلم كفرد ليس من حقه ذلك لأنه ليس مناضلا في الحزب، وإذا كان يتكلم كحزب حزبه لم يولد بعد هو اليوم( أمس ) في قاعة الولادة ولا ندري هل سيكون ذكرا أم أنثى، لا يمكنه الكلام قبل أن يكبر حزبه».
ثم مر لعبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم فقال» قرات السياسة ولم أقرا سياسة مقري هل هو مع اليسار أم مع اليمين أم في الوسط؟ وهل هو مع الشيوعيين أو مع التروتسكيين أو مع الاسلاميين..؟ لقد فقد البوصلة.. كيف نتعامل مع حزب ليس له مشروعا، هل له حق الكلام عن رسالة الآفلان؟ هل تكلمنا نحن عن الرسائل التي كان تصل حمس من الاخوان المسلمين وغيرهم.. لن يستطيع التطاول على الآفلان».
أما بالنسبة للويزة حنون زعيمة حزب العمال فقد قال أنها أول وآخر من خرق الدستور.. حزبها خارق للدستور لأنه حزب فئوي و الدستور يمنع ذلك، ولكي تحترم الدستور عليها تصحيح تسمية حزبها أولا، وهي تتكلم عن استقلالية المؤسسة العسكرية من ذهب للقاء قايد صالح؟ ثم هي لم تقل ماذا قال لها لقد طلبت منه التدخل في السياسة لكنه رفض، و المقر الحالي لحزبها هو مقر للجيش في الأصل، ليصل إلى أن حنون أعطت لنفسها أكثر مما يعطيها الدستور ونصبت نفسها دركيا وشرطيا وهي القاضي وهي ضمير الأمة.
وعرج عن جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد فقال أنه تمنى لوترك هذا التلميذ الكلام لأستاذه بوكروح، مضيفا أنه لا يملك حزبا إنما طابعا وكلام في جريدة فقط.
ولم تسلم بعض الجرائد أيضا من انتقادات وردود عمار سعداني عندما أشار إلى أن ما وقع في عهد الرئيس اليمين زروال لن يتكرر، وأن الأوضاع تغيرت حيث أربع جرائد لها نفس رئيس التحرير أسقطت زروال و بتشين وآدمي، مضيفا أن عهد المراحل الانتقالية انتهى واليوم نحن بصدد المرور الى بناء الدولة المدنية، ودعا وسائل الاعلام إلى الالتزام بالمهنية وإلى حوار بين الصحافة والأحزاب السياسية.
المتحدث اعتبر أن الآفلان هو اليوم حزب الاغلبية وهو يملك الأغلبية في الحكومة بعد التحاق عدد من الوزراء به في المؤتمر الأخير ووصفهم بالمناضلين ،وفي كل الدول الوزراء ينتمون للأحزاب، مكررا أن أحقية الآفلان في الحكومة باعتباره حزب الأغلبية لا نقاش فيها، والحكومة الحالية هي حكومة الآفلان طولا وعرضا.
في الجانب النظامي المتعلق بالحزب أعلن عمار سعداني الحصول على شهادة المطابقة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية لمؤتمره العاشر، وأوضح أن من صلاحيات لجنة الترشيحات ضبط القائمة النهائية لأعضاء اللجنة المركزية بعد تلقي ، دراسة والفصل في الطعون المقدمة لان القائمة التي قرأت في المؤتمر ليست نهائية، واعتبر المؤتمر العاشر ناجحا بكل المقاييس، كما هدد في سياق متصل بمقاضاة الذين يتكلمون باسم المعارضة داخل الآفلان لأنه لم تعد لهم الصفة كمسؤولين، وإن كانوا مناضلين عليهم التعبير عن رأيهم في القواعد وبالتالي من يتحدث خارج الهياكل فهو منتحل صفة، ودعا إلى معارضة قوية تقدم البدائل وتساهم في مشروع تعديل الدستور.
محمد عدنان