صدر مطلع الشهر الجاري، عدد خاص لمجلة المتحف المركزي للجيش الوطني الشعبي، بمناسبة إحياء الذكرى الـ65 لاندلاع ثورة التحرير الوطني، تضمن أهم محطات الكفاح إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية.
وعادت المجلة في افتتاحية عددها الخاص الذي حمل عنوان "الفاتح نوفمبر 1954..ذاكرة رجال وحقيقة تاريخية"، إلى هذا الحدث التاريخي الذي "انصهرت فيه إرادة مختلف فئات الشعب الجزائري لتكون لحمة واحدة بقيادة جيش وجبهة التحرير للوطني..وكانت تضحيات هذا الشعب ومواقفه البطولية في أوجها حتى بلغت حد الأساطير التي لم يصنعها شعب في العالم مر بنفس ما عاشه الجزائريون".
ودعت افتتاحية المجلة إلى الاستلهام من ثورة نوفمبر التي "كسرت شوكة المستعمر وجبروته"، من أجل الحفاظ على "أمانة وتضحيات الآباء والأجداد والتحلي بصفاتهم السامية أمام تحدي الحماية والحفاظ على مكسب استرجاع السيادة الوطنية الذي حققه الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار".
كما أوردت المجلة كلمة لمدير الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي اللواء بوعلام مادي، التي قال فيها أن "المتصفح في التاريخ العسكري الجزائري يؤكد أن الثورة التحريرية المباركة التي خرجت من رحم معاناة الشعب الجزائري هي أعظم ثورة شهدها القرن العشرون".
وشدد اللواء مادي على أن الجيش الوطني الشعبي كان في مقدمة الجزائريين الذين "شمروا سواعدهم" عقب الاستقلال انطلاقا نحو "الجهاد الأكبر" من خلال معركة البناء والتشييد، حيث "شارك في الأمس القريب في المشاريع التنموية الكبرى لتتبوأ الجزائر مراتب العلا، وها هو اليوم في مصاف الجيوش العصرية المتطورة يسهر على أداء مهامه المنصوص عليها في الدستور مدافعا عن الوطن وساهرا على أمنه ووحدة ترابه وشعبه".
وتناولت المجلة عبر 191 صفحة مدعمة بالصور والمخططات، أهم المحطات الفاصلة في ثورة التحرير الوطني انطلاقا من جذورها وبيان أول نوفمبر وكذا العمليات التي تم تنفيذها ليلة أول نوفمبر 1954 والتي تعتبر الشرارة الأولى للثورة، كما تطرقت إلى هجومات 20 أغسطس 1955 على الشمال القسنطيني.
وسردت المجلة الظروف التاريخية لإضراب الطلبة الجزائريين في 19 ماي 1956 ومؤتمر الصومام ودوره في "استمرار الثورة"، بالإضافة إلى إضاءة حول "الصحة ودور المرأة إبان الثورة" وكذا الإذاعة السرية "صوت الجزائر".
كما تكشف المجلة في ملف خاص، عن عمليات التعذيب التي مارسها الجيش الفرنسي، وتؤرخ لأهم المعارك الكبرى عبر الولايات التاريخية الست، فيما تتطرق من جهة أخرى إلى نشاط الديبلوماسية الجزائرية في الفترة 1954-1962، ودور فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا إبان الثورة.
ويتناول العدد الخاص بالتفصيل، مظاهرات 11 ديسمبر 1960 ومظاهرات 17 أكتوبر 1961 التي كانت "مجزرة في قلب باريس"، ويعرج على مفاوضات "النصر" بين الجانبين الجزائري والفرنسي وصولا إلى تاريخ الإعلان عن استقلال الجزائر يوم 5 جويليةيوليو 1962 الذي يعتبر "ثمرة كفاح وتضحيات شعب".
واج