قال عز الدين ميهوبي، المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، أول أمس الخميس بقالمة، بأن احتجاجات الشباب الجزائري في الشارع و على مواقع التواصل الاجتماعي لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة ظروف اجتماعية و اقتصادية محبطة ولدت لديه شعورا بالغضب، كما أكد خلال تجمع شعبي بالطارف، أن الجزائر خط أحمر، و بأنها ستحبط كل المؤامرات الدنيئة التي تحاط ضدها في الداخل والخارج، و ذلك في إطار تعليقه على القرار الأخير للاتحاد الأوروبي بخصوص الأوضاع ببلادنا، فيما وعد من عنابة، في حال وصوله إلى رئاسة الجمهورية، بحماية مركب الحجار وتطويره للوصول إلى تحقيق 2.2 مليون طن سنويا من الحديد.
و في تجمع شعبي بدار الثقافة بقالمة، ذكر المرشح للرئاسيات بأنه لا يمكن الحديث عن الصحة و التربية و الاستثمار دون الاهتمام بالشباب، لأن قوة الجزائر الحقيقية تكمن في شبابها المشتت حسبه، بين الحقرة و الحرقة، ليضيف أنه قد حان الوقت للمكاشفة و المصارحة و الاستماع للشباب و التكفل الجدي بمشاكله.
و حسب المتحدث فإن المعالجة الاجتماعية لمشاكل الشباب ليست حلا، مؤكدا بأن هذه الفئة تتطلع إلى مستقبل جديد ولم تعد مقتنعة بالمساعدات الاجتماعية، مضيفا أنه قد أصبح لزاما على الجميع التدخل لإصلاح الوضع و إعادة النظر في تسيير الدولة، و إشراك الشباب في المناصب العليا للدولة، و ضمان حقهم في العمل و الترقية، داعيا إلى تهيئة الظروف لتسليم المشعل لهم.
و وعد مرشح حزب «الأرندي» بإنشاء المجلس الأعلى للشباب خلال المئة يوم الأولى من العهدة الرئاسية، مضيفا بأنه سيعيد النظر في مؤسسات الشباب المتعثرة و يوقف الملفات الموجودة لدى العدالة، مع التكفل بانشغالات متقاعدي الجيش الشعبي الوطني، و المرأة الماكثة بالبيت، و المرأة التي تواجه وضعا اجتماعيا صعبا، كما قال إن عمال الشبكة الاجتماعية، يمثلون فئة مظلومة اجتماعيا، و بأنه قد حان الوقت لتسوية الوضع و تحسينه بأثر رجعي.
و بخصوص مشاكل المنطقة قال ميهوبي بأن قالمة تعاني كثيرا في كل المجالات تقريبا، و تأسف لعدم استحداث ولايات منتدبة و إنجاز شبكة متطورة من الطرقات، كما وعد ببعث مركب الدراجات النارية و مصنع الخميرة بمدينة بوشقوف من خلال شراكة قوية وفعالة، مؤكدا بأن قالمة ستكون قطبا سياحيا حمويا كبيرا خلال السنوات القادمة، داعيا إلى إعادة النظر في تصنيف المشتت حاليا بين الهضاب العليا و الساحل.
و في منطقة البسباس غرب ولاية الطارف، عقد ميهوبي تجمعا نوه فيه بالدور الإيجابي الذي تلعبه المؤسسة العسكرية في مرافقة الحراك و مسايرة هذه المرحلة الحساسة بكل حكمة، لتجنب ذهاب البلد نحو المجهول، كنا نوه بالدعم الشعبي و التفافه حول مؤسسته العسكرية في الحفاظ على استقرار البلاد و أمنها.
و عبر ميهوبي عن رفضه لكل الحلول التي تأتي من الخارج و محاولة التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وتشويه صورتها بإعطاء معلومات عارية من الحقيقة، معتبرا ما يحدث في بلادنا شأن داخلي سوف يتم تجاوزه، مثلما أضاف، بفضل التعقل وعزيمة الرجال والمخلصين والوطنيين لتفويت الفرصة على الأعداء، معلنا عن تنديده الشديد ورفضه للحملة التي تشنها أطراف تحاول بحسبه، تشويه صورة البلاد وما يحدث فيها لتأجيج الوضع، كما أعرب عن رفضه لقرار اتحاد الأوروبي بخصوص الأوضاع في الجزائر.
و في هذا السياق قال المتحدث، بأن تدخل الاتحاد الأوربي في الشؤون الداخلية لبلادنا «أكبر تدخل سافر عبر التاريخ» على حد تعبيره، موضحا ان الجزائر عقيدتها واضحة في هذا المجال، وهي رفض التدخل في شؤون الغير.
و أعلن ميهوبي عن مخططات اقتصادية قال إنه سيتم تفعيلها لتنمية الولايات الهمشة، ومنها المناطق الحدودية، من منطلق التوزان الجهوي و العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة، داعيا المواطنين للتوجه بقوة يوم الاقتراع، لاختيار من يرونه مناسبا لقيادتهم، مؤكدا أن المرحلة التي تمر بها البلاد عصيبة، وأن الانتخابات والمشاركة فيها بكل قوة، ستكون منعرجا حاسما للخروج من الأزمة وإرساء الجمهورية الثانية.
فيما أكد ميهوبي، في تجمع شعبي نشطه بفندق « ميموزا بلاص» بعنابة، بأن الهدف من استمرار مركب الحجار، ليس الحفاظ على مناصب الشغل، بل تطوير الإنتاج وجعله رائدا في مجال الحديد والصلب في الجزائر وإفريقيا»، كما تحدث على القطاع الفلاحي، مؤكدا بأنه سيمنحه الأولوية في برنامجه، عن طريق إنشاء سدود جديدة، و حواجز مائية لتطوير الزراعة، مع دعم الفلاحين الحقيقيين، وليس المنتفعين من دعم الدولة، مضيفا في هذا الشأن، بأن القطاع الفلاحي في الجزائر معطل بسبب البيروقراطية، حيث أشار إلى ضرورة مواكبة سلسلة التخزين والتسويق، وحجم الإنتاج، للحفاظ على نشاط الفلاحين الصغار.
وبشأن تداعيات تدخل البرلماني الأوروبي في الأحداث التي تعرفها الجزائر، قال ميهوبي « نحن من نقدم دروسا في التسامح وحرية الممارسة الدينية، و عنابة خير دليل على ذلك، «ربطت بين دولة البحر المتوسط، في مدينة عاش فيها أحد أكبر الشخصيات الدينية المسيحية وهو القديس أوغستين، والشاهد هي الكنيسة التي سميت باسمه، تستقبل العباد بكل حرية، ويقابلها مسجد أيضا بهضبة البوني، في صورة تعبر على التسامح والتعايش بين الأديان».
كما تكلم عز الذين ميهوبي، عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشددا على ضرورة إعادة الثقة بين الشباب والدولة، بعد الآلام التي عاشتها العائلات الجزائرية، بفقدان فلذات أكبادها غرقا في البحر، مقترحا حلول لتوفير مناصب شغل في بلد يزخر بخيرات كثيرة. فريد.غ/ نوري.ح/ح