اعتبر المترشح للرئاسيات المقبلة عبد العزيز بلعيد، أمس الأحد من بسكرة، أن التوجه نحو صناديق الاقتراع، هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد، موضحا بأن الشعب الجزائري أمام مسؤولية تاريخية، من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بالجزائر، والجهات التي تستعمل كل الأوراق لتحقيق أهدافها وتوقيف قطار البلاد.
وقال بلعيد خلال تنشيطه لتجمع شعبي بقاعة سيدي عبدون بعاصمة الولاية، أن الشعب الجزائري قادر، على تحمل مسؤوليته كاملة في تسيير شؤون البلاد وإخراجها من أزمتها، بفضل الكفاءات البشرية الهائلة في مختلف القطاعات، داعيا بالمناسبة إلى ضرورة اعتماد أسلوب تسيير جديد، يكرس معالم جمهورية جديدة، تتكاثف فيها جهود الجميع دون إقصاء، لإخراج الجزائر من وضعها الحالي، والسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، مؤكدا بأن الشعب الجزائري أمام مسؤولية تاريخية، من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بالجزائر، والجهات التي تستعمل كل الأوراق لتحقيق أهدافها وتوقيف قطار البلاد.
وفي حديثه عن مكانة ولاية بسكرة التاريخية، أكد بلعيد أن عاصمة الزيبان يفترض أن تكون متحفا مفتوحا، بالنظر إلى تاريخها المجيد ومناضليها وعلمائها، وغير ذلك من المقومات التي تزخر بها.
ليسهب بعدها في الحديث عن برنامجه الاقتصادي، الذي قال أنه يرتكز على الفلاحة والصناعة التحويلية، إلى جانب السياحة، حيث أشاد بمؤهلات الولاية في القطاع الزراعي، واعتبرها خزان للفلاحة، مضيفا أن ذلك لا يلغي تدعيم فلاحيها ومرافقتهم ومساعدة من فشل منهم للوقوف مجددا.
وتطرق بلعيد للمشاكل التي يعاني منها فلاحو المنطقة وفي مقدمتها أزمة المياه وصعوبة الحصول على رخص الحفر والتنقيب مرجعا السبب إلى ما أسماه بيروقراطية الإدارة المتحكمة في جميع الأشياء، وأضاف المتحدث أن بسكرة هي عاصمة التمور العالمية، لكن لم يتم تسويقها بطرق عقلانية في الأسواق الخارجية، حيث تسوق حسبه، تحت شعارات وبأسماء لدول أجنبية وذلك لعدم خلق طرق سريعة في عملية التصدير، مشيرا أن مشاكل غرف التبريد و الجمركة وغيرهما، تقف حجر عثرة في سبيل الرفع من نسبة التصدير.
بلعيد تحدث بعدها عن الصناعة التحويلية وضرورة فتح مئات المصانع بالولاية وتقديم الدعم للفلاحين الحقيقيين، وليس لأشخاص بعيدين كل البعد عن القطاع، حيث التزم بإنشاء معهد وطني متخصص يهتم بنوعية التمور وكيفية تصديرها والأمراض التي تصيب النخيل، وطرق مكافحتها، إلى جانب تكوين خبراء لمرافقة الفلاحين.
وفي ذات الإطار تعهد المتحدث بنزع جميع الصلاحيات من الإدارة المركزية ومنحها للبلدية، خاصة ما تعلق بمنح رخص الحفر والتنقيب وغيره، وفي مجال الخضروات دعا إلى ضرورة الرفع من غرف التبريد وخلق تعاونيات ومعامل صغيرة لفائدة الشباب لحل مشكلة البطالة، وبناء اقتصاد وطني حيث التزم بتسخير كل الإمكانيات لتحقيق النجاح ميدانيا.
كما دعا إلى ضرورة تدعيم الفلاحة بإطارات جامعية لمساعدة الشباب على تجسيد مشاريعهم في إطار التعاونيات، على أن يكون البنك المرافق والشريك ليكون المشروع منتجا.
وأكد أن الفلاحة هي الطريق الوحيد للتواجد في السوق الدولية، ودعا بالمناسبة إلى فتح الطريق نحو إفريقيا والمغرب الكبير، لأن إفريقيا، مثل ما قال، محتاجة لأشياء كثيرة، وكذلك الأمر بالنسبة للجزائر، داعيا إلى فتح الأبواب لتكون الجزائر في المستوى الاقتصادي، وتفادي جميع المشاكل التي جعلتها تتراجع في الأسواق الأوروبية.
بلعيد أكد أنه سيساهم في حل المشكل الغذائي، للوصول إلى الاستقلال الحقيقي والسيادة الوطنية، وأكد على ضرورة خلق صندوق وطني لتدعيم الفلاحة، ويكون خزانا حقيقيا، وقال أن الذي هدم الاقتصاد الوطني، هي الممارسات في العهد السابق، حيث تعهد بمحاربة جميع المفسدين والمرتشين والبيروقراطية.
كما التزم بإرساء قاعدة اقتصادية متينة، من خلال تشجيع المبادرات وخلق مؤسسات اقتصادية حقيقية، ليست وهمية والعمل على توفير جميع الظروف بهدف تشجيع الاستثمار .
و تعهد بالقيام بإصلاحات عميقة في قطاع البنوك، مع فتح المجال للاستثمارات أمام الخواص في بعض القطاعات المحتكرة، والتي أصبحت عالة على الاقتصاد الوطني حسبه، رغم أن بلادنا يضيف، تملك من الامكانيات مايسمح لها من تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي وناجع.
وفي الأخير جدد المترشح بلعيد رفضه لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد مهما كان نوعه، معتبرا أن الشعب الجزائري الذي قهر الاستعمار، يرفض كل وصاية عليه ويبقى صاحب القرار وهو الحاكم .
ع/ بوسنة