تواصلت، أمس الأربعاء، ولليوم الخامس على التوالي، عملية التصويت الخاصة بالجالية الجزائرية بالمهجر، في إطار الانتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر 2019، وسجل إقبال معتبر بمرسيليا من خلال اهتمام كبير للمغتربين، في ذكرى أحداث 11 ديسمبر 1961، وبعد تراجع أعداد المعارضين أمام بوابات مراكز الاقتراع، كما كانت نسبة المشاركة مقبولة بباريس، ولم تسجل أي تجاوزات بتونس.
سجل يوم الخامس من عملية التصويت في إطار الانتخابات الرئاسية لـ 12 ديسمبر 2019 و المصادف لإحياء ذكرى 11 ديسمبر 1961 اهتماما جليا في مدينة مارسيليا بهذا الموعد الذي تميز بمحاولات بعض الأشخاص عرقلة السير الحسن له.
و كانت الأجواء بقصر المعارض شانو الواقع بالضاحية الـ 8 للمدينة "متميزة" من أجل إضفاء جو بهيج لهذا الحدث طبعته أغاني وطنية و زغاريد و دموع حيث دخلت امرأة ترتدي الزي التقليدي العاصمي يغطيها الحايك الجزائري و حاملة العلم الوطني مطلقة العنان لزغاريدها مصحوبة برجل أخر كان يعبر عن حبه و تمسكه بالوطن الأم.
و قد صرح هذا الأخير "لا يمكن لأي كان منعي من ممارسة حقي حتى أن لا أحد يجرأ على فعل ذلك" مؤكدا أن عدد "المعارضين" أمام مركز التصويت تقلص فورا أمام "عزم و تشبث" المؤيدين لجزائر جديدة.
نفس الانطباع أبدته هذه السيدة التي صرحت أنها من عائلة مجاهدة قائلة "جئت من الجزائر يوم أمس لأمارس حقي، و لم أخضع لتخويف بعض الأشخاص في الخارج بل أنني تبادلت الحديث مع هذه الجماعة لدفعهم إلى تغيير نظرتهم" على حد قولها.
و من جانبها بدت شهرزاد ستيتر، منشطة بالإذاعة الخاصة بالجالية غزال متفائلة كون التزامها الشخصي منذ عدة أسابيع لم يكن دون جدوى بالنظر الى تدفق الناخبين، ومنذ الإعلان عن المسار الانتخابي التزمت بالذهاب نحو الناخبين على مستوى الأسواق و الطرق على الأبواب و كذا من خلال أمواج الإذاعة لبث رسائل تحسيسية.
و يذكر أن أكثر من 65000 رعية جزائرية مقيمة في مارسيليا مسجلين على القوائم الانتخابية حيث تم وضع 18 مكتبا تحت تصرفهم لأداء واجبهم على مستوى قصر المعارض "شانو" وسط المدينة.
من جهة أخرى أكد مندوب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات لدى القنصلية العامة لباريس، رضا مشري، أمس الاربعاء، أن نسبة المشاركة المسجلة على مستوى القنصلية العامة بباريس، عشية اختتام عملية الاقتراع الخاص بانتخابات 12 ديسمبر "مقبولة و منتظمة".
و في تصريح ل "وأج"، قال السيد مشري "يمكنني القول إن نسبة المشاركة مقبولة و منتظمة رغم الصعوبات التي تم تسجيلها، لا سيما على مستوى مكاتبنا المنتشرة و التي تم تخريبها من طرف بعض المعارضين للانتخابات على غرار مكتب بلوا".
و بهدف ضمان السير الجيد للانتخابات، أشار نفس المسؤول إلى أن السلطة "قررت تعزيز أمن أفراد الجالية عن طريق اللجوء إلى شركة أمن خاصة خلال اليوم الثاني من الاقتراع".
كما قال في هذا الصدد إنه بعد عقد جلسة تشاور، تم التشديد على ضرورة نقل مكاتب بورج و فيرزون و شاتورو و تور و بلوا و كذا اورليون إلى مستوى القنصلية العامة بغية تفادي أي محاولة تخريب أخرى.
و استطرد السيد مشري بالقول "كان هناك خطر كبير بالنسبة للموظفين المؤطرين للاقتراع و للمنتخبين، حيث كان من الضروري نقل المكاتب بغية تفادي الاشتباكات مع المتظاهرين الذين لم يتركوا حتى الأشخاص المسنين"، مضيفا أن عملية الاقتراع، التي تختتم اليوم الخميس على الساعة السابعة مساء، "جرت في الساعات الأولى من افتتاح المكاتب في ظروف جيدة".
وأكد مندوب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالدائرة الانتخابية للقنصلية العامة للجزائر بتونس، نصر الدين دكلي، أمس الأربعاء، أن الاقتراع الخاص برئاسيات 12 ديسمبر بالنسبة للجالية الوطنية المقيمة في تونس "يجري في "شفافية تامة ولم يتم تسجيل أي تجاوزات أو خرق للقانون " وذلك منذ انطلاق العملية يوم السبت الفارط.
وقال السيد دكلي في تصريح لـ "وأج"، على هامش تفقده لمكاتب اقتراع الجالية الجزائرية بتونس بمركز القنصلية العامة بتونس وبنابل، أن السلطة المستقلة للانتخابات جد مرتاحة لسير هذه الانتخابات التي انطلقت السبت الماضي، حيث لم تسجل لغاية الأن أي تجاوزات أو خرق للقانون يعكر هذه العملية الانتخابية التي تجند لها الجميع من أجل إنجاحها" .
وأضاف السيد دكلي أن هذا الانطباع "تم تسجيله في 11 ولاية تونسية" تتبع هذه الدائرة وتضم "13972 ناخبا من أفراد الجالية الوطنية بتونس".
وذكر أن الانتخابات الرئاسية للجالية الوطنية بتونس تتواصل لليوم الخامس على التوالي في ظروف مريحة و جد عادية وفي شفافية تامة بحضور بعض ممثلي المترشحين.
وأكد في الأخير أن السلطة المستقلة للانتخابات عبر مندوبيتها بتونس "مجندة بكافة الوسائل المادية والقانونية لضمان استمرار السير الحسن لهذه الانتخابات" التي ستنتهي مساء اليوم الخميس.
و يقدر عدد الهيئة الناخبة في الخارج 914.089 ناخبا موزعين على 60 مركزا و 395 مكتب تصويت إضافة إلى 114 لجنة انتخابية على مستوى القنصليات و البعثات الديبلوماسية و 8 منسقين تابعين للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الخارج عبر 8 مناطق جغرافية و 27 مندوبا تابعا للسلطة في الخارج.
ق.و/وأج