أكد نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة أن الشعب الجزائري سيبرهن للعالم أجمع خلال الانتخابات الرئاسية عن قراره السيد باختيار رئيسه واعلان موقفه الفاصل واثبات نضجه ووعيه ووطنيته.
وأوضح الفريق أحمد قايد صالح في كلمة له بمناسبة انعقاد مجلس الوزراء قائلا «أننا نجتمع في هذا اليوم الرمز ذكرى 11 ديسمبر 1960 الذي يتزامن مع الأجواء العارمة للانتخابات الرئاسية يوم 12 ديسمبر 2019 التي سيبرهن فيها الشعب الجزائري مرة أخرى للعالم أجمع عن قراره السيد باختيار رئيس الجمهورية واعلان موقفه الفاصل واثبات نضجه ووعي ووطنيته.
وبهذه المناسبة ذكر الفريق قايد صالح بـ «خلفيات المناورات الخطيرة التي عملت العصابة على تنفيذها، من خلال محاولة فرض الحالة الاستثنائية، من أجل التمسك بالسلطة ولو على حساب أمن واستقرار البلاد وادخالها في دوامة العنف والفوضى بعد انطلاق المسيرات السلمية الرافضة لاستمرار العبث والتلاعب بمستقبل البلاد وهو الأمر الذي استجابت له قيادة الجيش الوطني الشعبي من خلال اتخاذ القرار التاريخي الذي جاء في اطار الاحترام التام للدستور وقوانين الجمهورية حيث تحملت المؤسسة العسكرية مسؤوليتها وطالبت بالتطبيق الفوري للمواد 102 و 7 و 8 من الدستور وهو ما مكن بلادنا من الوصول الى بر الأمان وتجاوز الأزمة وفقا لاستراتيجية متبصرة انتهجتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي رفقة كافة الخيرين في مختلف مؤسسات الدولة للتعامل مع هذا الوضع الجديد، سمحت باستبعاد كل أشكال العنف والفوضى، التي راهنت عليها العصابة عن طريق الاستفزازات المتكررة والمطالب التعجيزية التي كانت ترفعها بما يخدم مصالحها الضيقة.
وقال في هذا الخصوص : قد تم افشال هذه المناورات بفضل تضافر جهود الخيرين والتزامهم بكل ما يصون ارادة الشعب ويحمي مطالبة الشرعية من أي انحراف، حيث وجد الشعب السند والحماية من قبل الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن التي رافقته بوعي على مدار عشرة أشهر دون اراقة قطرة دم واحدة حتى تحقيق الهدف الرئيسي للمطالب الشعبية المتمثلة في تنظيم الانتخابات الرئاسية وواصل قائلا في هذا الإطار: «وقد سبق تحقيق هذا الهدف المنشود، صدور القرار الرئاسي المتعلق بتنظيم حوار وطني شامل وانشاء الهيئة الوطنية المستقلة للحوار التي عملت بتشجيع ورعاية من الرئاسة وبمرافقة وتدعيم الجيش الوطني الشعبي في مختلف الجوانب مما مكنها من الوصول الى ضبط الترتيبات التنظيمية لإجراء الانتخابات الرئاسية في آجالها المحددة وأهم هذه الترتيبات احداث السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات التي باشرت في اعداد الاجراءات الضرورية لسير عملية الانتخابات بمختلف مراحلها الى غاية اعلان النتائج النهائية وفرز رئيس الجمهورية المنتخب. وفي هذا الصدد بالذات -يقول الفريق قايد صالح - فقد تم اسداء تعليمات صارمة لكافة مكونات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن بضرورة التحلي بأعلى درجات اليقظة والجاهزية والسهر على التأمين الشامل والكامل لهذه الانتخابات لتمكين المواطنين في كل ربوع الوطن من أداء حقهم وواجبهم الانتخابي في جو من الهدوء والسكينة، والتصدي بقوة القانون لكل من يحاول استهداف و تعكير صفو هذا اليوم الحاسم أو التشويش على هذا الاستحقاق المصيري في مسيرة بلادنا.
و في هذا المقام، نوه الفريق قايد صالح بـ الجهود التي بذلها جهاز العدالة في محاربة الفساد و معاقبة المفسدين بعد أن تحرر من الضغوطات و الإملاءات و قدمنا له كل الضمانات بالمرافقة و الحماية لأداء مهامه النبيلة في ظروف حسنة و هي إجراءات أثلجت صدور المواطنين و أعادت لهم ثقتهم في مؤسسات الدولة و في عدالة بلادنا بعد أن تأكدوا أنها في أيدي أمينة و أردف قائلا: “ لقد حققت بلادنا نقلة نوعية في غضون الأشهر الماضية و تحققت إنجازات كبيرة أعادت للجزائر تدريجيا حيويتها و سمعتها و مكانتها المستحقة التي أوصانا بها الشهداء و قد تعززت هذه النتائج خاصة بعد الهبة الشعبية الحاشدة المساندة للمواقف التاريخية للجيش الوطني الشعبي التي هيأت الظروف الملائمة لتحقيق هذه النتائج الباهرة و عبر الشعب خلالها عن وعيه الكبير بالتحديات الراهنة و الأخطار المحدقة بالوطن، فوقف مساندا و مؤيدا لمؤسسات بلاده السيادية و قراراتها الحاسمة و رافضا للمخططات الهدامة لأعداء الجزائر و كل أشكال التدخل الأجنبي و الوقوف وقفة رجل واحد ضد بقايا الاستعمار وأذنابه”.
و ها نحن اليوم ـ يضيف الفريق قايد صالح ـ نتأهب و الحمد لله لاستقبال فجر جديد عماده الثقة و الوفاء و الإخلاص لدرب الشهداء و تضحياتهم و الانطلاق مجددا في مسار بناء مستقبل الأجيال القادمة على قواعد سليمة مستلهمة من روح نوفمبر و تضحيات الأجيال، التي عبدت طريق الحرية و الاستقلال للوطن و المواطنين و نحن على يقين أنهم سيحسنون اختيار الرئيس المقبل للجزائر، المتمتع بصفات الرزانة و التبصر و بعد النظر و القادر على تجسيد إرادة الشعب و إدارة البلاد بما يحقق النهضة المنشودة و المستقبل الواعد و هو ما سيتم بإذن الله و عزيمة الرجال من خلال إدلاء المواطنين بأصواتهم في هذا الإستحقاق الانتخابي الحاسم و في الأخير أعرب الفريق قايد صالح عن أسمى عبارات التقدير و الاحترام لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح بمناسبة انعقاد مجلس الوزراء تحت رئاسته منوها بجهوده و مثابرته منذ توليه هذه المسؤولية الثقيلة في هذه الفترة الحساسة من تاريخ البلاد و نجاحه في إرساء مقومات العمل المنسجم و المنسق بين الرئاسة و الوزارة الأولى و القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي في سبيل الوصول بالبلاد إلى بر الأمان كما توجه بالشكر للوزير الأول نور الدين بدوي للمجهودات التي بذلها و النتائج النوعية التي حققها خاصة فيما يتعلق ببعث المشاريع التنموية و البرامج الهامة التي كانت مجمدة.
وأج