الرئيس بوتفليقة غير مستعجل في طرح الدستور لأنــه يريده أن يكــون فعلا توافقيــا
كشف رئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، بأن المحادثات التي أجراها مع سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية جوان بولاشيك، أول أمس الخميس، في إطار اللقاءات التي تجريها مع قادة الأحزاب السياسية الجزائرية، تمحورت حول قضايا سياسية واقتصادية وحول الحراك السياسي في البلاد، إلى جانب ملفات وقضايا متعلقة بالتوترات الحالية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والمقاربة الجزائرية لحلحلة المشاكل المطروحة حاليا، سيما في مالي وليبيا واليمن وغيرها، فضلا عن القضيتين الصحراوية والفلسطينية.
وأوضح غول في تصريح للصحافة في أعقاب اللقاء الذي جمعه بالسفيرة الأمريكية في مقر ‹› تاج ‹› بدالي ابراهيم في العاصمة، أن أهم ملف تم التطرق إليه على الصعيد الوطني في هذا اللقاء، يتعلق بمشروع تعديل الدستور، وقال بأنه أبلغ الضيفة الأمريكية بأن ملف الدستور بالنسبة لتاج يعدّ الأهم كونه يدخل في إصلاحات رئيس الجمهورية، مضيفا ‹› لقد أبلغنا سفيرة الولايات المتحدة بأن عدم تقديم الدستور إلى الآن للاستفتاء أو طرحه على البرلمان للنقاش يعود إلى أن الرئيس بوتفليقة يريده فعلا أن يكون دستورا توافقيا››.
وأضاف غول ‹›لا يجب التسرع في ملف يخص أكبر الإصلاحات السياسية في الجزائر»، مشيرا في ذات الوقت إلى أن تاج يعمل لكي يكون هذا الدستور توافقيا وهو ما يتطلب تفادي الإسراع لأن ذلك حسبه، سيؤدي إلى صناعة دستور لا يعني الأغلبية وقال ‘’ لقد أكدنا للسفيرة ما سبق وأن قلناه بأن ملف الدستور مازال مفتوحا وأن على كل من يريد أن يتقدم بآرائه وأفكاره فليفعل، باعتبار أن هذا الملف ليس مشروطا’’، فالرئيس لما تقدم بملف الدستور، أبرز بأن الوثيقة المقدمة هي مجرد مسودة، وأنه ما عدا الثوابت المنصوص عليها والتي هي ركائز الدولة الحديثة فكل شيء مفتوح للنقاش ومفتوح للمقترحات ‘’.واستعرض رئيس ‘’ تاج ‘’ خلال ذات اللقاء مع السفيرة جوان بولاشيك، وجهة حزبه حيال ذات الملف ومقترحاته، حيث قال لها كما ذكر ‘’نحن نحتاج بالفعل إلى توسيع مساحة التوافق والشراكة والتعاون ومساحة توسيع المقترحات من أجل بناء دستور توافقي ونحن على قناعة بأن توقيت طرح الدستور من مهام وصلاحيات رئيس الجمهورية المحددة دستورا، وما يهمّنا هو التوصل إلى دستور نعطي فيه للمرأة مكانة معززة و مكانة متطورة للشباب، إلى جانب ضرورة أن نخص للجالية الوطنية في الخارج وللكفاءات مكانتها، فضلا عن توسيع أكبر للحريات والديمقراطية والفصل بين السلطات في إطار التكامل والتوازن’’، مبرزا بأن ‘’الفرصة لازالت سانحة لأن الدستور مازال مفتوحا، ويجب أن نعمل من خلال هذا الدستور على حلحلة المشاكل الحالية وفي نفس الوقت يجب أن نصوغ دستورا استشرافيا يعمل على تأطير العمل الوطني في كل المجالات تأطيرا جيدا’’.
وبعد أن أشار إلى أن لقاءه مع السفيرة الأمريكية جاء بطلب منها، وأن مثل هذا النوع من الاجتماعات معمول به في جميع البلدان، قال غول أن الهدف من اللقاء كان سياسيا أكثر منه اقتصاديا، مشيرا إلى أن الحديث في الجانب الاقتصادي اقتصر على ضرورة تطوير حجم المبادلات ومشاريع الشراكة، سيما مضاعفة فرص الاستثمار الأمريكي في الجزائر، التي لاحظ بأنها ما تزال دون المستوى المطلوب.
وبخصوص ما دار في ذات اللقاء بخصوص الوضع الأمني المتدهور في بعض البلدان في منطقة الساحل كمالي وليبيا و في منطقة المشرق العربي، لاسيما باليمن، قال غول أنه دافع عن المقاربة الجزائرية في حلّ النزاعات، وأنه دعا إلى تصديرها إلى الدول التي لا يزال الصراع قائما فيها، مؤكدا أن الحل الكل أمني لا يمثل سوى جزء من الحل ولا يمكن أن يكون حلا مناسبا لحلحلة المشاكل المطروحة في هذه البلدان، و وقال بأن الحل الأمثل يتمثل في إيجاد توافق وفي مصالحة داخلية بين أبناء البلد الواحد.وذكر غول في ذات السياق، بأن السفيرة الأمريكية، اعترفت بالدور الرائد للجزائر في المنطقة فيما يتعلق بملفي مالي و ليبيا، معتبرة أن ‘’الجزائر خطت خطوات جادة وفعالة في حلّ النزاعات المسلحة وأن مقاربتها بشأن ذلك صائبة’’.
وبخصوص ملف القضية الصحراوية، قال غول أنه هو من أدرجه في جدول أعمال اللقاء، مشيرا إلى أنه أكد على ضرورة حلّ هذه القضية في إطار اللوائح والقرارات الأممية المتعلقة بحقوق الإنسان وتصفية الاستعمار ، مشددا على ضرورة أن لا تقف هذه القضية كعائق أمام تطور العمل المغاربي المشترك والتضامن بين بلدان المنطقة.
ع ـ أسابع