الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

كانت ضمن أولويات الراحل أحمد قايد صالح: الجيش يكسب معارك العصرنة والجاهزية ومحاربة الإرهاب


تمكن الفريق، أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي وافته المنية أمس، من كسب معركة عصرنة الجيش الوطني الشعبي بمختلف فروعه وتشكيلاته، و الانتقال به إلى مرحلة الاحترافية الحقيقية والجاهزية الفعلية، و تمكن أيضا رفقة كل أفراد الجيش من القضاء بصفة نهائية على آفة الإرهاب التي ظلت تنخر البلاد طيلة أكثر من عقدين من الزمن.
ولا ينكر أحد اليوم أن الفقيد وخلال رئاسته لأركان الجيش الوطني الشعبي منذ أوت 2004 وإلى غاية أمس، قد بذل  جهودا جبارة من أجل الانتقال بالجيش إلى الاحترافية الحقيقية التي ينبغي أن يكون عليها أي جيش في دولة مثل الجزائر تواجهها تحديات أمنية كبيرة جدا بحكم موقعها وجوارها الملتهب من كل جهة، وبحكم متطلبات الدفاع الوطني.
ولم يتوان الراحل أحمد قايد صالح خلال كل جولاته الكثيفة التفقدية والتفتيشية لمختلف النواحي العسكرية للبلاد ولمختلف قيادات القوات، عن الدعوة إلى ضرورة إعطاء التدريب والتحضير القتالي"أهمية قصوى بغية الحفاظ على الجاهزية القتالية لوحدات الجيش الوطني الشعبي".
ويحرص الفريق الراحل في كل مرة يزور فيها ناحية عسكرية معينة على الإطلاع عن قرب على حالة التجهيزات والمعدات وعلى ظروف تكوين وتدريب الأفراد وظروف حياتهم ومعيشتهم، وهي بالنسبة له ذات أهمية كبرى في تحضير فرد عسكري مقاتل من الدرجة الأولى من كل المناحي.
 ومن هذا المنطلق عرف عن الراحل  تفضيله للمناورات والتمارين العسكرية المكثفة بالذخيرة الحية وذلك حتى يضع كل أفراد القوات المسلحة في ظروف قتال حقيقية، ويختبر في كل مرة قدراتهم الحقة في مواجهة العدو والدفاع عن الوطن وأمنه وسلامته وشعبه، و قدراتهم في التحكم الجيد في الأسلحة والعتاد.
وكان أحمد قايد صالح يحرص دائما أيضا على ضرورة توفير التكوين الضروري للجيش الوطني الشعبي بمختلف فروعه وقواته، وعلى هذا الأساس أكد أكثر من مرة عزم القيادة العليا على مواصلة تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي على كافة الأصعدة والحفاظ على جاهزيته بما ينسجم والمهام المخولة دستوريا للمؤسسة العسكرية.
وهو ما فتئ يؤكد أن الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني يواصل شق طريق تطوير قدراته على كافة الأصعدة والحفاظ على جاهزيته في أعلى درجاتها والتكيف المستمر مع متطلبات التطوير التكنولوجي والعلمي، بما ينسجم مع توفير سبل وعوامل الدفاع عن المصالح العليا للأمة في كافة الظروف والأحوال.
وعليه فقد أولت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي خلال الـ 15 سنة الأخيرة التي رأس فيها أحمد قايد صالح قيادة الأركان، لعامل التكوين في مختلف المدارس  والمعاهد التابعة للجيش أهمية كبيرة وحرص هو شخصيا على ضرورة توفير كل الوسائل العلمية والتكنولوجية اللازمة لتطوير قدرات الجيش، وأيضا الحرص على استعمال آخر المناهج العملية و التكوينية  والمعايير المعتمدة في العالم.
 وهو الحرص الذي جعل الجيش الوطني الشعبي بمختلف قواته يقتني في السنوات الأخيرة أحداث الأسلحة والمعدات العسكرية والحربية الموجودة في العالم، وتدريب الأفراد العسكريين عليها بالشكل اللائق حتى يتمكنوا من التحكم الفعلي والجيد فيها واستعمالها على أحسن صورة. كما أن هاجس التكوين الجيد هو الذي كان وراء إعادة بعث مدارس أشبال الأمة  ومنحها كافة الوسائل البيداغوجية والعلمية والتكنولوجية اللازمة لتكون مشتلة حقيقية لتكوين إطارات المؤسسة العسكرية في المستقبل، وقد أثبتت  تجربة هذه المدارس أن المنتسبين إليها كانوا دائما في القمة بدليل نسب النجاح التي كانت تحققها في امتحاني شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا.
وإذا كان الجيش تحت قيادة أحمد قايد صالح قد كسب معركة العصرنة والجاهزية والتكوين، فقد كسب أيضا معركة أخرى مرة هي معركة هزم الإرهاب ودحره بصفة نهائية، وقد أكد أحمد قايد صالح أن الجيش سيواصل محاربة الإرهاب وفلوله الإجرامية بكل صرامة ودون هوادة أو رحمة، وهو ما تحقق في الميدان، وأحسن دليل على ذلك الإحصائيات التي تقدمها مؤسسة الجيش في كل مرة عن عدد الإرهابيين الذين يتم القضاء عليهم شهريا وسنويا، والذين يتم تحييدهم في كل مرة، ونفس الشيء بالنسبة لعناصر وشبكات الدعم التي تفككها وحدات الجيش في مختلف مناطق البلاد.
 وهذا دون الحديث عن الكميات الكبيرة من الأسلحة المختلفة والذخائر التي يكتشفها ويحجزها يوميا في مختلف مناطق البلاد كما تدل على ذلك مختلف بيانات وزارة الدفاع الوطني التي تنشر يوميا وبشكل منتظم.
واليوم لا يمكن لأي أحد أن ينكر حالة الأمن والاستقرار التي وصلت إليها البلاد بفضل هذه السياسة التي قادها رجل من جيل المجاهدين الذين حاربوا الاستعمار بأسلحة بدائية، استطاع أن يضع سليل جيش التحرير في قلب التكنولوجيا ويجعله ضمن أقوى الجيوش في العالم.
 إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com