قدم، علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات أمس استقالته من رئاسة الحزب، خلال دورة استثنائية للجنة المركزية للحزب عقدت بالجزائر العاصمة، وقد تم تكليف عضو المكتب السياسي، عبد القادر سعدي، رئيسا للحزب بالنيابة إلى غاية عقد مؤتمر جديد.
وضع علي بن فليس أمس حدا لمشواره السياسي بصفة رسمية بعد أن أعلن ذلك عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وقد قدم بن فليس أمس خلال دورة استثنائية للجنة المركزية لحزب طلائع الحريات عقدت بالجزائر العاصمة استقالته من رئاسة الحزب.
وقال بن فليس في كلمة له بالمناسبة بعدما ذكّر بالثقة التي وضعت فيه قبل أربع سنوات خلال مؤتمر الحزب" أقف اليوم أمام اللجنة المركزية لأعيد لها الأمانة والوديعة وأن أضع بين أيديها رئاسة الحزب بصفتها الهيئة السيادية بين مؤتمرين لحزبنا".
وأعلن المتحدث بالمناسبة أنه بعد موافقة اللجنة المركزية قبل ذلك على تعيين عبد القادر سعدي كأمين عام للمكتب السياسي فإنه سيتولى بحكم قوانين الحزب رئاسة طلائع الحريات بالنيابة، واقترح بالمناسبة تنصيب هيئة مفتوحة لتحضير المؤتمر تتشكل من أعضاء المكتب السياسي كما يمكن أن ينضم إليها أعضاء من اللجنة المركزية.
ودعا المتحدث الحضور للوقوف دائما مع الدولة الوطنية و الوقوف معها، الدفاع وعن حدود الجزائر التي قال أنها تعيش صعوبات منذ أكثر من عشرية، مؤكدا بأن حزبه نشأ من أجل الدفاع عن الدولة الوطنية وعن الجزائر.
أما بالنسبة إليه فقد تخلص من القيد الحزبي حتى يكون لديه مجالا واسعا لخدمة الوطن- على حد تعبيره، مشددا على ضرورة أن يحافظ حزب طلائع الحريات على وحدته.
وكان علي بن فليس قد أعلن يوم 15 ديسمبر الجاري عن وضع حد لمشواره السياسي واعتزاله السياسة نهائيا، وأمس رسم ذلك بشكل واضح، وهذا بعد الهزيمة التي مني بها في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 ديسمبر الجاري.
وقد قرر بن فليس وضع حد لمشواره السياسي بعد ثلاث تجارب انتخابية لرئاسة الجمهورية خاضها منذ سنة 2004، لكنه فشل فيها جميعا، وبحكم السن يرى بن فليس أن لا مستقبل سياسي له على هذا المستوى حيث لا يمكنه الترشح مرة أخرى لهذا الاستحقاق.
و يملك علي بن فليس مشوارا سياسيا مضطربا، فهو الذي بدأ مشواره في سلك القضاء، ثم بدأ مشواره السياسي في الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان سنة 1985، قبل أن يلتحق بالمكتب السياسي للحزب سنة 1989، ويترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني في انتخابات عام 1991 الملغاة، ثم في انتخابات سنة 1997، وبعدها ينضم لفريق المترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية سنة 1999 عبد العزيز بوتفليقة كمدير لحملته الانتخابية.
وبعد فوز هذا الأخير عين مديرا لديوان الرئيس، فرئيس للحكومة وأمين عام لحزب جبهة التحرير الوطني.
و كانت الانتخابات الرئاسية لسنة 2004 هي المنعرج الأكبر في مسار هذا الرجل، حيث أظهر خصومة كبيرة لرئيسه السابق وترشح ضده لكنه فشل، فاختبأ في بيته لمدة عشر سنوات ليعود في انتخابات سنة 2014 كمترشح لكنه يفشل مرة أخرى، فيقرر إنشاء حزب سياسي خاص به.
و قد ترشح لانتخابات الرئاسة التي كانت مقررة في أبريل الماضي والتي ألغيت ثم عاود الترشح لانتخابات 12 ديسمبر الجاري ولم ينجح أيضا، فقرر تطليق لعبة السياسة على تلك الهزيمة.
إلياس -ب
