استيقظ سكان ولاية الوادي، فجر أمس الأحد، على وقع مجزرة مرورية، بالطريق الوطني رقم 3 بإقليم بلدية اسطيل، تمثلت في اصطدام بين حافلتين لنقل المسافرين، قادمتين في الاتجاه المعاكس، ما خلف 12 قتيلا و 48 جريحا، بينهم 4 في حالة حرجة، وقد تنقل وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، إلى مكان الحادث، وزارا الجرحى بالمستشفى، كما قدما تعازي رئيس الجمهورية والوزير الأول لأهالي القتلى.
تنقلت "النصر" إلى موقع الحادث، الذي وقع بين حافلتين أولاهما تعمل على الخط الرابط بين ورقلة وجيجل، والثانية على الخط الرابط بين سطيف و ورقلة، وقد وقفنا على حجم الكارثة، بعد أن شاهدنا حجم الدمار الذي حل بالحافلتين المتصادمتين، وكذا آثار الدماء التي سالت في المكان، ومشاهد أخرى صادمة، لحظة استخراج رجال الحماية المدنية لأعضاء بشرية وأحشاء داخلية، من هيكلي المركبتين، ما يعكس هول الكارثة وفظاعتها، حيث لم يتمكن أغلب الحاضرين من النظر، لتأثرهم بهذه المشاهد.
و خلال تنقلنا إلى مستشفى المغير، الذي استقبل الضحايا، أكد أحد الجرحى، أن الحادث وقع أثناء محاولة تجاوز الحافلة التي كان على متنها، لثلاثة مركبات على التوالي بسرعة جنونية، ليصطدم بحافلة أخرى قادمة في الاتجاه المعاكس، كانت تسير بسرعة عالية أيضا.
وحسب ما لاحظناه، فإن أغلب الجرحى الذين وجدناهم بمستشفى المغير، كانوا في حالة صدمة كبيرة، وقد تعذر على معظمهم التصريح لوسائل الإعلام، أو الإدلاء بشهادتهم حول الحادثة.
من جهة أخرى، وجدت الطواقم الطبية صعوبات كبيرة في التعامل مع المصابين، الذين وصلوا مصلحة الاستعجالات الطبية، بالنظر إلى العدد الهائل للمواطنين، الذين غصت بهم قاعات وساحة مستشفى المغير، ناهيك عن آهالي الضحايا، الذين وصلوا إلى المكان، قادمين من عدة ولايات، وكانت علامات الهلع والخوف، بادية على أغلبهم، خاصة منهم من وجدوا صعوبة في العثور، على أقربائهم المصابين.
وذكر بعض الأطباء والممرضين، أنهم التحقوا طواعية بالمستشفى، فور سماعهم الخبر، وقاموا بمختلف الإجراءات اللازمة، بما توفر من إمكانات طبية، و أدوية.
فيما أكدت مصالح الحماية المدنية، أنها تدخلت فور وصول النداء بمختلف وحداتها على مستوى مقاطعة المغير و الوحدة المركزية بالوادي، بالإضافة إلى عدد من وحدات بسكرة القريبة، وقد رجحت بأن سبب الحادث يعود إلى السرعة المفرطة، كما تدخلت قوات الدرك الوطني، التي انتشرت بالمكان للمعاينة والقيام بالتحقيقات اللازمة.
وأرجع وزير الداخلية والجماعات المحلية، الذي تنقل لمكان الحادث ببلدية اسطيل، مرفوقا بوزير الصحة، أسباب مثل هذه الحوادث للعنصر البشري بنسبة 96 بالمئة، مستندا إلى إحصائيات رسمية، داعيا أصحاب المركبات إلى توخي الحيطة والحذر و السياقة بضمير.
واطلع الوفد الوزاري على الحالة الصحية للجرحى، وقدمت له شروحات من قبل الطاقم الطبي المشرف على الخدمات الطبية، بما فيها الوضعية الصحية للجرحى المتواجدين على مستوى المؤسستين العموميتين الاستشفائيتين بكل من الوادي وبسكرة، كما وقف أيضا على ظروف التكفل الطبي بالمصابين.
وقال وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود "جئنا لتقديم التعازي لعائلات ضحايا هذه المأساة ومواساتهم وكذا الاطمئنان على الحالة الصحية للجرحى وظروف التكفل الصحي بهم"، وبالمناسبة ثمن بلجود جهود الطواقم الأمنية والصحية التي وقفت على عمليات إجلاء المصابين نحو المراكز الإستشفائية.
ومن جهته تحاور وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد مع عديد المواطنين الذين تجمعوا أمام مستشفى المغير، وطرحوا بعض انشغالاتهم سيما ما تعلق منها بتجهيز المرافق الصحية بالمعدات الطبية وتدعيمها بالأطباء سيما الأخصائيين وكذا طواقم شبه الطبي، ووعد وزير القطاع المواطنين بالتكفل بهذه الانشغالات التي، كما قال، " تبقى مرهونة بتوفر الإمكانيات المادية".
وقد حاول عدد من المواطنين نقل انشغالاتهم وكذا أصوات أبناء المنطقة، إلى الوفد الوزاري، حيث طالبوا بازدواجية الطرق الوطنية 3 و 48 و 16، ناهيك عن المطالب المتعلقة بالصحة.
و عرفت الولاية تذمرا وحزنا شديدين، جراء هذه الحادثة الأليمة، فيما دعا المواطنون السلطات، إلى ضرورة التدخل لإيقاف مثل هذه المجازر المرورية، التي باتت تتكرر في المنطقة.
كما قام السكان وبعض الجمعيات المحلية بهبة تضامنية، من خلال التبرع بالدم و استقبال عدد منهم لأهالي الضحايا في منازلهم، ناهيك عن توزيع وجبات عليهم، خاصة أن معظم القتلى من ولايات بعيدة، على غرار ورقلة، فضلا عن ولايات شمالية، هي سطيف وباتنة وكذا جيجل وميلة.
منصر البشير/وأج
رئيس الجمهورية يترحم على أرواح الضحايا و يقدم تعازيه لعائلاتهم
ترحم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأحد من العاصمة الألمانية برلين، على أرواح ضحايا الحادث المروري الذي وقع فجر أمس بولاية الوادي مخلفا وفاة 12 شخصا وإصابة 48 آخرين بجروح.
وفي مستهل مداخلته أمام المشاركين في ندوة برلين الدولية حول الأزمة الليبية، ترحم الرئيس تبون على ضحايا هذا الحادث قائلا : «أستسمحكم بالوقوف عند حادث أليم ببلادي للترحم على أرواح حادث المرور الذي أسفر عن وفاة 12 مواطنا جزائريا وما يفوق الأربعين جريحا».
وتقدم رئيس الجمهورية بتعازيه الخالصة إلى عائلات الضحايا، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد أرواح المفقودين بواسع رحمته، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى المصابين في هذا الحادث الأليم.
وكان رئيس الجمهورية، قد قدم تعازيه لعائلات ضحايا الحادث المروري، وكلف الوزير الأول باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للتكفل بالجرحى ومساعدة عائلات الضحايا، حسبما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول.
وجاء في البيان: «إثر الحادث المروي الخطير الذي وقع بين ولايتي بسكرة والوادي جراء اصطدام حافلتين مخلفا بذلك العديد من الوفيات والجرحى من بين المسافرين، قدم رئيس الجمهورية تعازيه إلى عائلات الضحايا متمنيا الشفاء العاجل للجرحى».
وكلف رئيس الجمهورية، يضيف نفس المصدر، الوزير الأول باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للتكفل بالجرحى ومساعدة عائلات الضحايا.
ومن جهته أوفد الوزير الأول كل من وزير الداخلية ووزير الصحة إلى مكان الحادث لاتخاذ التدابير اللازمة أمام هذا الحادث المأساوي، يضيف البيان.
وزير الصحة يؤكد من الوادي
مخطط خاص بالصحة بالجنوب للاستجابة لمتطلبات التكفل بالمواطن
صرح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، أمس الأحد بالمغير بولاية الوادي، أن هناك مخططا خاصا بالصحة بمناطق الجنوب للاستجابة لمتطلبات التكفل بالمواطن.
وأوضح الوزير لدى اطلاعه على الحالة الصحية لجرحى حادث المرور المميت الذي وقع صباح أمس، والذين يتلقون الرعاية الطبية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بالمغير (160 كلم شمال الوادي) "أن هناك مخططا خاصا بالصحة بمناطق الجنوب للاستجابة لمتطلبات التكفل بالمواطن وتقريب الخدمات الصحية منه ، وهو يرتكز على وجه الخصوص على عدة جوانب وفي مقدمتها تجهيز المرافق الاستشفائية بالمعدات الطبية والجراحية التي تساعد الطواقم الطبية وشبه الطبية على إتمام مهامها على النحو المطلوب، وكذا التكفل الجيد بالمرضى سيما في مثل هذه الحالات الطارئة".
كما يهتم هذا المخطط كذلك، يقول الوزير، بجانب تدعيم الهياكل الصحية بطواقم شبه الطبي، وكذا تحسين الخدمات الطبية بدور الولادة بهذه المناطق.
و"يندرج هذا التوجه في إطار إحداث القطيعة مع ممارسات الماضي بقطاع الصحة طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بخصوص ترقية الخدمات الصحية بالجنوب سواء من حيث استحداث هياكل صحية جديدة أو تدعيمها بالمعدات والموارد البشرية المؤهلة"، مثلما ذكر بن بوزيد.
وأج