* الرئيس تبون يأمر بإرسال 100 طن من المساعدات الإنسانية إلى ليبيا
اعتبر خبراء ومختصون أن مخرجات الندوة الدولية حول ليبيا المنعقدة ببرلين أول أمس، في أغلبها تتماشى مع الرؤية و المقاربة الجزائرية، ويرون أن مؤتمر برلين هو بداية التوجه نحو حل الأزمة الليبية إذا صدقت إرادة الأطراف الدولية في ذلك، كما أنه يحتاج إلى مؤتمرات قادمة لمناقشة الكثير من المستجدات والملفات التقنية، وأوضحوا أن استعداد الجزائر لاحتضان الحوار بين الأشقاء الليبيين، دليل قاطع على رغبة الجزائر الصادقة والواضحة والمعلنة لتكريس الحل السياسي، والذي لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق الحوار.
وذكر المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك ، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ، أكد في كلمته أمام المشاركين في ندوة برلين حول الأزمة الليبية ، أول أمس ، على استعداد الجزائر لاحتضان الحوار بين الأشقاء الليبيين ، وأضاف ماروك في تصريح للنصر أمس، أنه إذا ما تم جمع الأطراف الليبية ، فإن الحل بات أمر واقع ، لأن الحل في يد الليبيين، معتبرا أن استمرار الأزمة ووصولها إلى مستويات خطيرة جدا تهدد الأمن والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا، وحتى في منطقة جنوب أوروبا يعود بالدرجة الأولى إلى تغييب الطرف الليبي ، حيث تحولت ليبيا إلى مسرحا للصراع الدولي والإقليمي ، وأضاف أن الخطوة الأولى نحو نجاح العملية السياسية ونجاح الحوار هي توحيد الليبيين وجمعهم في أكثر من عملية ، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في السنوات السابقة في محاولة توحيد الصف الليبي لكن أطراف دولية وإقليمية ، خربت هذه المحاولات وكانت دائما تدعم طرف ضد طرف آخر وهذا ما أدى إلى استمرار الصراع الليبي عدة سنوات -كما أضاف- ، و أوضح في السياق ذاته، أن استعداد الجزائر لاحتضان الحوار بين الليبيين، دليل قاطع على رغبة الجزائر الصادقة والواضحة والمعلنة لتكريس الحل السياسي، والذي لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق الحوار .
وأضاف المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك، أنه كلما كان الحوار بين الأطراف الليبية، دون تدخل إقليمي ودولي فإن جولة أو مجموعة من الجولات، تؤدي إلى اتفاق الليبيين على ورقة طريق وعلى كيفية إعادة بناء ليبيا كدولة وبناء المؤسسات والذهاب إلى الانتخابات.
واعتبر في هذا الإطار، أن الخطوة الأولى والأساسية في أي عملية سياسية هي جمع الأطراف الليبية على مائدة واحدة للمفاوضات دون تدخل للبلد المضيف أو من الدول الإقليمية أو الأطراف الدولية .
وذكر ماروك، أن المقاربة الجزائرية كانت تؤكد على أن الحل بيد الليبيين وأن الحوار الليبي- الليبي هو الحل الأول والأخير لكل ما تعاني منه اليوم ليبيا من أزمات خطيرة قد تأتي على الأخضر واليابس .
وأوضح أن خارطة طريق الجزائر لحل الأزمة الليبية ، الطرف القوي والفاعل فيها هي الأطراف الليبية ، مضيفا أن تثبيت الهدنة يدفعنا إلى الذهاب إلى وقف دائم لإطلاق النار ، وإذا ما تم ذلك تصبح الأجواء مهيأة للذهاب إلى الحوار والاتفاق على نهج المفاوضات، بدلا من استخدام القوة العسكرية، كما أن ورقة الطريق الجزائرية تدعو الأطراف الإقليمية المتورطة في النزاع الليبي ، إلى الكف عن تزويد الأطراف الليبية بالسلاح -كما أضاف-، كما أن الجزائر ترفض التدخل الأجنبي، لأن التدخل الأجنبي هو الذي زاد من خطورة الأزمة .
وأضاف أن المقاربة الجزائرية تؤكد على ضرورة تحمل مجلس الأمن الدولي لمسؤوليته في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا ، وقال إنه على مجلس الأمن أن يتحرك ضمن صلاحياته من أجل فرض السلم والأمن في ليبيا .
وأشار إلى أن المقاربة الجزائرية تركز على الطرف الليبي والإقليمي والطرف الدولي ، وكذلك تعطي أهمية كبيرة لدول الجوار الجغرافي لليبيا ، للتنسيق والتعاون من أجل محاربة الإرهاب والتطرف وكل ما يهدد الأمن الإقليمي لهذه الدول.
واعتبر ماروك أن مؤتمر برلين ، مهم جدا لحل الأزمة في ليبيا عن طريق القنوات السلمية والدبلوماسية ، موضحا أن مخرجات هذا المؤتمر في أغلبها تتماشى مع الرؤية و المقاربة الجزائرية ، مشيرا إلى موافقة كل الأطراف المشاركة في هذه الندوة على عدم تقديم أي دعم عسكري للأطراف المتصارعة وعدم التدخل وعدم إرسال السلاح واحترام وقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي ، إلى جانب الاتفاق على مواصلة عقد الاجتماعات لكل الأطراف المعنية الليبية وغير الليبية من أجل ضمان نجاح العملية السياسية، وقال إن تواصل هذه الاجتماعات يمكن الليبيين من الاتفاق على ورقة طريق للخروج من الأزمة، بحيث ستكون هناك فرص سياسية ودبلوماسية لحل الأزمة، بعيدا عن لغة العنف والحرب والسلاح.
من جانبه ، اعتبر المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب ، في تصريح للنصر ، أمس، أن مؤتمر برلين هو بداية التوجه نحو حل الأزمة الليبية إذا صدقت إرادة الأطراف الدولية في ذلك وهو يحتاج - كما أضاف- إلى مؤتمرات قادمة لمناقشة الكثير من المستجدات والملفات التقنية الخاصة بميكانزمات وقف إطلاق النار وتحديد خطوط التماس وإرسال قوات دولية للفصل بين الجانبين المتحاربين وترتيبات خاصة بعودة المهجرين خاصة إلى مدينة تاورغاء وإطلاق سراح الأسرى والتكفل بالجرحى والمصابين وغيرها من الأمور المرتبطة بالجانب العسكري ، وفي الجانب الاقتصادي -كما أضاف- فإنه يجب العودة سريعا إلى تصدير النفط باعتباره المصدر الوحيد للليبيين وفتح الطرقات ورفع الحصار عن الموانئ والمطارات وعليه فليس من المستبعد أن تعقد لقاءات أخرى كحلقات تكميلية وتفصيلية لضمان تطبيق مخرجات مؤتمر برلين.
وبالنسبة لمدى نجاح مؤتمر برلين والتزام الأطراف المتنازعة بمخرجاته فهذا يتوقف حسبه ، على صرامة المجتمع الدولي في السهر على حفظ السلام ومنع تصدير الأسلحة وفق قرارات مجلس الأمن الدولي. مراد - ح
في ثالث عملية من نوعها خلال أيام
الرئيس تبون يقرر إيفاد قافلة مساعدات إنسانية إلى الشعب الليبي
قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إيفاد قافلة مساعدات إنسانية تتضمن 100 طن من مواد غذائية و أدوية و أغطية و غيرها حسب ما أورده أمس الاثنين بيان لرئاسة الجمهورية.
و جاء في البيان: «في إطار تقاليد التضامن و التآزر مع الشعب الليبي الشقيق قرر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إيفاد قافلة مساعدات إنسانية تتضمن مئة (100) طن من مواد غذائية و أدوية و أغطية و غيرها للتخفيف من وطأة الأزمة التي يعيشها هذا الشعب الشقيق»
و أوضح المصدر ذاته أن «هذه المساعدات الإنسانية لسكان منطقة غدامس و ما جاورها تأتي كعربون محبة و أخوة بعد تلك التي سبق للجزائر تقديمها و التي كانت آخرها يوم 04 يناير الجاري مضيفا أنها تعبير عن التزام الدولة الجزائرية و تضامنها مع الشعب الليبي حتى يتجاوز الأزمة التي يمر بها بقراره السيد و توافق كل مكوناته بعيدا عن أي تدخل أجنبي»
و ذكر بيان الرئاسة أن «الهلال الأحمر الجزائري كان قد أبرم مؤخرا اتفاقا ثنائيا مع نظيره الليبي يهدف إلى تعزيز الشراكة في المجال الإنساني و تبادل الخبرات وتنسيق البرامج»
و أعطت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس إشارة انطلاق هذه العملية التضامنية الثالثة لفائدة سكان منطقة غدامس الليبية بديوان المركب الأولمبي محمد بوضياف بالجزائر العاصمة.
وبهذه المناسبة، أوضحت بن حبيلس أن هذه المساعدات، التي تتكون من مواد غذائية ومياه معدنية وأدوية و أفرشة ومولدات كهربائية تمنحها الحكومة الجزائرية للشعب الليبي، سترسل عن طريق جسر جوي عسكري من مطار بوفاريك حيث جندت قيادة الجيش الوطني الشعبي ثلاث طائرات شحن باتجاه عين أمناس.
وأشارت إلى أن الهلال الأحمر الجزائري الذي كلفته الحكومة بالتكفل بهذه العملية الإنسانية، سيرسل بعد ذلك هذه المساعدات إلى المركز الحدودي لغدامس بالتنسيق مع الهلال الأحمر الليبي، الذي تجمعه بالهلال الأحمر الجزائري اتفاقية شراكة وتعاون.
وبعد أن أكدت بأن قرار رئيس الجمهورية «يعبر عن تمسك الشعب الجزائري بروابط الأخوة التي تجمعه بالشعب الليبي»، أوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أن هذه المساعدات موجهة خصيصا لسكان منطقة غدامس الليبية.
كما توجهت بن حبيلس بالشكر للرئيس تبون على هذه المبادرة وللجيش الوطني الشعبي نظير دعمه لتحقيق هذه المبادرة الإنسانية، قائلة أن «هذه المساعدات ستخفف من معاناة الأشقاء الليبيين الذين يعيشون ظرفا صعبا بالنظر إلى الأزمة التي يجتازها بلدهم».
وكانت الجزائر قد نظمت خلال الشهر الجاري عمليتين لإرسال مساعدات إنسانية لفائدة الشعب الليبي، وانطلقت قافلة المساعدات الإنسانية الأولى والمكونة من أزيد من 100 طن من المواد الغذائية والأفرشة والأدوية والمولدات الكهربائية، يوم 4 جانفي من مطار جانت بعد وصولها من المطار العسكري ببوفاريك عبر 3 طائرات عسكرية ليتم تسليمها على مستوى المركز الحدودي تين الكوم، إلى السلطات الليبية التي تولت توزيعها على قاطني المناطق الحدودية.
أما قافلة المساعدات الثانية والمكونة من 70 طنا من مختلف المواد الغذائية والأدوية والأغطية والأفرشة، فقد انطلقت يوم 13 جانفي بحضور وفد ليبي بقيادة الأمين العام للهلال الأحمر الليبي مرعى الدرسي، الذي كان في زيارة إلى الجزائر من أجل التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين منظمته والهلال الأحمر الجزائري.
وتشكل هذه الاتفاقية إطار تعاون ثنائي يعبر عن الالتزام المتبادل بين الجانبين لتعزيز الشراكة خاصة في المجال الإنساني وتبادل الخبرات وتنسيق البرامج، وفقا لاختصاص الطرفين.
وكان رئيس الهلال الأحمر الليبي، قد تقدم بالشكر والعرفان لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على إثر المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الجزائر للشعب الليبي، وفي رسالة وجهها إلى الرئيس تبون رفع الهلال الأحمر الليبي «أسمى آيات الشكر والعرفان لرئيس الجمهورية لما قدمه للشعب الليبي من خلال العمل الإنساني الذي ينم عن عمق الروابط التي تجمع الشعبين الشقيقين». وأج