أكد خبراء ومختصون، أمس، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجزائر والتي دامت يومين، قد أرست معالم شراكة استراتيجية بين الجزائر وأنقرة ، واعتبروا أن العلاقات الجزائرية التركية تعتبر نموذجا للتعاون بين الدول، كما أن هناك إرادة لدى الجانبين لتعزيز هذه العلاقات على كافة المستويات و أكد خبراء على ضرورة إعادة النظر في المنظومة المالية الجزائرية والتشريعية وفتح الباب للمستثمرين المحليين الجزائريين ووضع الكفاءات في المكان المناسب.
وأوضح المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك ، أن نتائج زيارة الرئيس التركي للجزائر كانت جد إيجابية، وقال إن هذه الزيارة نجحت في التأسيس لشراكة استراتيجية شاملة بين الجزائر وانقرة ، مضيفا أن العلاقات الجزائرية التركية تعتبر نموذجا للتعاون بين الدول، سواء على المستوى الإفريقي أو الشرق الأوسط ، وأضاف أن زيارة أردوغان كانت ناجحة بكل المقاييس ، مشيرا في هذا الإطار إلى وجود ديناميكية قوية للعلاقات ، كما أنها عززت من آفاق الفرص المستقبلية، و كشفت أيضا عن وجهات نظر مشتركة حول الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك .
وأضاف الدكتور لزهر ماروك في تصريح للنصر ، أمس، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين أصبحت القاطرة لديناميكية العلاقات الجزائرية التركية ، لافتا إلى ارتفاع حجم الاستثمارات التركية إلى أكثر من 3 مليار دولار، مع وجود أكثر من ألف شركة تركية في الجزائر، كما أن الاتفاق على رفع حجم المبادلات التجارية بين الجانبين إلى 5 مليار دولار، يعطي أهمية كبيرة للبعد الاقتصادي للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
كما اعتبر المحلل السياسي ، أن الرؤية التركية للعلاقات الاقتصادية مع الجزائر لا تنحصر فقط في أهمية السوق الجزائرية، على اعتبار أن الجزائر تمثل سوقا كبيرة ، ولكن وحسب تصريحات الرئيس التركي في ختام منتدى رجال الأعمال الجزائري التركي، أن تركيا لا تنظر إلى الجزائر كسوق للمنتوجات ولكن تسعى إلى تحقيق استثمارات تعود بفائدة كبيرة على البلدين.
وأضاف ماروك أن العلاقات الاقتصادية شهدت قفزة خلال هذه الزيارة ، مشيرا إلى الاتفاق على عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة التي كان آخر اجتماع لها في 2002 ، مبرزا في السياق ذاته أن العلاقات الجزائرية التركية، يتضح أنها تقوم على قاعدة اقتصادية قوية ومصالح مشتركة، كما أن هناك إرادة لدى الجانبين لتعزيز هذه العلاقات على كافة المستويات .
وذكر الدكتور لزهر ماروك ، أن العلاقات الجزائرية التركية لا تنحصر فقط في جانبها الاقتصادي وإن كان هو الأكثر أهمية إلا أنها تتوسع إلى الجوانب السياسية والدبلوماسية والأمنية والثقافية ، موضحا أن الأزمات في منطقة شمال إفريقيا والساحل وخاصة الأزمة الليبية أخذت اهتماما كبيرا لدى الجانبين، خاصة في ظل وجود قواسم مشتركة بين المقاربتين الجزائرية والتركية بخصوص حل الأزمة في ليبيا، حيث اتضح من خلال هذه الزيارة -كما أضاف-أن الجانب التركي يدرك أهمية الجزائر كطرف أساسي ومهم في حل الأزمة الليبية ،حيث يبقى حلا سياسيا ودبلوماسيا .
ومن جانبه ، اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور حميد علوان، أن إعادة النظر في المنظومة المالية الجزائرية ، وكذا المنظومة التشريعية وفتح الباب للمستثمرين المحليين الجزائريين ، وكذا وجود الكفاءات في المكان المناسب سيساهم في تطوير العلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية وتعزيز حجم الاستثمارات والرفع من حجم المبادلات التجارية بين البلدين ، وأكد على ضرورة أن تكون الجزائر دولة منتجة وخالقة للقيمة المضافة وفي هذه الحالة تكون الند للند مع تركيا ، حيث يمكننا أن نستفيد من الاتراك.
و أكد الخبير الاقتصادي على ضرورة فتح الباب للمستثمرين المحليين الجزائريين ليثبتوا قدراتهم بشفافية ، وأضاف أنه عندما يبرهن المستثمرون المحليون ، نجاحهم في خلق الثروة في الجزائر والقيمة المضافة ، في هذه الحالة سنتمكن من إقامة شراكات مع الدول المختلفة.
وأكد الدكتور حميد علوان في تصريح للنصر ، أمس، أن العلاقات الجزائرية التركية هي علاقات استراتيجية ومن بين أهداف تركيا أولا هو جعل الجزائر منطقة من المناطق التي تريد الاستثمار فيها، لأن الجزائر لديها إمكانيات طبيعية كبيرة جدا ، لافتا إلى أن تركيا تعتبر سادس ممول للجزائر وفي نفس الوقت سادس زبون، بحيث أن الجزائر تصدر إلى تركيا من مادة الغاز مالا يقل عن 1.7 مليار دولار سنويا.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن المبادلات التجارية بين البلدين، كانت قد وصلت بداية سنة 2014 إلى حوالي 5 مليار دولار، ثم بدأت في الانخفاض مع الأزمة التي شهدتها الجزائر إلى حوالي 3 مليار دولار سنويا ، مشيرا إلى وجود صدق النية لدى تركيا بحيث أن أكبر عدد من المؤسسات الأجنبية في الجزائر هي مؤسسات تركية ووصلت إلى حوالي ألف مؤسسة تنشط في الاقتصاد الجزائري، من بينها 250 مؤسسة تعتبر متوسطة الحجم وأشار إلى أنه بين 2016 و2017 وإلى غاية2018، هناك مشروعين كبيرين في قطاع الحديد والصلب والنسيج، حيث استثمرت حوالي مليار دولار .
وقال الدكتور حميد علوان، أن تركيا تريد أن تكون الجزائر بوابة لإفريقيا ، فيما يخص منتوجاتها ، سواء المصنوعة في الجزائر أو تركيا ، بحيث تحول إلى إفريقيا وتصبح الجزائر عبارة عن منطقة عبور وهذا هو المهم لدى الاتراك- كما قال- لأنهم لا يغازلون، بل يعرفون لغة العلم والاقتصاد والربح، لافتا إلى أن تركيا تعتبر من الدول الصناعية الكبيرة.
مراد - ح
الجزائر– تركيا
اتفاق للتموين بالغاز الطبيعي المميّع إلى غاية 2024
كشف وزير الطاقة، محمد عرقاب، أن الجزائر و تركيا وقعتا، أول أمس الأحد بالجزائر العاصمة، على اتفاق يتضمن تجديد عقد تموين بالغاز الطبيعي المميع للسنوات الخمس المقبلة.
و أوضح عرقاب على هامش منتدى رجال الأعمال الجزائري التركي قائلا «لقد وقعنا على تجديد لعقد يسمح للجزائر بتموين تركيا بالغاز الطبيعي المميع إلى غاية 2024».
و نوه الوزير بهذا الاتفاق الذي سيمكن حسبه، من تعزيز العلاقات الثنائية في مجال الطاقة»، مذكرا بذات المناسبة أن الجزائر تستحوذ على 38 % من السوق التركية في ما يخص التموين بالغاز الطبيعي المميع.
و أكد عرقاب، أنه سيتم الشروع في أشغال انجاز المركب البتروكيماوي لإنتاج البروبيلان و البوليبروبيلان، في مدينة الأدنة بتركيا، خلال السداسي الأول لسنة 2020، كما ذكر عرقاب، في هذا الصدد، بعقود الشراكة التي أبرمت في سبتمبر الماضي، مؤكدا أنه من المتوقع استلام المشروع ودخول المركب في الإنتاج بعد 24 شهرا، من انطلاق أشغال الانجاز.
وأوضح الوزير أن الشركة التركية «رونيسونس» تستحوذ على نسبة 66 في المائة من المشروع المقدر بـ 4ر1 مليار دولار، بينما تحوز الشركة الوطنية سوناطراك على 34 في المائة منه، معتبرا أن هذه الشراكة ستسمح بنقل التكنولوجيا إلى الجزائر، التي تعتزم بناء مركب بتروكيميائي لإنتاج البروبيلان والبوليبروبيلان في أرزيو.
وأج