الدبـلـومـاسـيـة الجـزائـريـة بحــاجــة إلى الانـفـتـاح عـلى الرقـمـنـة
أكد أمس أساتذة في ملتقى بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة على ضرورة انفتاح الدبلوماسية الجزائرية على العالم الرقمي، حيث تحدثوا عن العراقيل التي تواجهها البلاد في هذا المجال، في حين ركز أحد المشاركين على توفير الإطار القانوني واقترح آخر إنشاء وكالة رقمية لليقظة الدبلوماسية.
وتقاطعت الرؤى بالعديد من المشاركين في ملتقى الدبلوماسية الرقمية الذي نظمته كلية العلوم السياسية بجامعة صالح بوبنيدر واختتم أمس، حول مكانة الجزائر في هذا الحقل الجديد من صنع المواقف الدولية، حيث اعتبروا أن بلادنا لم تسجل بعد تقدما كبيرا مقارنة بدول أخرى، في حين طرحوا الإشكالات القانونية والأخلاقية التي تنطوي عليها قضية إبراز المواقف عبر نوافذ منصات التواصل، على غرار ما قاله الأستاذ عبد الحق بن جديد من جامعة عنابة في مداخلته الافتتاحية، التي صاغها في جملة تساؤلات، أين استعاد الجدل الذي أثير بعد تسجيل العديد من قادة الدول الكبرى مواقف عبر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل، من حيث احتسابها على دولهم أم لا، مثل بعض مواقف الرئيس الأمريكي الحالي.
ونبّه الأستاذ ابن جديد أن الدبلوماسية الرقمية تقوم على مبدأ مشاركة جميع الأفراد والهيئات في صنعها، وهي تتنافى مع الاحتكار، في حين أوضح في حديث معنا أنها تتطلب حيازة المُعطى التكنولوجي، مشيرا إلى أن تجارب الدول تتباين بحسب امتلاكها للإمكانيات. وأوضح نفس المصدر أن الدبلوماسية الجزائرية قد أثبتت فعاليتها تاريخيا، لكنها أصبحت اليوم مطالبة بالتكيف مع التحديات الجديدة، مضيفا أن الدبلوماسية الرقمية لم تعد حكرا على الدولة وإنما تتطلب إشراك فاعلين آخرين فيها لشرح وتبرير المواقف وتجنيد الرأي العام. وأبرز نفس الأستاذ أنه ينبغي تعميم ثقافة في هذا الاتجاه، تؤمن بضرورة استبعاد مظاهر الاحتكار، فضلا عن أن الجزائر بحكم موقعها ودورها أصبحت ملزمة برفع هذا التحدي.
وشدد نفس المصدر على أهمية إرساء ميكانيزمات وأطر قانونية للدبلوماسية الرقمية، من أجل تجنب الانزلاق والهفوات، موضحا أن فتح الدبلوماسية على النوافذ الرقمية يتطلب رصانة. أما الأستاذ مسعود شعنان من جامعة الجزائر 3، فقد ترأس الجلسة الأولى، وقال خلال تواجده بين المتدخلين أن “موقع وزارة الخارجية غير محين من ناحية الأخبار الموجودة في شريطه” ولا يمكن الحديث بحسبه “عن الدبلوماسية الرقمية القادرة على التأثير على المستوى الخارجي في ظل هذا الواقع”.
وأوصى نفس المصدر في تصريح للنصر بعد انتهاء الجلسة الأولى، بضرورة إنشاء وكالة رقمية لليقظة للدبلوماسية، على غرار ما هو موجود بفرنسا، بحيث يمكن لجميع أبناء الجالية الجزائرية في جميع البلدان المساهمة فيها بمؤشرات أو أفكار أو أخبار عن مستجدات البلد الذي يتواجدون فيه حتى تصير بنكا واسعا من المعلومات في مختلف المجالات، فيما أكد أنه في حال عدم تطوير تكنولوجيات الاتصال وتجاوز عقبة سرعة تدفق الانترنيت، فإنه من المبكر الحديث عن اقتحام الفضاء الرقمي دبلوماسيا على شاكلة دول متقدمة.
وشملت مداخلات المشاركين في نصف اليوم الأول من الملتقى، الذي حضره رئيس جامعة نجم الدين أربكان بمدينة قونية التركية وأساتذة علوم سياسية قدموا مداخلات، الحديث عن ضرورة تطوير وسائل الاتصال، كما تطرقوا إلى موضوع الأمن الثقافي والثورة التكنولوجية وتأثيراتها على سياسات الدول والمواقف الدبلوماسية ودور المعلومات في عملية صنع القرار السياسي الخارجي.
سامي .ح