تردي نوعية الاستقبال والوجبات بمطاعم الرحمة يقلق جمعيات حماية المستهلكين
أعربت اتحادية حماية المستهلكين عن قلقها من تردي نوعية الإستقبال والوجبات بمطاعم الرحمة، كما سجّلت حالات تسمم جراء ظاهرة تغيير النشاطات، وتحوّل كثير من التجار إلى صنع الحلويات التقليدية. و منذ بداية رمضان أنتج الخبازون 23 مليون خبزة، نصفها حوّلت إلى أسواق الجملة لبيع أعلاف الحيوانات، جراء الإقبال غير العقلاني على اقتناء هذه المادة. أبدى رئيس فيدرالية جمعيات حماية المستهلكين زكي حريز، ارتياحه لاستقرار الأسعار منذ بداية الشهر، بالنظر إلى وفرة مختلف أنواع الخضر والفواكه، لكنه أبدى في تصريح للنصر، قلقه لاستمرار ارتفاع اسعار اللحوم بسبب قلة العرض مقارنة بارتفاع الطلب، معتقدا بأن الحل يكمن في دعم الدولة لمنتجي اللحوم بمختلف أنواعها حتى يتناسب العرض مع الطلب، مسجلا أيضا انتعاش نشاط الأسواق الفوضوية خلال هذا الشهر، ما جعل تنظيمه يطلب من وزارة التجارة ضرورة إحكام رقابتها على المساحات التي تحولت إلى أسواق موازية، مع الاستعانة بالأمن العمومي لمعاينة ما يتم عرضه من مواد، خاصة تلك القابلة للتلف مباشرة بعد عرضها على أشعة الشمس، لأن الأمر يتعلق وفق تقديره بحماية صحة المواطنين.
وأكد المصدر تسجيل حالات عدة للتسممات الغذائية جراء تناول الحلويات، خاصة التقليدية منها، ومردّ ذلك حسبه إلى ظاهرة تغيير النشاط، التي جعلت أناسا لا يتقنون هذه الحرفة يقتحمون هذا المجال دون احترام شروط النظافة، مؤكد بأنه قام بتنبيه وزارة التجارة لوقف نشاط هؤلاء.
كما عاينت فيدرالية حماية المستهلكين بعض النقائص على مستوى مطاعم الرحمة، جراء نقص شروط النظافة، وعدم توفّر القائمين على تلك الفضاءات على الخبرة الكافية، خاصة فيما يتعلق باخترام مقاييس النظافة، بدعوى أن أغلبهم عبارة متطوعين كرسوا وقتهم وجهدهم لإعانة المحتاجين وعابري السبيل، وبحسب السيد حريز فإن إقامة هذه المطاعم يجب أن ترافقها مراقبة لصيقة من قبل الجهات المعنية، لتسحين نوعية الاستقبال والوجبات، ومعاينة المواد التي يتم استخدامها في إعداد الوجبات، وما إذا كانت صالحة للاستهلاك، موضحا بأن بعض التجار للأسف يتصدقون بمواد توشك
صلاحياتها على الانقضاء.
من جانبه، عبر رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين يوسف قلفاط عن قلقه جراء عودة نفس الممارسات التي تصاحب شهر رمضان، وهي الاقتناء غير العقلاني لمادة الخبز، دون الأخذ بعين الاعتبار الحاجات الاستهلاكية الفعلية للأسرة، موضحا بأنه منذ بداية شهر رمضان أنتج الخبازون 23 مليون خبزة، بمكونات وأنواع متعددة، لكن للأسف نصف هذه الكمية كان مآلها سلة المهملات، مؤكدا بأن حوالي 12 مليون خبزة تم تبذيرها منذ اليوم الأول لرمضان، بدليل الكميات التي جمعها أعوان النظافة من بقايا الخبز، إلى جانب الكميات التي جمعها الأفراد الذين يقتاتون على جمع ما يعرف لدى
العامة «بالخبز اليابس»، والتي تمّ تحويلها إلى الأسواق الأسبوعية الخاصة ببيع علف الحيوانات، وتأسف قلفاط لكون المستهلك يصمّ آذانه في رمضان، ولا يكترث للحملات التحسيسية التي تقوم بها جهات مختلفة، من بينها وزارة التجارة وحتى الشؤون الدينية عن طريق الأئمة، بغرض ترشيد الاستهلاك وتجنّب التبذير، موضحا بأن ظاهرة تبذير مادة الخبز لا تقتصر على الأسر فقط، بل تعني أيضا مطاعم الرحمة وكذا المطاعم الموجودة على مستوى المستشفيات وهيئات مختلفة، ونبّه المتحدث إلى ظاهرة تغيير النشاط، وتحول العديد من المخبزات وكذا متاجر عديدة لصناعة الحلويات
التقليدية، مما أدى إلى ارتفاع وتيرة استهلاك مادتي السكر والفرينة اللتين تدعمهما الدولة لفائدة المواطن البسيط، مقابل أموال طائلة، مؤكدا بأن الخاسر الأكبر من الظاهرة هو الاقتصاد الوطني.
لطيفة بلحاج