الجـزائـر تتعـرض لاعتـداء ممنهـج على وحـدتها وهـوية شعبهـا
قال المشاركون في الملتقى الوطني الحادي عشر حول حياة ومنجزات الرئيس الراحل هواري بو مدين، المنعقد ببلدية هواري بومدين بقالمة أمس الاثنين، بأن الجزائر تتعرض اليوم لمخاطر متعددة الأشكال والمصادر تهدد وحدتها، وهوية شعبها، مؤكدين بأن محاولات ضرب الوحدة والاستقرار وتفتيت الهوية بقيت مستمرة إلى اليوم ومنذ دخول الاستعمار الفرنسي.
وظلت الجزائر محل أطماع الدول الاستعمارية الكبرى، وكان مشروع ضرب الهوية والتفرقة والوحدة الترابية في مقدمة أهداف تلك القوى التي تواصل مخططاتها المكشوفة وتحاول استثمار المراحل الصعبة التي تمر بها البلاد لإعادة إحياء وبعث تلك المخططات الرامية إلى بث الفرقة بين مختلف جهات الوطن، وإحداث الشرخ بين الشعب وجيشه.
ودعا الباحث والمؤرخ محمد الأمين بلغيث في مدخلة له أمام الملتقى إلى عدم الاستهانة بمخططات ضرب الهوية والوحدة الوطنية، وأخذها على محمل الجد، لان تلك المخططات والأطماع كما قال مازالت قائمة إلى اليوم، ومنذ معركة نافارين في شهر أكتوبر سنة 1827، حيث وجدت القوى الاستعمارية التي تقودها فرنسا الفرصة لضرب القوة البحرية الجزائرية واحتلال البلاد. وقال محمد الأمين بلغيث بأن المحتل الفرنسي المدعوم من قوى استعمارية أخرى لم يعتمد فقط على القوة العسكرية لاحتلال الجزائر بل وضع مخططات أخرى أكثر خطورة بينها ضرب الهوية و المعتقد، وبعث مخابر الاستشراف لدراسة عادات وتقليد الجزائريين وأصولهم وعاداتهم، تمهيدا لإحداث الفرقة بينهم، وإضعافهم وتشتيتهم إلى قبائل ومجموعات سكانية ممزقة وغير قادرة على المقاومة وصد الاحتلال، وإجبارها على قبول الأمر الواقع.
وحسب المتدخل فإن ما لا يقل عن 20 مخبرا للاستشراف والتدمير كانت تعمل ببعض مناطق الجزائر منذ بداية الاحتلال، يدعمها رجل الدين الأوروبي، وقوة عسكرية تكفي لاحتلال أفريقيا بأكملها، حيث تم تدمير القدرة العسكرية الجزائرية، وضرب المساجد والزوايا، وإحداث الفرقة بين السكان، وإطلاق مخططات التهجير والتشريد، وإعادة رسم خارطة جديدة للهوية والتموقع الجغرافي.
وقال الإعلامي محمد بوعزارة المشارك في الملتقى الذي تنظمه جمعية الوئام المحلية منذ 11 عاما، بأن الرئيس الراحل هواري بومدين كان يعمل على صد التهديدات الرامية إلى ضرب الهوية والوحدة الوطنية، مؤكدا بأن مشروع الأكاديمية البربرية، مشروع خطير استهدف الجزائر، وأن حركة الماك تعد الوجه الأبرز لهذه الأكاديمية المندرجة في إطار المخططات الخارجية المتربصة بالوطن والأمة.
ومن جهته أوضح الطيب الهواري الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بان الرئيس الراحل هواري بومدين كان يعتمد على النخب الجامعية لتعزيز الوحدة والهوية الوطنية، مؤكدا بأن النخب الوطنية تتحمل مسؤولية الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد، وأن ما وصفه بالمسيرات الشعبية، التي انطلقت قبل عام ومازالت متواصلة، ظاهرة صحية يجب الاستفادة منها لمعالجة الأخطاء وتقويم الوضع.
وقال النائب بالمجلس الشعبي الوطني نزيه برمضان في كلمة له أمام المشاركين في الملتقى، بأن الرئيس الراحل هواري بومدين كان يعتمد على النخب المثقفة لتعزيز ودعم الوحدة الوطنية، وتقوية اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، داعيا إلى مزيد من الاهتمام بقطاعات الثقافة والمسرحوالفن، للمحافظة على مقومات الأمة في مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية التي تتعرض لها الجزائر.
وأوضح الإعلامي علي ذراع بأن الرئيس الراحل هواري بومدين كان يمثل رمز الوحدة الوطنية، وهو ليس ملكا لجهة معينة من الوطن، و كان كل اهتمامه جمع شمل الجزائريين وتطوير البلاد والقضاء على كل مظاهر الفقر والأمية.
وفي ختام الملتقى دعا المشاركون إلى دعم مساعي رئيس الجمهورية والجيش للخروج من الأزمة الحالية، والتوجه إلى مستقبل جديد، تسوده الأخوة والوحدةوالتطور، مؤكدين بأن الحراك الشعبي قد أنقذ الجزائر من مخاطر كبيرة، وأن اللحمة قد تعززت أكثر بين الشعب وجيشه.
فريد.غ