صرّح أمس، السفير السويسري لوكاس روزنكرانز من قسنطينة للنصر، أن بلاده مستعدة لمساعدة الجزائر على استعادة الأموال المنهوبة في إطار قضايا فساد، في حين تحدث عن بحث سبل الشراكة بين أطراف سويسرية ومصنع «بالما نوفا» لإنتاج الحليب ومشتقاته، كما أوضح أن الاستثمار المشترك في الرقميات والصناعات الغذائية من المجالات ذات الأولوية.
وصرح سفير سويسرا، في رد على سؤال النصر حول مدى استعداد بلاده لمد يد المساعدة للجزائر من أجل استعادة الأموال المحولة إلى بنوكها ضمن قضايا فساد، بالقول إن سلطات بلاده مستعدة بشكل مطلق للتعاون مع الجزائر، وضرب المثال بتونس التي قدمت طلبات دعم في التحقيقات القضائية من قبل، موضحا أن بلاده رافقتها. وقال نفس المصدر «أن الأمور قد تغيرت كثيرا، حيث لم يعد هناك ما يعرف بالسر المصرفي في سويسرا»، في حين أوضح أنه في حال تقرب الحكومة من السلطات السويسرية وطلب المساعدة بسبب وجود ممتلكات محولة إلى الخارج، فإنه ينبغي تقديم القرائن التي تثبت الشبهات، لتتحرك بعد ذلك «آلية كاملة»، مثلما وصفها، للاستجابة للأمر. ونبّه السفير أن بلدانا أخرى قد استفادت من هذا الأمر من قبل.
وحدد السفير، في رد على سؤال ثان للنصر خلال زيارته لمصنع «بالما نوفا» بالمنطقة الصناعية بالما، مجموعة من القطاعات التي يرى أنها ذات الأولوية في مجال التعاون مع الجزائر، من بينها قطاع الرقميات والصناعات الغذائية، بالإضافة إلى المجال العلمي، الذي قال إن الجزائر تملك قدرات كبيرة فيه، معبرا عن تأسفه من فقدان الجزائر لنسبة من أدمغتها، لكنه اعتبر في نفس الوقت أن هجرة الأدمغة دليل على قدرة البلاد في المجال العلمي. وشدد نفس المصدر على ضرورة التفريق بين المجالات الواعدة في مجال التعاون، وبين القطاعات التي تسجل تعاونا معتبرا بين سويسرا والجزائر، على غرار الصناعات الصيدلانية، مستدلا بشركتي «روش» و»نوفارتيس» النشطتين في البحث العلمي، مثلما أكد، كما قال إنه توجد في سويسرا شركات كبيرة في الصناعات الغذائية.
ونبه سفير سويسرا أن أهم عنصر يتمثل في أن يكون التعاون مربحا للطرفين، كما أشار إلى أن بلاده تصدر الأدوية إلى الجزائر، في حين أوضح المؤسسات المتوسطة والصغيرة هي المحرك الفعلي للاقتصاد السويسري، لكنها حاضرة بصورة محتشمة جدا في الجزائر، معبرا عن تمنيه أن يكون حضورها أكبر. وزار السفير السويسري جامعة صالح بوبنيدر خلال الصبيحة، حيث أوضح في رد على سؤال للصحافة أنه على اتصال مع جامعات سويسرية ويسعى إلى تسهيل مهمة التعاون بينها وبين نظيرتها الجزائرية، فيما أشار إلى أن قدرات التعاون الاقتصادي لولاية قسنطينة غير مستغلة كما يجب، منبها بأنه يتم النظر في إمكانية إبرام شراكة بين مصنع «بالما نوفا» وطرف سويسري.
وقدم الرئيس التنفيذي لشركة «بالما نوفا»، لطفي صويلح، مختلف أركان المصنع الذي يشرف عليه على مستوى المنطقة الصناعية «بالما» خلال جولة مع السفير، فيما تحدث عن آفاق الشراكة مع الأطراف الأجنبية وما يمكن أن تقدمه الجزائر في مجال الحليب ومشتقاته، كما أشار إلى أن ولاية قسنطينة قطب صيدلاني. وثمن السفير خلال الجلسة التي سبقت الجولة في المصنع قرار إلغاء قاعدة 51/49 من القطاعات غير الإستراتيجية، لكنه اعتبر أن القطاعات المعنية غير واضحة كما دعا إلى وضع تسهيلات للاستثمار، قبل أن يعقب عليه النائب البرلماني عمر محساس بالقول «أن قانون المالية التكميلي المرتقب سيحدد الكثير من الأشياء»، كما قال أنه لا ينبغي النظر إلى الجزائر بعيون الآخرين. وختم سفير سويسرا زيارته لقسنطينة بالتوجه إلى مستثمرة فلاحية خاصة ببرج مهيريس في بلدية عين عبيد.
سامي.ح
