نفى وزير التربية الوطنية محمد واجعوط أمس صحة ما تداولته قنوات إعلامية مؤخرا بشأن تقديم العطلة الربيعية عن موعدها بسبب احتمال انتشار فيروس كورونا ما بين المتمدرسين، مؤكدا أن العطلة ستكون يوم الخميس 19 مارس، كما كان مبرمجا لها.
ووضع وزير التربية حدا للمعلومات غير المؤكدة المتداولة عبر وسائل إعلامية ووسائط اجتماعية منذ أزيد من أسبوعين، مؤكدا في منشور له عبر حسابه الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي، أن بعض القنوات الفضائية ما تزال تعتمد على الوسائط الاجتماعية كمصدر لاستقاء المعلومة، في حين أن العطلة الربيعية ستكون يوم 19 مارس الجاري، دون اتخاذ أي إجراء يخص هذا الموضوع، نافيا بذلك إمكانية صدور قرار من طرفه يقضي بتقديم تاريخ العطلة.
ويهدف لجوء الوزير لشبكات التواصل الاجتماعي، وتفنيد ما راج حول تقديم تاريخ العطلة التي لم يعد بفصل عنها سوى أسبوع واحد فقط، لوضع حد لحالة القلق والترقب التي سيطرت على الأسرة التربوية مؤخرا، ولإرساء الأجواء المطمئنة والمريحة لاستكمال ما تبقى من الفصل الثاني، وإجراء الاختبارات في سكينة وهدوء بعيدا عن المخاوف غير المبررة من إمكانية انتشار فيروس كورونا، ولمساعدة الأساتذة على تصحيح أوراق الاختبارات وعقد مجالس الأقسام في ظروف جد عادية.
وختم محمد واجعوط منشوره المقتضب، قائلا:» ستكون الأسرة التربوية بخير بإذن الله»، مستندا في ذلك إلى معطيات وزارة الصحة بشأن الوضعية الوبائية لفيروس كورنا، وتمكنها من محاصرة انتشار العدوى، بفعل إجراءات الحجر الصحي الذي خص كافة الحالات المشتبه فيها، أي الأشخاص الذين تواصلوا مباشرة مع المصابين بالمرض، أغلبهم يتواجدون على مستوى مستشفى بوفاريك بولاية البليدة، للخضوع للتحاليل الطبية والمراقبة المستمرة.
وكانت نقابات في قطاع التربية اقترحت تقديم العطلة لتحصين التلاميذ من فيروس كورونا، بعد أن تزايد عدد الحالات المؤكدة والمشتبه فيها، تزامنا مع إصدار مذكرة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، دعت فيها مسؤولي المراكز الجامعية لضمان الدروس عن بعد لمدة لا تقل عن شهر تجنبا لانتشار محتمل للفيروس، كما لجأ قطاع الشبيبة والرياضة إلى منع عامة الجمهور من حضور المقابلات الرياضية التي تقام بالملاعب.
وبررت النقابات مطلبها بتزايد مخاوف الأولياء من انتشار فيروس كورونا وسط حشود التلاميذ، في ظل انعدام أدوية ناجعة لمعالجة المصابين، أو منع العدوى، معتقدة بأن الوضع بلغ درجة الخطورة وان اختتام الفصل الثاني أصبح ضرورة لا مفر منها، علما أن قطاع التربية الوطنية لم يسجل أي إصابات مؤكدة بالمرض، وأن ما تم الحديث عنه لم يكن سوى إشاعات لم ترق إلى درجة اليقين.
والتزمت من جهتها وزارة التربية الوطنية الصمت اتجاه ما تم تداوله بشأن فيروس كورونا، مقابل الحرص على المتابعة اليومية لتقارير وزارة الصحة والسكان حول انتشار الفيروس الذي بقي لحد الآن منحصرا وسط عائلة المصاب الأول، وهو مسن يقيم بالمهجر دخل إلى أرض الوطن قادما من فرنسا حاملا معه العدوى، في انتظار تلقي إخطار من الهيئات المخولة لاتخاذ تدابير استعجالية لحماية التلاميذ.
ويذكرا أيضا أن عديد المؤسسات التعليمية استكملت الاختبارات الفصيلة هذا الأسبوع، على أن تخصص الأسبوع القادم لانعقاد مجالس الأقسام وملء الكشوفات استعدادا لتسليم نتائج الاختبارات الفصلية للتلاميذ، وساهم تحكم وزارة التربية في الوضع وعدم الانسياق وراء المخاوف غير المبررة في إنقاذ الموقف واستكمال الفصل الثاني في أجواء هادئة، رغم تزايد مخاوف الأولياء من انتشار المرض، إذ قرر بعضهم عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس فور انقضا فترة الامتحانات، لا سيما وأن الأسبوع الذي يسبق العطلة يخص لتصحيح الاختبارات والمراجعة، على أمل أن تتلاشى كافة المخاوف من فيروس كورونا عند استئناف الدراسة مع بداية الفصل الثالث.
لطيفة بلحاج