منحت السفارة الهولندية أكثر من ألفين وستمئة تأشيرة دخول لفائدة الجزائريين خلال العام الماضي، حيث أكد سفيرها أول أمس، أن العدد ارتفع بحوالي عشرين بالمئة، موضحا أن عدد الطلبات التي استقبلتها يقدر بحوالي ضعف الممنوحة.
ورد السفير الهولندي لدى الجزائر، روبرت فان إمبدن، على سؤال النصر في تصريح للصحافة خلال تظاهرة “يوم هولندا بقسنطينة” حول التسهيلات الممكنة في تنقل الأشخاص بين البلدين في إطار تعزيز التعاون الثنائي، بالتأكيد أن هولندا لا تسعى إلى تطوير التعاون ودفع العلاقات بين المتعاملين الاقتصاديين والمجتمع العلمي فقط، وإنما تعمل على تقويتها بين الشعبين أيضا، مشيرا إلى أن الجزائر ليست معروفة في جميع ربوع هولندا، رغم أنها تُبهر الكثيرين وأغلب من زاروها عادوا منها بانطباعات حسنة. وأضاف نفس المصدر أن هولندا تسعى إلى رفع عدد الأشخاص الجزائريين الذين يقصدونها من أجل الدراسة، وهو برنامج موجه للإطارات في مجالات مختلفة، فضلا عن إمكانية تقديم التربصات.
واعتبر السفير أن الهجرة واحدة من أكبر التحديات، كما أن تسيير تدفق المهاجرين موضوع فرض نفسه على هولندا، وعلى الجزائر أيضا بسبب موقعها الجغرافي، مثلما أكد محدثنا، الذي نبه أن الهجرة فرصة أيضا. وأفاد نفس المصدر أن عدد طلبات للجزائريين التأشيرة التي تمت الموافقة عليها قد ارتفع من ألفين ومئة وخمسين في 2018 إلى ألفين وستمئة في 2019، أي بنسبة تقدر بحوالي عشرين بالمئة، مضيفا أنها تأشيرات متنوعة في مختلف الفئات، ومن بينها ما يخص رجال أعمال وراغبون في الدراسة، فضلا عن زيارات سياحية وأشخاص يرغبون في زيارات عائلية لأقاربهم المقيمين بهولندا، منبّها أن الجالية الجزائرية المقيمة بطريقة قانونية في هولندا تقدر بخمسة آلاف شخص.
وتحدث السّفير عن إستراتيجية سفارة بلاده من خلال إعلان انطلاق برنامج “أورانج كورنرز” من قسنطينة، موضحا أن مصالحه تريد التركيز على مختلف مناطق البلاد وليس العاصمة فقط، كما أوضح أن التعاون مع الجزائر لا يقتصر على الاقتصاد فقط، وإنما يشمل مشاركة المعرفة و”مرافقة الجزائر في المرحلة الجديدة من تاريخها”، فضلا عن مرافقة الشباب الراغبين في إنشاء مؤسسات. وأكد السفير أن هولندا تهتم بقطاع الفلاحة بالدرج الأولى لكونها الثانية عالميا في تصدير المنتجات الفلاحية، ليس على مستوى الكمية وإنما على مستوى القيمة المضافة، بحسبه، موضحا أن الشرق الجزائري يملك مقومات كبيرة في شعبة الحليب، فضلا عن أن السفارة تقوم حاليا بإنشاء مركز امتياز في ولاية قالمة للتكوين في الشعبة المذكورة.
صحفيون يؤكدون على ضرورة تجسيد الإعلام لمبدأ المنفعة العامة
من جهة أخرى، أكد صحفيون من وسائل إعلام عمومية وخاصة على ضرورة تجسيد المحتوى الإعلامي لمبدأ المنفعة العامة، كما ناقشوا عدة نقاط حول الصحافة الإلكترونية وتنظيم القطاع، حيث جاءت مداخلاتهم في طاولة مستديرة موسومة ـ”الصحافة بين الاحترافية والجودة” على مستوى فندق ماريوت بقسنطينة وقدم السفير الهولندي كلمة بالإضافة إلى ممثلة منظمة “وورد برس للصور”، في حين افتتحت الجلسة بمداخلة في شكل مقطع فيديو للصحفي الهولندي بوريس فان ويسترينغ، لتليه الصحفية بالقناة الإذاعية الثالثة حياة الدين خالدي، والأستاذ الجامعي بلقاسم مصطفاوي والصحفي بجريدة الوطن حسان واعلي وصحفي وكالة “كل شيء عن الجزائر” ياسين بابوش.
وسيّرت جلسة النقاش الدكتورة نوال فراحتية من المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الاتصال، في حين حضرها أيضا المُصوّر الصّحفي حسين زاورار صاحب اللقب الوحيد لجائزة “وورد برس” في المغرب العربي، بالإضافة إلى المصور الصحفي فاروق بعطيش المرشح لنيل الجائزة في طبعة العام الجاري ضمن القائمة النهائية، في حين افتتح معرض لصور “وورد برس” المتوجة من قبل في قصر أحمد باي ضمن نفس التظاهرة.
سامي .ح