قررت إدارة مستشفى الإخوة سعد قرمش بمدينة سكيكدة، أمس، منع الزيارة عن المرضى، إلا عند الضرورة القصوى، حيث تم تخصيص عشرة دقائق فقط في حدود الواحدة ظهرا، في إجراء يدخل ضمن التدابير الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، لاسيما و أن المستشفى تتواجد به ثلاث حالات مؤكدة لمصابين بالفيروس و كلهم نساء، واحدة من تمالوس و اثنتان من أولاد أعطية، من بينهم مغتربتان بفرنسا.
و تسود حالة من الحذر داخل المستشفى، حسب ما لاحظنا بعين المكان، من خلال التزام الأطباء و الممرضين و شبه الطبي و كذا عمال و موظفين في الإدارة، بتطبيق الإجراءات الوقائية، من خلال وضع الكمامات و تجنب المصافحة و تكاد الحركة تكون مشلولة داخل المصالح الاستشفائية، باستثناء بعض الحالات العلاجية.
و بدورها مصلحة الاستعجالات الطبية التي كانت تعرف ضغطا كبيرا و توافدا كبيرا للمرضى و المصابين، فإن الحركة بها تكاد تكون منعدمة، فيما يمنع الاقتراب من المصلحة الخاصة بالحجر الصحي و لا يسمح سوى للأطباء و الممرضين المكلفين بالإشراف على المتابعة المستمرة للمصابات الثلاثة.
و أكد مدير الصحة في تصريحه للنصر، على أن عدد الحالات المؤكدة لحاملي الفيروس بولاية سكيكدة، يقدر إلى حد الآن بثلاثة حالات لنساء، واحدة من تمالوس و اثنتان من أولاد أعطية، بالإضافة إلى حالة مشتبه بها و هي للسائق الذي قام بنقل المصابتين من أولاد أعطية إلى قالمة و ينحدر من أولاد أعطية، حيث تم وضعه هو الآخر تحت المتابعة بمستشفى الأخوة سعد قرمش، في انتظار التحاليل المخبرية من معهد باستور.
شباب يوزعون الكمامات مجانا على المواطنين
و بخصوص الحالتين اللتين تم نقلهما من تمالوس إلى مستشفى سكيكدة، فقد أشار محدثنا، إلى أن التحاليل جاءت سلبية و قد غادرا المستشفى في نفس اليوم، فيما لا تزال حالة الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس و المقدر عددهم بـ 34 شخصا الموجودين تحت الحجر الصحي بمنازلهم في مدينة تمالوس، مستقرة و لا تبعث على القلق، نافيا وجود حالات أخرى و كل ما يقال في مواقع التواصل الاجتماعي مجرد إشاعات.
و على مستوى المدينة، لمسنا تبلورا كبيرا في درجة الوعي لدى المواطنين، بضرورة إتباع الطرق الوقائية و الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بصحتهم جراء هذا الفيروس، حيث لاحظنا فئة واسعة من الناس يحرصون على وضع الكمامات و يقبلون على اقتناء المحلول المطهر و القفازات التي من شأنها أن تقيمهم من الإصابة بالوباء.
بوادر وعي لدى المواطنين بخطورة الوباء
و في جولة بوسط المدينة و بالتحديد بساحة الحرية، صادفنا مجموعة من الشباب قاموا بمبادرة صنع كمامات يدوية و توزيعها مجانا على المواطنين باستعمال وسائل بسيطة، تتمثل في ورق و مطاط، قالوا بأنها صحية و معتمدة من طرف أساتذة في الطب و جاءت المبادرة حسبهم، بعدما لاحظوا غلاء في أسعار الكمامات على مستوى الصيدليات و ندرتها، حيث بلغ سعرها 150 دج بالصيدليات، بينما يتجاوز سعرها في السوق السوداء 400 دج و أيضا للمساهمة و لو بقسط ضئيل في مساعدة المواطنين و لاسيما المعوزين منهم و توفيرها لهم بالمجان.
و لاحظنا خلال تجولنا بالشارع الرئيسي، إقبالا كبيرا على اقتناء هذه الكمامات من مختلف شرائح المجتمع، حيث ذكرت سيدة، أنها لم تتمكن من شرائها، بسبب غلاء سعرها و ندرتها بالصيدليات، حيث وجدتها تباع حسب ما قالت، بـ 1000 دج في السوق السوداء و لهذا استحسنت فكرة هؤلاء الشباب و قررت التقدم لاقتناء أربعة كمامات لأفراد عائلتها.
و في جولة عبر الصيادلة، لاحظنا توافدا كبيرا للمواطنين على اقتناء المحاليل المطهرة و الكمامات، لكن للأسف، فإن القليل من يسعفه الحظ للظفر بإحدى الوسائل الوقائية، بسبب الندرة مثلما قال لنا صيدلي، بأن الشحنات تنفد بمجرد وصولها و قد تقدموا بطلبيات أخرى لتلبية الطلب المتزايد عليها.
و لمسنا من خلال حديث المواطنين، بوادر تبلور الوعي بضرورة إتباع الطرق الوقائية، بخلاف الأيام السابقة التي كان فيها المواطن لا يبالي، أو بالأحرى غير مدرك بخطورة هذا الوباء.
كمال واسطة