تشكل المقاهي بؤرة حقيقية لانتشار فيروس «كورونا»، لكن بقسنطينة يلاحظ استمرار تواجد عشرات الأشخاص بها لساعات طويلة، ما قد يسهل من انتشار هذا الوباء، فيما تجاوب تجار مع الإرشادات الوقائية إلا أن تطبيقها لم يكن بالشكل الصحيح، و هو وقفنا عليها خلال تحسيسية نظمتها المندوبية البلدية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي.
الحملة شارك فيها ممثلون عن قطاعات الصحة والتجارة والبيئة والحماية المدنية، تمت زيارة محلات ومركز تجاري وخبازين ومحطة مسافرين ومقاهي و كذا مركز بريد، و قد وقفت النصر خلالها على وعي كبير لدى تجار تجابوا مع الإجراءات الوقائية إلا أنهم يطبقونها بشكل خاطئ حسبما أكدته الطبيبة المرافقة للوفد، حيث قال تجار إنهم يستعملون القفازات البلاستيكية لعدة أيام إضافة إلى نزع و وضع الكمامات بين الحين والآخر واستعمالها لمدة تفوق 3 ساعات.
ولاحظنا أثناء العملية أن العديد من التجار يطبقون التعليمات الوقائية، على غرار صاحب مطعم محاذ لمركز تجاري بالوحدة الجوارية 2 وكذا محلات تقع داخله، على غرار خباز وبائعي اللحوم والخضار الذين كانوا يرتدون قفازات بلاستيكية وكمامات، وقدم الطاقم الطبي نصائح تتمثل في عدم استعمال القفازات والأقنعة لفترة طويلة وشدد على ضرورة غسل اليدين بين الحين والآخر بمواد معقمة، إضافة إلى نصائح مقدمة من أعوان الحماية المدنية تتعلق بطريقة العطس وتجنب العدوى.
تأكيد على وجوب غسل الملابس يوميا
وشد انتباهنا أن كل الباعة كانوا يرتدون قفازات، ولكنهم يستعملونها في عمليات تزويد الزبائن بمختلف المواد على غرار الخبز واللحوم والخضار وكذا في استقبال أو إرجاع العملات النقدية أو الورقية، كما تم التأكيد على عاملين في المطاعم على ضرورة غسل الملابس يوميا لأن الفيروس يبقى قابلا للانتشار عليها لمدة 12 ساعة، فيما لا تفوق مدة بقائه باليدين لـ 10 دقائق، و وقفت اللجنة على انعدام أي منظفات بأحد المطاعم المحاذية للمركز التجاري بالوحدة الجوارية 2 وعلل صاحبه الأمر بأنه لم يقتن بعد المواد المنظفة.
وشملت عمليات التحسيس سائقي سيارات الأجرة، حيث وجدوا مرتدين كمامات وقفازات، وشددت اللجنة على المعنيين بضرورة اتخاذ كل الإجراءات الوقاية، بما أن السائق معرض أكثر من أي شخص آخر للوباء خلال التعامل مع عشرات الأشخاص يوميا، وأظهر بعض السائقين وعيا من خلال وضع مزيج من المياه ومادة الجافيل في قابضة بلاستيكية صغيرة لتفادي انتشار الفيروس عبر العملات النقدية، كما تمت مطالبتهم بغسل السيارة من الخارج والداخل يوميا، واستعمال قارورة بها مواد مطهرة بعد مرور كل 10 دقائق.
شريط لاصق ينظم اصطفاف المواطنين بمراكز البريد
وتزامن تواجد الوفد بمحطة المسافرين المحاذية لجامعة عبد الحميد مهري، مع عمليات التعقيم، كما قدم الطاقم الطبي عدة نصائح وإرشادات لسائقي الحافلات داخل ولاية قسنطينة، حيث كان بعضهم متهاونا لعدم ارتدائه لكمامة أو قفازات، وتمت مطالبتهم بتعقيم الكراسي والأعمدة الحديدية داخل الحافلات يوميا، فيما كان سائقو حافلات المسافات الطويلة أكثر وعيا مظهرين ما يتوفرون عليه من مواد مطهرة ومستلزمات وقائية، وطالب جل من تحدث إليهم أعضاء الوفد بضرورة التوقف عن العمل في الفترة الحالية، وخاصة بالنسبة لأصحاب حافلات المسافات الطويلة بما أنهم يتوقفون في الولايات التي عرفت ظهور حالات مؤكدة.
بعدها تم التوجه إلى مركز البريد بالوحدة الجوارية 2، وقدمت نصائح إلى مواطنين باحترام مسافة متر واحد بين كل شخص وآخر أثناء تشكيل الطوابير، وتم وضع شريط لاصق ينظم وقوف المواطنين، ليتم التحول إلى بعض المقاهي الواقعة في ذات الوحدة، والتي كانت تعج بالمواطنين الذين تواجدوا على مسافات متقاربة، وهو ما يسهل من انتشار فيروس كورونا المستجد في حالة تواجد مصاب بينهم، يأتي هذا في وقت تشدد التوصيات على ضرورة تفادي الأماكن المغلقة والمكتظة، كما يتم استعمال كوب زجاجي واحد في شرب المياه مخصص لكل الزبائن، وأكد صاحب مقهى أن بعض المواطنين يجلسون داخل المقهى لساعات طويلة تمتد من السابعة صباحا إلى غاية الخامسة مساء.
واستحسن سكان علي منجلي الحملة التحسيسية التي أكدوا أنها أفادتهم كثيرا، خاصة وأن الوفد المقدم للنصائح والإرشادات يتكون من كل القطاعات. وستتواصل العملية اليوم بالوحدتين الجواريتين 6 و 7 حيث ستقدم نصائح بالمراكز التجارية وكذا بمحلات ومؤسسات عمومية.
حاتم/ب