تشهد ولاية سكيكدة، منذ أيام، ندرة حادة في مادتي السميد و الحليب، زادت تفاقما مع وباء فيروس كورونا، لدرجة أن المواطن على مستوى 38 بلدية، لم يعد قادرا على الظفر بكيس من السميد أو الحليب و إن وجد فيكون بأسعار مرتفعة، في ظل ظاهرة المضاربة و الاحتكار التي فرضت نفسها في السوق، رغم انتشار فرق المراقبة بمديرية التجارة و مصالح الشرطة التي لم تجد نفعا.
و في جولة قادتنا، أمس، إلى مؤسسة مطاحن الحروش، شاهدنا طوابير لا متناهية لمواطنين قدموا من مختلف بلديات الولاية و حتى من خارج سكيكدة، من أجل اقتناء السميد، لكن عملية البيع شهدت فوضى كبيرة، حاولت خلالها مجموعة من المواطنين اقتحام مقر المؤسسة و لولا تدخل مصالح الشرطة، لأخذت الأمور مجرى آخر. و قد عبر مواطنون عن استيائهم العميق من الطريقة التي تنتهجها المؤسسة في عملية البيع، التي لا تتناسب حسبهم مع الحشود الكبيرة ، ويقولون أنه كان عليها فتح أكثر من شباك حتى تكون العملية مرنة و تسير في ظروف حسنة، بينما انتقد آخرون عدم اعتماد المؤسسة لطريقة البيع المباشرة لأصحاب المحلات، من أجل التخفيف من الطوابير و اقتصارها على بائعي الجملة الذين يعمدون إلى تحويل وجهتها و المضاربة بالأسعار، مثلما هو سائد في العديد من مدن الولاية.
كما عبروا عن اعتراضهم الشديد على بيع المؤسسة لمادة السميد لتجار جملة من خارج ولاية سكيكدة، تبين حسبهم أنهم يقومون بإعادة بيعه في السوق السوداء بأسعار تفوق الأسعار 1000 دج التي حددتها وزارة التجارة ، و الحل برأيهم هو إعطاء الأولوية لتجار المنطقة القادرين على بيعه على مستوى المحلات و التخفيف من الأزمة.
و أمام البوابة الخارجية، وجدنا المئات من المواطنين ممن تعذر عليهم اقتناء المادة، قالوا بأن المؤسسة قامت ببيع السميد في الفترة الصباحية و توقفت في الفترة المسائية، دون مراعاة وجود زبائن أغلبهم من بلديات نائية، مصطفين في طوابير تحت البرد القارس و الأمطار الغزيرة، بينما انتقد آخرون عدم حرص المواطنين على اتباع الطرق الوقائية من فيروس كورونا و اعتبروا أن الاحتكاك ببعضهم البعض في الطوابير، من شأنه أن يزيد الطينة بلة.
و بالموازاة مع ذلك، تبرز ظاهرة بيع السميد ليلا من طرف أصحاب شاحنات على مستوى الشوارع و على الأرصفة بأسعار تتراوح بين 1400 و 1600 دج ، مستغلين بذلك لهفة و تهافت المواطن على هذه المادة التي تشهد ندرة ، حتى في عاصمة الولاية وقفنا على طوابير طويلة عند مقر مطاحن «ليطورال» بوسط المدينة، لكن القليل من يظفر بكيس سميد.
و علمنا من القائمين على عملية البيع بمدخل مقر مؤسسة مطاحن الحروش، بأن السميد متوفر بصورة كافية و على المواطنين التزام النظام حتى تتم عملية البيع في ظروف حسنة، مؤكدين على أن توقف عملية البيع في الفترة المسائية ليوم، أمس، يرجع لنفاد الكميات الجاهزة و أيضا لغياب الموظفات المكلفات بالآلة المستعملة في غلق الأكياس.
و كانت مصالح التجارة، قد صرحت، منذ أيام، بأن المطاحن المتوفرة على مستوى إقليم الولاية، تشتغل بكامل طاقتها و العملية متحكم فيها، من خلال تسخير فرق المراقبة لتعقب المضاربين و التي كانت من نتائجها ضبط العشرات من القناطير داخل مستودعات موجهة للمضاربة و شحنات أخرى منتهية الصلاحية كانت موجهة للتسويق ببلدية صالح بوالشعور.
و تعرف مادة حليب الأكياس بدورها ندرة حادة، حيث تنفد الشحنة بمجرد وصولها إلى المحلات التي تشهد طوابير طويلة منذ الصباح الباكر، في انتظار قدوم الشاحنة .
كمال واسطة