استطاع فريق من الشبان خريجي الجامعة و حاملي الشهادات، يطلقون على أنفسهم «بينيفول يونايتد» أي اتحاد المتطوعين بولاية باتنة، من ابتكار نفق تعقيم لاستخدامه في ولوج المؤسسات الاستشفائية و تسهيل مهام فرق الحماية المدنية، في ظل جائحة فيروس كورونا كوفيد 19.
و هو المشروع الذي حظي بالتشجيع و الدعم، حيث تبنت مؤسسة بتروجال للمواد الطاقوية، دعم إنجاز النفق، على أن يقوم فريق «بينيفول يونايتد» بالمرافقة التقنية.
الفريق لطالما عكف منذ حوالي خمس سنوات، على المبادرات الخيرية مثلما أوضحه مؤسس و قائد الفريق الشاب، نسيم شريف صاحب 32 ربيعا و هو مهندس معماري مستفيد من مؤسسة مصغرة و قال الشريف لـ»النصر»، بأنه كان يرغب في المساهمة خلال أزمة اجتياح فيروس كورونا للجزائر، في التضامن رفقة فريقه كما جرت عليه العادة خلال الأزمات و الظروف الصعبة، بعد أن كانوا السباقين في التضامن و مساعدة المهاجرين الأفارقة بالعمل على إطعامهم و كسوتهم و قيامهم بعمليات دورية لزيارة دار المسنين، بالإضافة لعمليات خيرية تطوعية متنوعة.
و بخصوص الابتكار الجديد للنفق المعقم الذي عكس من خلاله فريق «بينيفول يونايتد» المكون من 15 عضوا ما يقال بأن «الشدة تولد الهمة»، فقد كان الشاب الشريف من استمد الفكرة من تجربة تركية، فما كان منه إلا أن عرضها على رفيقه و صديقه بالفريق ناصر حداد و هو أيضا مهندس و كان الأخير بدوره قد ألَح على تجسيد المشروع، ليشرعوا في البحث و الدراسة، بعرض الفكرة على كامل الفريق و كان للعضو جلال نايلي المختص في أجهزة السلامة، دور فعال لإنجاز مشروع النفق المعقم بشكل بسيط حتى يستخدم عند مداخل المستشفيات و لفائدة أعوان فرق الحماية المدينة، من أجل التدخل لإجلاء الحالات المشتبه بها.
و أوضح نسيم الشريف، بأنه و رفاقه اشتغلوا على تصميم بسيط من حيث الاستخدام و التكلفة المالية للنفق المعقم، حتى يكون متاحا في ظل الظروف الراهنة لجائحة فيروس كورونا، من أجل الحد من انتشار الفيروس، خاصة على مستوى المؤسسات الاستشفائية و كان فريق «بينيفول يونايتد»، قد قرر إطلاق تسمية «أيان بروتاكت»، و أوضح نسيم، بأن «أيان» تعني بالأمازيغية التارقية رقم واحد فيما اعني كلمة «بروتاكت» بالإنجليزية الوقاية بما معناه الوقاية أولا.
و كشف قائد فريق «بينيفول يونايتد»، عن إطلاق فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يوضح الطريقة التي يتم من خلالها إنجاز النفق، حتى تصبح متاحة على أكبر نطاق على المستوى الوطني و حتى الدولي بالنسبة للمتطوعين الذين بإمكانهم توفير الإمكانيات لتجسيد المشروع، مشيرا إلى شروع متطوعين عبر عدة ولايات منها وهران و غرداية و عين تموشنت في إنجاز الابتكار، مؤكدا على تلقيهم اتصالات للتهنئة و الأخذ بالابتكار من دول إفريقية منها تونس، بوركينافاسو و الكاميرون.
و على مستوى ولاية باتنة، أكد نسيم شريف، على تلقي فريقه للتشجيع من طرف عدة جهات، من بينها مديرية الصحة و تلقيهم للدعم من طرف مؤسسة بتروجال للمواد الطاقوية، بعد أن أخذت على عاتقها تجسيد المشروع، حتى يكون متاحا على مستوى المؤسسات الاستشفائية من طرف عمالها و بتوفيرها للمواد الأولية، على أن يتكفل الفريق المخترع بينيفول يونايتد بالمتابعة التقنية لإنجاز الأنفاق المعقمة.
و قال قائد بينيفول «يونايتد»، بأن الانتشار السريع لفيروس كورونا، جعله و رفاقه يسارعون بدورهم الزمن، لتجسيد الابتكار قصد كبح انتشار الفيروس، مرجعا الفضل أيضا لمخبر بولاية قسنطينة، الذي أخذ على عاتقه دعم الابتكار و السبونسور، منذ البداية بالمادة الأولية للتعقيم و هي المادة التي قال بأنها صديقة للبيئة و صناعة محلية بتكنولوجيا ألمانية و أشار نسيم الشريف، إلى توفر النفق بمؤسسات استشفائية خلال هذا الأسبوع.
و النفق المعقم، عبارة عن مشروع ذكي مثلما أوضحه نسيم، بحيث يشتغل بمكتشف الحركة بمجرد مرور شخص يقوم بتعقيمه في ظرف عشر ثواني و كشف قائد بينيفول يونايتد، عن التحضير لابتكارين اثنين آخرين لفائدة الأطباء، يتمثلان في وسائل حماية، بحيث أن الاختراع الأول هو عبارة عن شكل هندسي لغرفة صغيرة متنقلة، صُممت خصيصا للطبيب، بحيث تسمح له بفحص المريض و لمسه دون أي خطر لانتقال عدوى فيروسات، فيما الابتكار الثاني يخص الأطباء الجراحين.
يـاسين عبوبو