أكدت اللجنة الوزارية للفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، أن المصاب بمرض معد مثل مرض كورونا كوفيد 19، لا يجوز له ولا لمعارفه وأقربائه شرعا إخفاء إصابته بالمرض، ويجب التصريح بذلك للجهات المختصة والامتثال للحجر الصحي وأسباب العلاج، وعليه فإن كل من تكتم على مرضه وتسبب في نقله إلى غيره فهو آثم شرعا، ومن علم بإصابة هذا المريض وتكتم عليه فهو مشارك له في الإثم.
واعتبرت لجنة الإفتاء الوزارية في بيان لها أمس بعد اجتماع لأعضائها أول أمس الاثنين، أن المتوفين بسبب وباء كورونا "شهداء" تأسيا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال" الشهداء خمسة، المطعون والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله" ودعت كافة المواطنين إلى مواساة عائلات الموتى بكورونا.
و دعت أيضا الجميع إلى ضرورة التعاون مع الجهات المختصة في الدولة لنشر الوعي بين أفراد المجتمع في شفافية تامة من أجل نشر ثقافة تبليغ المصالح المختصة عن هذا المرض الخطير المعدي من طرف المصاب أو معارفه، سعيا إلى مواجهة الوباء والقضاء عليه عملا بواجب النصح بين أفراد المجتمع.
كما رأت لجنة الإفتاء أنه يتعين على أصحاب الوظائف والمهن والنشاطات والصناعات والتجارات وغير ذلك ممن تتوقف عليهم ضرورات المواطنين وحاجتهم، أن يلتزموا بنشاطهم وأعمالهم وفق التنظيم الجاري العمل به، مع أخذ كل التدابير الوقائية لحماية أنفسهم وغيرهم.
وناشدت لجنة الفتوى المواطنين والمواطنات إلى "تكييف نشاطاتهم الخيرية والتكافلية بما يتناسب مع الظروف ويجلب المصلحة ويدفع المفسدة"، كما دعتهم إلى مواصلة إعانة الأسر المحتاجة، إمّا في شكل مساعدات عينية أو مالية، واعتبر أن شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله بشتى الطاعات، وهو ميدان فسيح لبذل الخير وإسداء المعروف وتقديم المساعدات للمعوزين.
من جهته دعا المجلس الإسلامي الأعلى أمس، إلى الوحدة الوطنية والتلاحم، من أجل الخروج من محنة وباء كورونا كوفيد 19 سالمين بما يتطلبه ذلك من طمأنينة انضباط في ثقة المواطن بما يقوله المختصون كل في مجاله، وضرورة حمايته من الأخبار الكاذبة والشائعات، وأكد أن الفتوى تبقى من اختصاص الهيئة المسؤولة عنها فقها وقانونا.
أصدر المجلس الإسلامي الأعلى أمس، بيانا، طالب فيه" بضرورة احترام أراء المختصين في هذا الظرف الذي تعيشه البلاد والعالم بسبب تفشي وباء كورونا وتجنب التشويش على عقل المواطن، و في هذا الصدد دعا المجلس إلى الوحدة الوطنية والتلاحم من أجل الخروج من محنة وباء كورونا سالمين، وأكد أن ذلك يتطلب الطمأنينة والانضباط ، طمأنينة في ثقة المواطن بما يقوله المختصون كل في مجاله، وطمأنينة في تلقيه الخبر الصحيح وحمايته من الأخبار الكاذبة ووباء الشائعة".
وأضاف بيان المجلس بأن الانضباط بالحجر الصحي واحترام الحظر والوقاية يحتاج منا احترام التخصصات في أن لا يتحدث في مجال الطب إلا الأطباء، وفي الاقتصاد إلا الاقتصاديون، وفي الدين إلا أهله.
وبشأن مسألة الإفتاء أوضح بيان المجلس الإسلامي الأعلى أن المؤسسة المسؤولة عن الإفتاء قد أعدت لها هيئة مؤلفة من خيرة عملائنا وفقهائنا، بمن فيهم بعض أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى، ومنه دعا إلى تجنب التشويش على عقل المواطن واستقراره، وأن تبقى الفتوى في النوازل من اختصاص الهيئة المذكورة التي تطلع بها فقها وقانونا.
كما لفت إلى أنه إذا كان لبعض العلماء آراء في موضوع الإفتاء فالواجب يقتضي منهم أن يتواصلوا مع هيئة الفتوى بهدف جمع الكلمة المطلوبة شرعا وحكمة، لأنه من الأفضل أن يقع الخطأ أو البعد عن الصواب في أداء الواجب من أن يقع في ترك الواجب.
ومما سبق ذكره دعا المجلس من أسماهم "المتجرئين على الفتوى إلى الالتزام بحدود الحياء وأن يسلّموا لراي الجماعة لأن يد الله مع الجماعة" حسب تعبير البيان.
ولم يفوّت المجلس الإسلامي الأعلى المناسبة ليهيب بالأطباء المرابطين الذين يحاربون وباء كورونا، مشيدا في نفس الوقت بالذين يسهرون على حماية الوطن والشعب، على غرار أعوان الأمن بمختلف أسلاكه، وموظفي الدولة بمختلف رتبهم، و الساعين في الخير وجمع التبرعات المتضامنين مع إخوانهم.
إلياس -ب