lالتجار يطالبون بزيارة مفاجئة للوالي للوقوف على الوضع الكارثي
أكد مسؤول التنظيم على مستوى سوق الجملة الجهوي للخضر والفواكه بعنابة، بوعلوش عبد المجيد المعروف ببوجمعة، في اتصال بالنصر، على انخفاض أسعار الخضر والفواكه، بنسبة 40 بالمائة مقارنة بشهر رمضان الماضي.
و أرجع بوعلوش التراجع الكبير في الأسعار، إلى عدة أسباب، منها الوفرة على مستوى السوق و كذا المنتجين و الفلاحين، كون أغلب الخضر و الفواكه الموسمية في ذروة الإنتاج، كما تميز هذا العام بالوفرة، خاصة من التساقط المعتبر للأمطار في الفترة الأخيرة.
و أشار المتحدث أيضا، إلى أن الضبط على مستوى السوق من قبل ممثلي التجار وكذا مصالح مديرية التجارة بمرافقة الدرك الوطني، أدى الى تسقيف أسعار بعض المواد واسعة الاستهلاك، على غرار البطاطا، حيث قدر سعرها، أمس، بما بين 20 إلى 40 دج حسب الجودة، فيما قدر سعر أحسن نوع من البطاطا المنتجة في الأيام الأخيرة و القادمة من حقول مستغانم، بـ 40 دج، أما البطاطا المنتجة بولايتي قالمة و سكيكدة، فقدر سعرها بـ 30 دج والقادمة من الولايات الصحراوية، نزلت إلى 20 دج، كونها في نهاية موسم الجني و أقل جودة.
و في ما يتعلق بباقي المنتجات، فقد كانت أسعارها معقولة جدا حسب بوعلوش، باستثناء الجزر، الطماطم، و الخس و هي المواد الثالثة التي يرتفع استهلاكها في شهر رمضان، حيث ارتفع سعرها في اليومين الأخرين بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت، ما صعب على الفلاحين جنيها، حيث تراوح سعر الجزر بالجملة ما بين 60 و 80 دج، الخس ما بين 40 و 60 دج، الطماطم ما بين 80 و 90 دج حسب النوعية، و سينخفض سعرها بعد يومين في حال استقرار أحوال الطقس.
و في جولة للنصر بسوق الحطاب بوسط مدينة عنابة، كانت أسعار الخضر والفواكه بالتجزئة معقولة، فالجزر بيع بما بين 70 و 80 دج، البطاطا تراوحت بين 40 و 60 دج، الطماطم ما بين 80 و 100 دج، البسباس 80 دج، خس 60 دج، فلفل 70 دج، القرنون 100 دج، لوبيا خضراء 200 دج، خيار 60 دج، بيطراف بـ 70 دج، بصل أخضر 30 دج، أما الفواكه، فسعر الموز بـ 260 دج، الفرولة 200 دج، البرتقال 240 دج، الزعرور 100 دج.
و أضاف بوعلوش، بأنه و رغم تأثير إجراءات الحجر على الإنتاج و قلة اليد العاملة، بالإضافة إلى تساقط الأمطار، فقد بقيت الأسعار منخفضة و ستنخفض أكثر في الأيام المقبلة.
كما ربط المتحدث استقرار الأسعار بالمواطن، لأنه هو العامل الأساسي في معادلة السوق، إذا تحلى بثقافة الاستهلاك و اقتناء حاجياته اليومية فقط و تجنب اللهفة و شراء ما يلزمه مرة واحدة في الأسبوع، ستبقى الأسعار مستقرة و لا يلجأ التجار لرفعها، بسبب قلة العرض وارتفاع حجم الاستهلاك، لأن الوفرة في المحصول من الخضر والفواكه، ستقضي على المضاربة، كون تخزينها أو تكديسها، سيؤدي إلى تلفها مع كثرة العرض و بذلك المواطن شريك في انخفاض الأسعار . و كشف مسؤول التنظيم على مستوى سوق الجملة الجهوي للخضر والفواكه بعنابة، عن انخراط تجار الجملة بقوة في العمليات التضامنية التي تقوم بها مختلف الجمعيات التي تتردد على السوق، من أجل مساعدتها لإعانة العائلات الفقيرة والمحتاجة، حيث منح التجار شاحنتين معبأتين بمختلف أنواع الخضر والفواكه لأحدى الجمعيات، لتوزيعها فقط على العائلات الفقرة بسرايدي، حيث يتم التبرع يوميا بكميات هامة من الخضر والفواكه، متأسفا في هذا الشأن من عدم إشارة الجمعيات الخيرية لدعم تجار الجملة و لو رمزيا، حيث ينفردون بالنشر، حسبه، على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، على أنها مساعدات اقتنوها هم لتوزيعها، قائلا « التجار لا يحتاجون للإشهار، لكن التشجيع يزيد من عطائهم و نحن نتبرع في سبيل الله و عند جمع الخضر و الفواكه من التجار، لا يسألون لا عن هوية المتبرع و لا الجهة التي تذهب إليها الصدقات»، بالإضافة إلى دعم جميع مطاعم الرحمة بالخضر والفواكه طيلة شهر رمضان.
من جهة أخرى، تأسف بوعلوش من الوضعية المزرية للسوق، قائلا « سوق الجملة يفتقر لأدنى شروط النظافة» و رغم أنه يوظف أكثر من 2000 شخص و يقصده التجار من مختلف ولايات الوطن، غير أنه يفتقر لأبسط الضروريات ومع تفشي الوباء، فإن التجار يواجهون خطرا كبيرا، خاصة مع دخول شاحنات من بؤر الوباء كالجزائر العاصمة، حيث تتم عملية التعقيم مرة واحدة فقط ويتم توظيف عامل بمرش صغير يوميا عبر كامل السوق وهو أمر غير مقبول حسبه».
داعيا الوالي لمعاينة السوق في زيارة مفاجئة في الصباح الباكر، ليقف على الوضع الكارثي الذي يتواجد عليه و الذي تم استغلاله بصفة مؤقتة و لا يصلح لممارسة نشاط تجارة الجملة للخضر و الفواكه، بالإضافة إلى انعدام النظافة.
موجها نداء لوالي الولاية، لمنحهم قطعة أرضية جديدة لإنجاز سوق بمواصفات عصرية، مشيرا في هذا الشأن، إلى وجود مستثمرين من داخل و خارج الولاية، لديهم تجربة في إنجاز الأسواق و تسييرها، جاهزون للاستثمار بمالهم الخاص.
و في سؤال للنصر عن السوق الجهوي الجاهز للافتتاح بالذرعان، أوضح بأنه لا يعني تجار ولاية عنابة، سواء الجملة أو التجزئة و لا يساعدهم في النشاط، لأن نطاق عمل سوق عنابة معروف و يختلف إطلاقا عن المنطقة التي أنجز فيها السوق المذكور. حسين دريدح