أطلق فريق تطوير منصة كوفيد دي زاد، تطبيقا جديدا يحمل اسم " من دارنا" و يتعلق بخارطة جغرافية لتحديد مواقع ما يقارب 7 آلاف هيكل صحي على المستوى الوطني، لتسهيل توجيه المواطنين نحو المستشفيات و العيادات و الصيدليات خلال الجائحة الحالية.
وحسب عبد الغفور بن خليفة، وهو مهندس دولة مختص في نظم المعلومات الجغرافية، وعضو فريق تطوير المنصة التي تم العمل عليها بالتنسيق مع مؤسسة دعم التطوير الرقمنة، الجهة التي سبق لها و أن أطلقت المنصة الرقمية كوفيد دي زاد، لرصد تطورات انتشار فيروس كورونا، فإن التطبيق الثاني، جاء بناء على فكرة إنشاء منصة إضافية تفيد المواطن بشكل مباشر و يمكنه استخدامها في حياته اليومية في ظل الحجر الصحي، حيث تقرر العمل على مشروع خارطة محلية تضم معطيات تخص كافة الهياكل الصحية مثل المستشفيات و العيادات الاستشفائية و الصيدليات والعيادات الطبية الخاصة، وهي منصة تحصي إلى غاية الآن حوالي 7 آلاف مرفق و هيكل صحي .
التطبيق يعمل وفق مبدأ قريب نوعا ما لمبدأ "خارطة غوغل" أو " غوغل ماب" لكن مع تفاصيل أكثر تحديدا و مواقع أكثر تخصصا، فبمجرد تشغيل معطيات تحديد الموقع على الهاتف أو الحاسوب، يتم التقاطها و إجراء بحث سريع عن قائمة الهياكل المتوفرة في المحيط الممتد من 1 كيلومتر إلى غاية 100 كيلومتر ضمن نطاق تواجد المستخدم، وتشمل المرحلة الأولى من المشروع حسب محدثنا، توفير خدمة التوجيه من خلال عرض موقع المؤسسة أو العيادة أو الصيدلية المطلوبة، على أن يتم في المرحلة الثانية تقديم تفاصيل أكثر تخص نشاط هذه الهياكل وساعات عملها و طبيعة خدماتها و ما إلى ذلك، وهي خطوة يجري العمل عليها حاليا و ترتبط بمدى تعاون المهنيين و انخراطهم في قاعدة بيانات المنصة من خلال إجابتهم على استمارة معلومات متوفرة على موقعها الإلكتروني ، حيث ستضاف المعلومات تلقائيا لخدمة التطبيق و تظهر للمستخدم بمجرد بحثه عن المكان المطلوب.
ويتم العمل بالموازاة مع ذلك، على تدعيم المنصة بقائمة لكافة الصيدليات المناوبة بالاعتماد على معطيات موقع وزارة الصحة، على أن يكون هنالك تحيين يومي للمعلومات لضمان فعاليتها كما أوضح، وهو عمل كبير قال المهندس بأنه، يتطلب مساهمة جميع الأطراف الفاعلة لأجل إثراء القاعدة المعلوماتية للتطبيق و تعميم الفائدة، حيث يمكن للراغب في الاستفادة هذه الخدمة استخدام هاتفه أو حاسوبه للولوج إلى المنصة عبر موقع " من دارنا"، و تحديد قائمة خياراته أو ما يبحث عنه بشكل تلقائي عن طريق الخانة الخاصة بالبحث، علما أن هذا التطبيق سيتوسع في قادم الأيام ليضم كذلك خارطة توجيهية تخص مواقع المرافق التجارية و التعليمية و الأمنية.
و حسب عبد الغفور خليفة، فإن التطبيق الجديد اجتهاد شخصي لفريق البحث تدعيما للخدمة العمومية، حيث تم إطلاقه حاليا عبر الويب، لكن معطياته لا تزال تقتصر على تحديد المواقع الجغرافية الخاصة بالهياكل الصحية، في انتظار إتمام الجانب المتعلق بتوسيع المعلومات الخاصة بمواقيت العمل و غير ذلك، و هي مرحلة يتوقع كما قال، أن يتم الانتهاء منها في غضون عشرة أيام إلى أسبوعين كأقصى تقدير، بحيث يمكن أن تدرج المنصة على موقع الوزارة.
و بالحديث عن المشروع الأول منصة كوفيد دي زاد، فقد أكد المتحدث بأن عدد مستخدميها تجاوز مليوني مستخدم، منذ إطلاقها قبل قرابة ثلاثة أسابيع على موقع وزارة الصحة، علما أن استخدامها لا يقتصر فقط على الجزائريين بل تحظى باهتمام الجالية الجزائرية في فرنسا و في كندا بعدما تحولت إلى مرجعية لمتابعة المستجدات في الجزائر.
محدثنا ختم بالتأكيد، على أن هذه الجائحة سمحت لنا كجزائريين على حد تعبيره، باكتشاف قيمة الطاقات الشبانية التي تتوفر عليها بلادنا خصوصا في مجالات التكنولوجيا و الرقمنة، وهي كفاءات لم تحظ حسبه، بالفرصة للبروز و العمل سابقا، إلا أن الحاجة للاستعانة بالموارد البشرية المحلية بعد انغلاق دول العلم على نفسها، سمح بالانفتاح على الكفاءات المحلية، و أكد بأننا قادرون على إنتاج التكنولوجيا كغيرنا، خاصة في مجال نظم المعلومات الجغرافية الذي يستخدم تقريبا في كل تفاصيل الحياة كما أضاف، لأن كل شيء تقريبا بات مرتبطا بالمكان على حد رأيه، بدليل أن الدراسة الجغرافية ساعدت على تحديد بؤرة الوباء الأولى " البليدة" ما سرع التدخل لمحاربة العدوى، و عليه فإن الجزائر يمكنها أن تستوحي مستقبلا من التكنولوجيا المستوردة لتطور ما تحتاجه محليا، دون الحاجة إلى الاعتماد بشكل مطلق على المنتج الخارجي الذي يتركنا في تبيعة مستمرة بسبب الحاجة للصيانة و المناولة.
هدى طابي