عادت الحشود البشرية، أمس الأحد، إلى القطب التجاري الكبير شاعر التطوع وسط مدينة قالمة، بعد الترخيص لعدة نشاطات تجارية كانت ممنوعة بسبب إجراءات التصدي لجائحة كورونا المتفشية في البلاد.
و اختلط الحابل بالنابل على طول الشارع المزدوج المار وسط شارع التطوع، أكبر الأسواق الشعبية بالولاية و اكتسحت النساء و معهم الأطفال الصغار، محلات بيع الملابس و الأواني المنزلية و الأفرشة، في حين اكتظ الرجال بأجنحة بيع الخضر و الفواكه و اللحوم، في مشهد يعيد ذلك الزخم الكبير الذي كان عليه القطب التجاري قبل أن يحل الوباء و يشل الحركة التجارية و يجبر السكان على التراجع و البقاء في منازلهم.
و ازدحمت السيارات على طول الشاعر و أصيبت حركة السير بالشلل مرات كثيرة بين منطقة باب سكيكدة و مفترق الطرق بورارة، حيث وجدت الشرطة صعوبة كبيرة في تنظيم الحشود و حركة السير الكثيفة.
و تمددت حشود المتسوقين إلى الشوارع التجارية الأخرى، بينها بورارة، عنونة، سويداني بوجمعة، أول نوفمبر و مواقع أخرى مستقطبة للمتسوقين.
و فتحت محلات الملابس و التجهيزات المنزلية و مواد البناء و الحلاقة و الحلويات أبوابها بمدينة قالمة و امتلأت الشوارع و الحظائر بالسيارات، في مشهد كأنه نهاية الوباء.
و من النادر أن ترى امرأة أو رجلا يضع كمامة على الوجه اتقاء شر الفيروس القاتل، المتربص بالبشر في كل مكان.
و بشارع باب سكيكدة الشهير، فتح القطب التجاري الكبير المتخصص في الملابس و الأفرشة أبوابه و دخلت محلات بيع حلويات رمضان في سباق مع الزمن لتركيب التجهيزات و تشغيل الأفران العملاقة، لاستئناف العمل الساعات القادمة، بعد توقف دام لعدة أيام، بسبب تدابير الوقاية و الحد من انتشار الوباء.
و على امتداد شارع أول نوفمبر، أين تتواجد محلات الملابس و الهواتف و الأحذية و الحلويات، لا يختلف الوضع كثيرا عن شارع التطوع، متسوقون في كل مكان و زحمة سير، كأن الوضع قد استتب و أن خطر العدوى قد تراجع.
و بكل شوارع مدينة قالمة تقريبا، كانت سيارات الأجرة تنشط بقوة، بعد أن نزعت الإشارات التجارية، للإفلات من الشرطة المنتشرة في كل مكان و يبدو أن الحاجة إلى النقل الحضري، باتت ملحة و ضرورية، لنقل الحشود بين الأحياء السكنية و الأقطاب التجارية العائدة إلى النشاط بقوة، بعد تخفيف القيود و التدابير التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار الوباء.
فريد.غ