اقترحت نقابات التربية على وزير القطاع أمس إنهاء الموسم الدراسي واحتساب الفصلين الأول والثاني للانتقال من مستوى إلى آخر بالنسبة للأطوار الثلاثة، وإلغاء شهادتي التعليم المتوسط والابتدائي، وتأجيل تنظيم امتحانات البكالوريا إلى شهر سبتمبر المقبل، فيما أعلنت الوزارة رسميا عن تمديد تعليق الدراسة إلى غاية 14 ماي المقبل.
استقبل صبيحة أمس وزير التربية الوطنية محمد واجعوط 10 نقابات في قطاع التربية الوطنية في إطار اللقاءات التشاورية مع الشركاء الاجتماعيين للاتفاق على كيفية إتمام الموسم الدراسي بعد رفع الحجر الصحي، حيث أجمعت التنظيمات الحاضرة، من بينها التكتل النقابي على اختتام الموسم الدراسي مع احتساب معدلي الفصلين الأول والثاني للانتقال من مستوى إلى آخر، وتعميم هذا الإجراء على أقسام الخامسة ابتدائي للانتقال إلى الطور المتوسط، وكذا على تلاميذ السنة الرابعة متوسط للانتقال إلى المستوى الثانوي.
واقترحت نقابات التربية أيضا تأجيل امتحانات شهادة البكالوريا إلى شهر سبتمبر المقبل، وتخصيص مرحلة ما بعد الحجر الصحي للمراجعة بإعادة فتح المؤسسات لاستقبال المترشحين وتوزيعهم على أفواج صغيرة التزاما بالتدابير الوقائية، مع توفير وسائل التنظيم وتطهير الأيدي، كما أبدت النقابات استعدادها لتأطير امتحانات البكالوريا مجانا تضامنا مع القطاع، داعية الوزارة إلى مضاعفة مراكز الإجراء وتقليص عدد الممتحنين داخل القسم الواحد احتراما لمسافة الأمان وللإجراءات الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا، وبررت النقابات هذه المقترحات بالحالة الاستثنائية التي تمر بها البلاد بسبب انتشار العدوى بفيروس كورونا.
وبشأن الامتحانات الاستدراكية التي تخص تلاميذ كافة المستويات التعليمية الحاصلين على معدل ما بين 9 و 9.99 من عشرين، تم اقتراح إلغائها هذا الموسم، والسماح لهذه الفئة بالانتقال آليا إلى الأقسام الموالية، وتخصيص بداية الموسم الدراسي القادم للاسترجاع أي القيام بمراجعة عامة من قبل الأساتذة وتلخيص الدروس المتعلقة بالفصل الثالث، قصد تحيين معارف التلميذ وتحضيره للانتقال إلى مستوى آخر.
وأكدت النقابات استعدادها للتضحية في سبيل مصلحة المدرسة، بالمساهمة في تأطير امتحانات البكالوريا دون مقابل، مراعاة للظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد، الذي يتطلب تجنيد كافة القوى والفاعلين لتجاوز الأزمة والعودة إلى الحياة العادية.
وأبدى الوزير من جهته، وفق ما أكده «للنصر» رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة، استعدادا لقبول والسماع لكل المقترحات، دون أن يعارض أو يعقب على ما تم طرحه من تصور حول كيفية اختتام الموسم الدراسي، مؤكدا أن حضوره هو من أجل تلقي المقترحات قبل الخروج بقرارات نهائية بحسب تطور الوضع الصحي المتعلق بانتشار فيروس كورونا.
علما أن التكتل النقابي عقد أول أمس ندوة عن بعد لتوحيد وجهات نظره قبل التوجه إلى مقر الوزارة لعرض تصوره على المسؤول الأول للقطاع، وبرر التكتل ضرورة اختتام الموسم بصعوبة إعادة التلاميذ إلى الأقسام بعد انقضاء فترة الحجر الصحي، لا سيما وان تاريخ منتصف شهر ماي هو في العادة موعدا لانقضاء الدراسة بعد إجراء الاختبارات الفصلية.
كما أكدت النقابات للوزير استحالة إقناع طلبة النهائي بالالتحاق مجددا بمقاعد الدراسة بعد أن اعتادوا على هجران الأقسام مع نهاية الفصل الثاني، خاصة بالمناطق الجنوبية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، متوقعة أن تصدر قريبا قرارات عن الوزارة حول طريقة إنهاء السنة الدراسية بما يخدم مصلحة التلاميذ.
وكان الوزير قد استقبل أول أمس ممثلي أولياء التلاميذ لمناقشة نفس الموضوع، حيث أكد أن القطاع تمكن من تفادي السنة البيضاء، كما طمأن أمس النقابات بأن المقترحات التي يتم جمعها سيتم الاستعانة بها في بناء تصور توافقي يتضمن حلولا بديلة، في حال مواصلة تعليق الدراسة أو استئنافها.
تمديد تعليق الدراسة إلى غاية 14 ماي
أصدرت وزارة التربية الوطنية أمس بيانا أعلنت فيه عن تمديد تعليق الدراسة على مستوى كافة المؤسسات التعليمية لفترة إضافية، ابتداء من الخميس 30 أفريل إلى غاية 14 ماي المقبل، كإجراء احترازي ووقائي من تفشي فيروس كورونا، مع استمرار كافة التدابير الوقائية المتخذة، لمجابهة انقطاع التعليم عن التلاميذ.
وأكدت الوزارة استمرار بث دروس نموذجية للفصل الثالث من السنة الدراسية الجارية عبر قنوات التلفزيون الجزائري العمومي، وكذا جهاز الدعم المدرسي عبر الأنترنيت من خلال منصة الديوان الوطني للتعليم عن بعد، فضلا عن نشر الدروس لفائدة تلاميذ جميع المستويات عبر اليوتوب، بالإضافة إلى الحصص التربوية التي تبثها الإذاعات الجهوية.
لطيفة بلحاج