أعلنت وزارة التربية الوطنية أمس عن تأجيل إجراءات تسجيل تلاميذ السنة الأولى ابتدائي والتحضيري إلى غاية الدخول المدرسي المقبل، بالنظر إلى إجراءات الحجر الصحي التي فرضت غلق المؤسسات التربوية وتوقيف الدراسة في انتظار استقرار الوضع وعودة الأمور إلى طبيعتها.
وبحسب مصادر مطلعة فإن تأجيل تسجيل التلاميذ الجدد وكذا تلاميذ الأقسام التحضيرية كان من المفترض أن يتم ككل سنة، في الفترة الممتدة ما بين الفاتح من أفريل ونهاية شهر جوان، وهي المدة التي يستغرقها الثلاثي الثالث قصد منح الأولياء متسعا من الوقت لاستخراج الوثائق الإدارية وإعداد الملفات وإيداعها لدى المدارس الابتدائية التي ترفعها بدورها إلى مديريات التربية للفصل فيها.
ويحدد المرسوم التنفيذي الصادر سنة 2014 كيفيات وشروط تسجيل التلاميذ الجدد، وهم الأطفال البالغون السن القانونية للتمدرس أي 6 أعوام، ويتم التسجيل حسب المقاطعات الجغرافية للمدارس الابتدائية، لضمان التوازن التوزيع المتوازن للمتمدرسين على مرافق الاستقبال المتوفرة.
وينص ذات المرسوم أيضا على ضرورة احترام القانون فيما يخض تسجيل الأطفال الذين يعانون أمراضا مزمنة أو إعاقة، في المدارس التي تناسبهم، وبررت الوزارة تمديد آجال التسجيل إلى نهاية شهر جوان بتمكين المدارس الابتدائية من اتخاذ الاحتياطات والترتيبات اللازمة لضمان استقبال التلاميذ الجدد في أحسن الظروف، وكذا لتفادي التحاقهم متأخرين بالموسم الدراسي الجديد.
كما حثت الوزارة المؤسسات التعليمية على إعلام الأولياء بتفاصيل فترة التسجيل والوثائق المطلوبة، عبر مختلف الوسائل، كالتعليق على أبواب المؤسسات التعليمية، أو عن طريق الوسائط التكنولوجية كالمواقع الإلكترونية، فضلا عن استغلال الأماكن العمومية والبلديات، لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة للتحسيس حول كيفية تسجيل التلاميذ الجدد
وتحرص ذات الهيئة سنويا على تكثيف الحملات التحسيسية بشأن ضرورة الحرص على تسجيل التلاميذ الجدد، وضمهم إلى قطاع التعليم، خاصة بالمناطق التي تسجل سنويا نسبا منخفضة في معدل التسجيل بأقسام السنة الأولى ابتدائي، لأسباب عدة من بينها قلة وعي الأولياء، وتدعو الوزارة لإشراك الجمعيات والبلديات مختلف الفاعلين حتى يلتحق كافة التلاميذ المعنيين بمقاعد الدراسة.
وخلافا لسنوات سابقة، وجهت وزارة التربية الوطنية تعليمات صارمة لمدراء التربية بالسهر على عملية تسجيل تلاميذ الأقسام التحضيرية، حتى لا يتجاوز عدد التلاميذ في القسم الواحد 25، بحجة ضمان التكفل اللازم بهذه الفئة من الناحية البيداغوجية، وتجنب الاكتظاظ حتى يتمكن الأستاذ من تطبيق البرنامج المسطر لهذه الأقسام.
وتساهم المدارس القرآنية التابعة لوزارة الشؤون الدينية والجمعيات في ضمان التعليم التحضيري للأطفال البالغين من العمر خمس سنوات، بالتنسيق مع قطاع التربية الوطنية الذي يسهر على إعداد البرنامج والكتب الموجهة إلى هذا الطور، فضلا عن تكوين الأساتذة الذين يؤطرون هذه الأقسام.
ويندرج قرار الوزارة بتأجيل تسجيل التلاميذ الجدد ضمن التدابير الوقائية المتخذة للتحكم في انتشار العدوى بفيروس كوفيد 19، بعد أن اضطرت الحكومة مؤخرا إلى تشديد إجراءات الحجر الصحي، وإلغاء قرارات إعادة فتح بعض الأنشطة التجارية، عقب الوقوف على تجاوزات بالمجملة من قبل المواطنين والتجار، وعدم احترام للإجراءات الوقائية.
ويبلغ عدد التلاميذ الجدد سنويا حوالي 150 ألف تلميذ، ويمثل الطور الابتدائي نسبة تقارب 50 بالمائة من العدد الإجمالي للمتمدرسين، لذلك توليه الدولة أهمية خاصة، لا سيما من حيث توفير العدد الكافي من الأساتذة، وضمان الإطعام والنقل بالمناطق البعيدة.
وكانت الوزارة أعلنت عن تمديد تعليق الدراسة إلى غاية 14 ماي الجاري، بعد تمديد الحجر الصحي إلى نفس التاريخ، ويجري حاليا التفكير في كيفية إنهاء الموسم الدراسي وطريقة التعامل مع الامتحانات الوطنية منها شهادة البكالوريا، بسبب طبيعة الظرف الصحي الذي تمر به الجزائر على غرار جل بلدان العالم، والذي يفرض تدابير استثنائية.
لطيفة بلحاج