استجاب سكان ولاية قالمة، لتدابير الحجر الصحي الوقائي يومي العيد و لزموا بيوتهم حتى خلال ساعات السماح للراجلين بالتنقل داخل الأحياء السكنية.
و بدت شوارع مدينة قالمة خالية من الراجلين و السيارات و الدراجات النارية التي كانت تملأ الشوارع و الطرقات العامة صخبا و ضجيجا كل عيد.
و تراجعت الزيارات العائلية داخل الأحياء بشكل لافت و اقتصرت الحركة صباح يومي العيد، على بعض الأطفال الصغار الذين لبسوا الثياب الجديدة و خرجوا إلى الساحات العامة للتعبير عن فرحتهم بعيد استثنائي لم يكن أحد يتوقع أن يمر بوضع صحي متفاقم.
و بقيت السيارات مركونة بالحظائر طيلة يومي العيد و لم تشاهد إلا القليل منها صباح اليوم الثاني و هي تتنقل بخجل داخل الأحياء السكنية الشعبية الكثيفة.
و سدت الشرطة مداخل المدن و أقامت قوات الدرك الوطني حواجز المراقبة على الطرقات الرئيسية لمنع حركة السير و تطبيق إجراءات الحجر الاستثنائية يومي عيد الفطر و استمرت عمليات المراقبة حتى ساعات الليل.
و بالرغم من توزيع أكثر من 100 ألف لثام واق عشية العيد، فإن سكان قالمة مازالوا يشكون من نقص كبير لمعدات الحماية من العدوى و مؤكدين على أنه يتعين على الصيدليات أن تلعب دورها بتوفير اللثام الطبي بأسعار معقولة، لتمكين السكان الذين يضطرون للخروج من حماية أنفسهم من العدوى و الانصياع لتدبير الوقاية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الوباء المتفشي في البلاد.
و بقيت المحال التجارية مفتوحة صباح يومي العيد و لم يشكوا الناس من ندرة المواد الغذائية الأكثر استهلاكا.
و مازال الوضع الوبائي مستقرا بولاية قالمة و لا يبعث على القلق في الوقت الحالي، رغم اكتشاف إصابات محدودة من حين لآخر ببعض البؤر المتواجدة في المدن الكبرى.
و تعمل سلطات قالمة، على تجاوز المرحلة الصعبة و استئناف النشاط الاقتصادي المعطل منذ مارس الماضي و قد بدأت الشركات بالعودة إلى مواقعها بمشاريع الطرقات و البناء و المياه و التهيئة العمرانية و الكهرباء و الغاز.
و قد أصبح الرهان اليوم، على التعايش مع الوضع الصحي، من خلال الالتزام بإجراءات الوقاية بمواقع العمل و العودة إلى أنشطة الكسب التي أصيبت بالشلل على مدى 3 أشهر و أدت إلى تضرر العائلات التي تعتمد على النشاط الاقتصادي المعيشي كالتجارة و السياحة و الحرف لتأمين مصادر العيش.
و إذا كان العيد قد مر وفق ما خططت له سلطات قالمة تنفيذا لتعليمات الحكومة، فإن الرهان الأكبر قد يبدأ اليوم الثلاثاء، عندما تكتسح الحشود البشرية الطرقات و الساحات العامة و الأسواق و مرافق الخدمات و يبدو بأنه سيكون من الصعب إجبار كل السكان الذين يخرجون من منازلها على ارتداء اللثام الواقي، بسبب الندرة و ارتفاع الأسعار. فريد.غ