قال متعاملون خواص بولاية الطارف، في تصريح «للنصر»، أمس ، بأن تفشي جائحة كورونا المستجد، تسبب في فقدان أزيد من 6 آلاف شخص لوظائفهم ومناصبهم في مختلف النشاطات والمجالات.
علاوة على التسريح المؤقت للعشرات، بعد توقف عدة مشاريع تنموية في كل القطاعات وشل الورشات التي هجرها العمال والتزامهم بالحجر الصحي المنزلي في إطار التدابير الوقائية و الصحية، خوفا من الإصابة بالعدوى و انتشار الفيروس القاتل.
و قالت ذات المصادر، بأن أغلب المتضررين الذين فقدوا مناصبهم بفعل الجائحة، يتوزعون عبر قطاعات الأشغال و البناء و الري، التي تستحوذ على 80 بالمائة من سوق الشغل في الولاية، بحكم المشاريع العمومية و البرامج التنموية الجاري إنجازها في كل القطاعات، على غرار مشاريع السكن و مرافق التجهيزات العمومية و التحسين الحضري و التزود بالمياه الشروب، فيما تتوزع باقي المناصب عبر قطاعات الخدمات، الحرف و السياحة.
مشيرين في سياق متصل، إلى حجم الأضرار التي تكبدها عديد المتعاملين الخواص و أصحاب النشاطات الأخرى، الذين بات البعض منهم على حافة الإفلاس، بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم جراء توقف نشاطهم، في حين تبقى مشاريع التنمية المحلية الأكثر تضررا بفعل الجائجة، بعد توقف الأشغال و تعطل الورشات لقرابة 3 أشهر، ما بات يرهن تسليم المشاريع للقطاعات المعنية في آجالها التعاقدية، خصوصا المستعجلة منها ذات العلاقة بالإطار الحياتي للمواطنين.
في وقت يعكف فيه المتضررون من الجائحة من أصحاب مؤسسات الإنجاز و المتعاملين الخواص و قطاعات النشاطات الأخرى، على تقييم حجم الخسائر و الأضرار، موازاة مع مناشدتهم السلطات المحلية و العمومية، للنظر في وضعياتهم و اتخاذ بعض الإجراءات المستعجلة لإنقاذ مؤسساتهم و الحفاظ على مناصب الشغل، على غرار المطالبة بالقروض دون فوائد و إعادة النظر في الضرائب و حقوق الاشتراكات لدى الصناديق و غيرها، مع المرافقة لهم في هذه المرحلة الحرجة من أجل استئناف نشاطهم، لاسيما في قطاع الخدمات و الحرف و السياحة و البناء، الأكثر تضررا من مخلفات أزمة الجائحة.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مسؤولة، بتعليمات الوالي المتعلقة بإعادة تنشيط و بعث كل المشاريع التي تعطلت و توقفت بسبب فيروس كورونا، من أجل تجاوز التأخر المسجل و استلام البرامج في آجالها مع التقيد بالإجراءات الوقائية، أين تم لحد الآن إعادة تنشيط أكثر من 100 عملية في مختلف القطاعات، كالسكن، الطرقات، التهيئة، التربية و الري، كما تعمل المصالح المعنية على المتابعة للمشاريع و المرافقة الميدانية لمؤسسات الإنجاز، من أجل رفع التحدي و استكمال الأشغال في آجالها، بعد أن باتت بعض المشاريع الهامة على المحك، عقب توقفها بسبب الجائحة، فضلا عن تنشيط الورشات بدعمها بالوسائل المادية و البشرية، حيث دخلت بعض القطاعات في سباق ضد الساعة، لإنهاء المشاريع و استلامها في أٌقرب وقت و وضعها حيز الخدمة لأهميتها القصوى.
و ذلك بالموازاة مع الانطلاق في تجسيد عدة عمليات أخرى ترمي إلى معالجة بعض النقائص و التكفل بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، خصوصا المشاريع و المرافق الجوارية ذات العلاقة بتحسين الإطار المعيشي و فك العزلة.
فيما كشف مصدر موثوق، عن رفع ملف للجهات المختصة بخصوص الأضرار الناجمة عن الجائحة، بعد أن تم إحصاء كل القطاعات و النشاطات التي تأثرت بفعل فيروس كوفيد19 و نجم عنها فقدان مناصب الشغل و تسريح العمال، بما فيها إشهار بعض المؤسسات لإفلاسها جراء الخسائر التي تكبدتها بعد توقف نشاطها لفترة طويلة.
في حين سجل في إحصاء أولي، أكثر من 3800 متضرر من الجائحة عبر مختلف القطاعات، تم صرف منحة التضامن الموجهة لهم و المقدرة بعشرة آلاف دينار قبل العيد، بما فيها توزيع أزيد من 25 ألف طرد غذائي على المعوزين و المتضررين من تدابير الحجر المنزلي.
نوري.ح
