* الإدارة تؤكد وصول طلبيات من الكمامات ووسائل الحماية
احتج أمس، أفراد الطاقم الطبي وشبه الطبي والعمال المهنيون بوحدة طب الأطفال بسطح المنصورة التابعة للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمومة والطفولة بسيدي مبروك بقسنطينة، وطالبوا بإجراء اختبارات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا لهم بسبب تعاملهم مع حالات حاملة للفيروس وتوفير وسائل الوقاية التي قالوا إنهم مضطرون لاقتنائها بأنفسهم، في وقت تؤكد فيه الإدارة أنها متوفّرة وأنها ستجري اختبارات «بي سي آر» لهم.
وتجمع خلال الفترة الصباحية الأطباء وأفراد الطاقم شبه الطبي وعمال مهنيون في المستشفى، وتوقفوا عن العمل رافعين مطلب توفير وسائل الحماية مثلما أكدوه لنا، حيث ذكروا أن القائمين على المرفق يمنحونهم كمامة جراحية واحدة يوميا، ويفترض ألا توضع لأكثر من أربع ساعات، فيما «لم تقدم لهم البدلات الواقية الخاصة بالتعامل مع المصابين بوباء كورونا» رغم تعاملهم حالات مؤكدة وأخرى مشتبهة، على غرار طفلة حولت لمصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي ابن باديس وطفل آخر استقبله المستشفى. وأضاف المعنيون أنهم معرضون لخطر الإصابة، مضيفين أن أغلبهم لم يعودوا يعلموا إن كانوا مصابين أم لا، ويخشون من نقل العدوى إلى أفراد أسرهم عندما يغادرون إلى منازلهم.
وتنقلنا إلى الوحدة، أين صادفنا عند دخولنا سيدة من أفراد الطاقم شبه الطبي أكدت لنا مشكلة نقص وسائل الحماية، قبل أن تصل إلى المكان سيدة استقبلتها عند بوابة الوحدة وتسلمت منها كيسا يضم كمامات من نوع FFP2، التي يطالب الطاقم الطبي بتوفيرها، فيما أكدت لنا المتحدثة أنها اقتنتها عن طريق الانترنيت مقابل خمسمئة وخمسين دينارا للواحدة من أجل حماية نفسها وخوفا من الوباء، كما أضافت أنها تقوم على غرار باقي زملائها وزميلاتها باقتناء الكمامات ووسائل الحماية الأخرى في كثير من الأحيان بسبب نقصها في المستشفى وعدم سد ما يحصلون عليهم لحاجتهم المهنية. والتقينا في الوحدة أيضا بإحدى العاملات المهنيات، أشارت إلى مئزرها «العادي»، مثلما وصفته، ثم قالت: «هذا هو نفس المئزر الذي أعمل به قبل تسجيل إصابات بكورونا في المستشفى؛ وإلى اليوم ما زلت أعمل به فقط فضلا عن هذه الكمامة».
وطرح المعنيون مشاكل أخرى في المرفق، مثل نقص المياه في بعض الأحيان والمعقم الكحولي لليدين، فيما اعتبروا أنه من المفترض التعامل مع جميع الحالات على أنها مشتبهة بالإصابة في ظل انتشار الفيروس، فضلا عن أن مناعة الأطفال المصابين ببعض الأمراض ضعيفة تجاه الفيروس، فيما أكد لنا المحتجون أن وقفتهم ليست تحت لواء الفرع النقابي.
وتنقل المدير العام للمؤسسة الاستشفائية إلى المكان، حيث اجتمع بطبيبة الأطفال الرئيسية ورئيس المجلس الطبي ورئيس مصلحة الإنعاش والصيدلية وأمين الفرع النقابي التابع للاتحاد العام للعمال الجزائريين، في حين قادنا رئيس وحدة طب الأطفال، نصر الدين العايب، إلى مستودع الوسائل والأدوية وأرانا الكمامات ومجموعة أخرى من وسائل الحماية الخاصة بالطاقم الطبي، مثل البدلات الواقية، مشيرا إلى مجموعة من العلب الكرتونية التي قال إنها وصلت صباح يوم تواجدنا في المرفق.
وأضاف نفس المصدر في رد على انشغالات المعنيين أن المستشفى تواصل مع مديرية الصحة وطلب منها التدخل على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات من أجل توفير مزيد من الوسائل، معتبرا أنها لا تعرف نقصا كبيرا، كما أضاف أن الإدارة طلبت أيضا اختبارات «تفاعل بوليمزار المتسلسل»، المعروفة برمز PCR، وستصل إلى المستشفى اليوم إن لم تصل مساء أمس، مثلما أكد، كما أشار إلى أن الأطباء وشبه الطبيين قاموا بإعداد قائمة بأسماء المعنيين بإجراء الاختبار، وتضم جميع المعلومات الخاصة بهم، بينما أوضح أن الوحدة استقبلت أربع حالات إصابة مؤكدة بالفيروس بين أطفال. وقال الأمين العام للفرع النقابي، أحمد بلعكروم، أن مسألة وفرة وسائل الحماية لم تكن مطروحة قبل تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا بين المرضى المترددين على المرفق.
من جهة أخرى، التقينا في وحدة طب الأطفال بطبيبات عامات أكدن لنا أنهن وظفن في المرفق في إطار حصة وطنية من 600 طبيب استفادت قسنطينة من خمسين منها، فوُجّه 36 منهم إلى المستشفى الجامعي وأربعة عشر إلى وحدة طب الأطفال بالمنصورة، لكن عقودهن انتهت يوم أمس وطلبت منهن الإدارة مواصلة العمل، حيث تساءلن عن وضعيتهن القانونية خلال الأيام التي يواصلون فيها النشاط واعتبرنها «غير معقولة»، خصوصا وأنهن يتابعن برنامجا تكوينيا للحصول على شهادة الدراسات المتخصصة.
وأكد لنا رئيس الوحدة أن عدد الأطباء العامين المعنيين بمشكلة انتهاء العقود يقدر بثلاثة عشر، بعد أن تنازلت واحدة منهم، حيث كانوا يعملون بعقود قابلة للتجديد لمدة سنتين، مضيفا أنه طرح القضية على المديرية العامة وتم نقل المشكلة إلى مديرية الصحة، التي أوصت بمواصلتهم العمل لأن الوزارة فتحت لهم مناصب مالية، وينتظر إدماجهم فيها. وذكرت لنا مصادر طبية أخرى أن أطباء وشبه طبيين من مستشفى الأمومة والطفولة بسيدي مبروك قاموا بوقفة مشابهة في نفس اليوم لرفع نفس المطلب قبل أن يستأنفوا العمل.
سامي.ح