أكد رئيس الجمهورية الأسبق اليامين زروال أنه التمس في الرئيس تبون إرادة صلبة في بناء الدولة الجديدة التي حلم بها الشهداء وملايين الجزائريين في ثورتهم السلميّة.
وقال زروال في تصريح مقتضب بعد الاستقبال الذي خصّه به رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس بمقر رئاسة الجمهورية، «من الطبيعي أن أقوم بهذه الزيارة لسيادة الرئيس لأنني التمست منه منذ حملته الانتخابية حتى اليوم الإرادة القوية والإرادة الصلبة لبناء الدولة الجزائرية الجديدة، هذه الدولة التي كانت حلم لشهدائنا الأبرار والتي نادى بها الملايين من الجزائريين والجزائريات أثناء قيامهم بثورتهم السلمية والفريدة من نوعها، وأنا اليوم كمواطن أعتز كل يوم أكثر فأكثر بانتمائي لهذا الشعب العظيم».
وأكد بيان لرئاسة الجمهورية أمس، أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون « تشرف باستقبال الرئيس الأسبق والمجاهد السيد اليامين زروال الذي أبى ألا أن يقوم بزيارة ودية للسيد رئيس الجمهورية نظرا للارتباطات القديمة والقديمة جدا، كلها مودة واحترام متبادل.»
و يأتي هذا الاستقبال بعد أسابيع عن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس تبون مع السيد زروال، والتي أطمئن فيها على صحته و تبادل معه الحديثة حول المستجدات الوطنية، و تعتبر هذه المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس الجمهورية شخصية بحجم اليامين زروال الذي قاد البلاد كرئيس للجمهورية من نوفمبر 1995 إلى غاية أبريل من العام 1999.
و خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما ثمن الرئيس الأسبق اليامين زروال الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة من أجل مواجهة تفشي جائحة كورونا في بلادنا، حسب ما ورد في بيان رئاسة الجمهورية في ذلك الوقت.
ومنذ قرار تقليص عهدته الرئاسية سنة 1999 لم يعرف عن الرئيس الأسبق اليامين زروال مشاركته في نشاطات و استقبالات رسمية سواء في رئاسة الجمهورية أو خلال المناسبات السياسية والأعياد الوطنية وغيرها، التي عادة ما يشارك فيها السياسيون والشخصيات الوطنية وممثلي الطبقة السياسية والمجتمع المدني.
فقد اعتكف زروال في بيته العائلي في باتنة أو العاصمة ولم يسجل أي ظهور إعلامي له سوى في مناسبات قليلة عندما تزوره وفود مدنية في بيته العائلي بباتنة، وكان وقتها يكتفي بتصريحات مقتضبة ونصائح يوجهها لجميع المواطنين من أجل التوحد والتضامن والعمل لصالح الوطن مهما كانت الظروف.
واليوم يعود اليمين زروال للمرة الأولى إلى مقر رئاسة الجمهورية بعد أكثر من عشرين سنة من مغادرته إياها، مستجيبا لنداء الحوار والتشاور الذي دعا إليه عبد المجيد تبون منذ انتخابه.
ويحظى الرئيس الأسبق بتقدير و احترام كبيرين لدى غالبية المواطنين بالنظر لما قدمه للبلاد سواء خلال حرب التحرير أو بعدها خلال مشواره في الجيش الوطني الشعبي، أو خلال ترؤسه الدولة من سنة 1994 إلى 1995 وبعد انتخابه رئيسا للجمهورية في نوفمبر من ذات العام إلى غاية قراره بالاستقالة وتقليص عهدته الرئاسية ومغادرته رئاسة الجمهورية نهائيا في ابريل من العام 1999.
ونشير فقط أن آخر شخصية وطنية كان الرئيس تبون قد استقبلها قبل أيام في إطار المشاورات، كانت المجاهد عثمان بلوزداد، آخر عضو في مجموعة الـ 22 التاريخية التي فجرت الثورة.
إلياس -ب