أسدى الوزير الأول عبد العزيز جراد أمس تعليمات لوزير التربية الوطنية بخصوص شهادة التعليم المتوسط للسنة الدراسية 2019/ 2020، مؤكدا بأنها ستكون اختيارية وليست إجبارية للانتقال إلى الطور الثانوي، وسيتم الاكتفاء باحتساب الفصلين الأول والثاني، على أن يبلغ المعدل 9 من عشرين.
كشف بيان صدر عن مصالح الوزارة الأولى عن فحوى التعليمات التي أسداها الوزير الأول عبد العزيز جراد لوزير التربية الوطنية بشأن شهادة التعليم المتوسط للموسم الدراسي الأخير، والتي جاءت بعد استشارته من قبل رئيس الجمهورية أول أمس الثلاثاء، معلنا من خلالها بأن شهادة التعليم المتوسط للموسم الدراسي الأخير ستكون اختيارية وليست إلزامية، لأنها لم تعد بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين شهادة ضرورية للانتقال إلى مستوى أعلى، حيث سيكون الانتقال باحتساب الفصلين الأول والثاني، على أن يبلغ المعدل 9 من 20.
ومنحت تعليمات الوزير الأول الفرصة للتلاميذ الذين لم يحصلوا على معدل الانتقال أي 9 من 20، لاجتياز الشهادة واحتساب معدلها في عملية الانتقال إلى المستوى الأعلى، أما بالنسبة للمترشحين غير المتمدرسين البالغ تعدادهم الإجمالي 23 ألف مترشح، فإن شهادة التعليم المتوسط تعتبر إجبارية بصفتها الطريقة الوحيدة الممكنة لمزاولة أي تكوين مهني عالي، حسب ذات المصدر.
وبموجب قرار الوزارة الأولى فإن التلاميذ الذين حققوا معدل 9 من 20 سيتم قبولهم في السنة الأولى ثانوي تلقائيا، ويمكن لمن لم يبلغوا هذا المعدل اجتياز شهادة التعليم المتوسط المزمع إجراؤها بداية شهر سبتمبر المقبل، دون أن يخص هذا الإجراء المتخذ في ظل ظروف جد خاصة بسبب انتشار فيروس كورونا، المترشحين غير النظاميين أو المتمدرسين.
وستضع تعليمات عبد العزيز جراد حدا للجدل الذي كان دائرا بين أعضاء الأسرة التربوية بعد أن أعلنت وزارة التربية الوطنية عن رزنامة الامتحانات الرسمية، من بينها شهادة التعليم المتوسط، حيث تعالت أصوات المطالبين بإلغاء هذه الامتحانات مراعاة للظروف النفسية للتلاميذ بسبب الانقطاع الطويل عن الدراسة جراء الجائحة، كما تم تجديد رفع هذا المطلب في إطار اللقاءات الأخيرة التي جمعت ممثلين عن وزارة التربية بالشركاء الاجتماعيين.
ويهدف منح صفة الاختيارية لامتحانات شهادة التعليم المتوسط الخاصة بالموسم الدراسي 2019/2020 تخفيف الضغط عن التلاميذ والأولياء معا، بسبب الوضع الصحي الحساس الذي فرض على القطاع اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها إنهاء الموسم الدراسي مبكرا وإلغاء شهادة التعليم الابتدائي، وتأجيل تنظيم شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط إلى شهر سبتمبر المقبل.
وكان الأستاذة عبروا عن قلقهم من تنظيم شهادة التعليم المتوسط بعد حوالي ستة أشهر من الانقطاع عن الدراسة، وأكدوا خشيتهم من تسجيل نتائج كارثية أو مقاطعة الامتحانات من قبل قسم هام من التلاميذ، بسبب طول مدة الابتعاد عن الأقسام والأجواء الدراسية، واقترحوا أن تخص هذه الفئة الإجراء المطبق على تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي.
و تجدر الإشارة أيضا إلى حرص مصالح الوزارة الأولى على ضمان مبدأ تكافؤ الفرص، بمنح التلاميذ الذين حققوا معدلا يقل عن 9 من 20 فرصة لتحسين النتائج والانتقال إلى الطور الثانوي، استجابة لانشغالات نسبة هامة من الأولياء الذين تخوفوا من إلغاء الشهادة، وحرمان أبنائهم من فرصة ثانية للنجاح ورفع المعدل السنوي. ويتوقع أن يتراجع عدد المترشحين للشهادة المقدر عددهم سنويا بحوالي 400 ألف تلميذ، بما يسهل على الوزارة التكفل بالممتحنين في إطار الالتزام الصارم بالشروط الوقائية، من بينها احترام مسافة التباعد الاجتماعي، كما سيخفف الإجراء الضغط والتعب على المؤطرين والأساتذة المصححين، وعلى جميع المصالح التي ستساهم في تنظيم هذه الامتحانات الرسمية.
لطيفة بلحاج
