* أطباء يحذّرون: الأعراس و الجنائز من أهم أسباب ارتفاع عدد الإصابات
سجلت الجزائر، أمس، أعلى حصيلة إصابات يومية بفيروس كورونا منذ بداية انتشاره في أواخر شهر فيفري الماضي. حيث بلغ عدد الإصابات خلال 24 ساعة الأخيرة 365 حالة، ما يرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى أكثر من 14 ألف حالة، كما سجلت وزارة الصحة 8 وفيات ما يرفع عدد المتوفين بفيروس كورونا الى 920 حالة وفاة، وتجاوز العدد الإجمالي لحالات الشفاء حاجز 10 آلاف، وبلغ اليوم 10040 حالة شفاء بعد تعافي 143 حالة.
يواصل فيروس كورونا انتشاره في الجزائر مسجلا أعلى حصيلة يومية منذ ظهور الوباء، حيث سجلت لجنة رصد الفيروس، أمس، 365 إصابة جديدة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، ليصل إجمالي المصابين بالفيروس 14272، منذ بداية الوباء منذ أواخر شهر فيفري الماضي، أي بنسبة إصابة تقدر بـ 32,5 حالة لكل 100 ألف نسمة، حسب الحالات المصرح عنها و نتائج المخابر الجهوية المعتمدة في التشخيص الفيزيولوجي لهذا المرض.
أما بالنسبة لعدد الوفيات فقد سجلت اللجنة 8 حالات وفاة جديدة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات منذ ظهور الوباء في الجزائر إلى 920 حالة، وذكر الناطق باسم اللجنة العلمية أن 75 بالمائة من الوفيات يفوق سنهم 60 سنة، كما أن أغلب المتوفين كانوا يعانون من أمراض مزمنة سواء تعلق الأمر بمرض السكري أو ضغط الدم وأمراض أخرى ساهمت في تدهور حالتهم المناعية.
وأشار الدكتور فورار، إلى أن 32 ولاية سجلت معدلات إصابة أقل من المستوى الوطني والمقدر بـ 32,5 إصابة لكل 100 ألف نسمة، و 16 ولاية عرفت معدلات إصابة أكبر من المستوى الوطني، كما أن 12 ولاية لم تسجل بها أي حالة جديدة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، و 16 ولاية سجلت بها من حالة واحدة إلى 5 حالات، كما أن 20 ولاية سجلت بها 06 حالات وأكثر، وتوزعت الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المسجلة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة والبالغ عددها 365 حالات عبر 12 ولاية، حيث سجلت ولايات، سطيف، الجزائر العاصمة، تيبازة، بومرداس، باتنة، عنابة أكبر عدد من الحالات في أخر 24 ساعة.
وكشف الدكتور فورار، بأن عدد المتعافين بلغ 10040 حالة شفاء، بعد تسجيل 143 حالة تعافي جديدة ما يؤكد في نظر المختصين نجاعة البروتوكول العلاجي الذي اعتمدته الجزائر للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا. و أوضح الدكتور فورار بأن 48 مريضا يوجدون حاليا بالعناية المركزة.
سطيف تسجل مجددا أكبر عدد من الإصابات
من جانب أخر، أكد المتحدث باسم اللجنة العلمية المكلّفة بمتابعة حالة تفشي فيروس كورونا، جمال فورار، عن تسجيل حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في 48 ولاية عبر الوطن، تتصدرها البليدة بـ 1643 حالة، ثم العاصمة بـ 1495 حالة، وسطيف بـ 1281 حالة، متبوعة بولاية وهران التي تحصي 858 حالة مؤكدة ثم قسنطينة بـ 603 حالة مؤكدة.
وسجّل أكبر عدد من الإصابات الجديدة في سطيف (+ 39)، والجزائر (+ 30)، وتيبازة (+ 27)، وبومرداس (+ 24)، ووهران
(+ 21)، وباتنة (+ 21)، وورقلة
(+ 20)، وعنابة (+ 20) ، فيما سجّلت معظم ولايات الوطن
( 26 ولاية / 54 بالمائة ) أقل من 5 حالات جديدة، بينها 12 ولاية لم تسجّل أي حالات جديدة للإصابة بالوباء.
في الأخير, أكد الدكتور فورار أن الوضعية الحلية للوباء تستدعي من كل المواطنين اليقظة و احترام قواعد النظافة و المسافة الجسدية و الامتثال لقواعد الحجر الصحي و الارتداء الإلزامي للقناع الواقي مع المحافظة على صحة كبار السن خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.
فورار: لسنا أمام موجة ثانية
ونفى الناطق باسم لجنة الرصد ومتابعة فيروس كرونا الدكتور جمال فورار أن يكون ارتفاع الإصابات إشارة لموجة ثانية أو وصولنا لمرحلة الذروة، مؤكدا في تصريح صحفي أن الارتفاع سجل على مستوى بلدان العالم ككل وليس الجزائر فقط.
وأكد فورار على هامش تكريمه من قبل المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة والمجلس الأعلى الإسلامي، أن المواطن يلعب دورا كبيرا في ارتفاع عدد الإصابات، وسيكون المسؤول عن خفضها إذا التزم بقواعد الحجر وارتداء القناع الطبي، وقال بأن المصابين بالأمراض المزمنة يتصدرون قائمة الوفيات المعلن عنها يوميا.
الولايات الموبوءة أمام أسبوعين حاسمين
من جانبه دعا البروفيسور رياض مهياوي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، الجزائريين ولا سيما سكان الهضاب العالية إلى الالتزام بالقواعد الوقائية بصورة أكبر. مشيرا إلى أن الأسبوعين القادمين سيكونان حاسمين جدا لولاية سطيف، موضحا أنه إذا لم يتم السيطرة على انتشار الوباء يمكن التوجه نحو حجر كلي لولاية سطيف كما كان الحال سابقا لولاية البليدة، وأضاف مهياوي أنه في حال أصبح الوضع خطيرًا، فقد تصدر تعليمات للسلطات المحلية باتخاذ جميع التدابير اللازمة منها “إغلاق الأحياء وحتى المناطق. ”
وحذر مهياوي من الاستهتار مطالبا المواطنين بالتحلي بالوعي والالتزام بالتباعد الاجتماعي مؤكدا أن هذا هو الحل الوحيد للتقليل من عدد الإصابات والقضاء على الوباء تدريجيا . وأشار مهياوي أن لجنة التحقيق المتواجدة بسطيف ستتخذ جملة من الإجراءات منها تسريح المرضى الذين يمكنهم متابعة العلاج من البيت، أو في مراكز أخرى على غرار السكنات الجامعية أو الفنادق لتخفيف العبء على المستشفيات.
وفي سياق القرارات التي أعلنت عنها الوزارة الأولى لمواجهة تفشي كورونا، أعلنت عدة ولايات عن تدابير جديدة منها الحظر التام لأي نوع من التجمعات العائلية لاسيما تنظيم حفلات الزواج والختان والتي تشكل عوامل من شأنها أن تساهم في انتشار الجائحة وذلك في إطار التدابير لتعزيز المسعى التدريجي و المرن لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19) .كما تقرر منع أسواق الماشية عبر تراب الولايات المعنية بالحجر الصحي إلى إشعار آخر، كما أعطيت أوامر لمصالح الأمن بتشديد الرقابة على عملية تطبيق الإجراءات الوقائية ضد وباء كورونا في المساحات التجارية و المرافق
العامة. ع سمير
أطباء يحذّرون من خطورتها
الأعراس والجنائز من أهم أسباب تفاقم الإصابات بكورونا
تحصي الجزائر خلال الأيام الأخيرة إصابات متزايدة بفيروس كوفيد 19، تتراوح بين 200 و 300 حالة يوميا، و هي أرقام لم تسجل منذ ظهور الوباء في بلادنا، و قد أرجع القائمون على قطاع الصحة السبب الرئيسي في ارتفاعها إلى التجمعات العائلية، كالأعراس و الولائم، و كذا مجالس العزاء التي بادرت الكثير من العائلات إلى تنظيمها، مباشرة بعد قرار رفع الحجر المنزلي كليا على 19 ولاية و جزئيا على 29 ولاية أخرى، و قد لوحظ عدم احترام القواعد الاحترازية خلال التواجد بهذه المناسبات،
من استعمال الكمامة و التباعد الاجتماعي.
و يحذّر الأطباء من خطورة هذه المظاهر التي أعادت سيناريو الوباء إلى نقطة الصفر، و كانت وراء تحوّل بعض الولايات إلى بؤر لتفشي الفيروس.
17 بالمئة من الحالات سببها التجمعات العائلية
أكد المدير العام لمعهد باستورـ الجزائر الدكتور فوزي درار مؤخرا أن 16 إلى 17 بالمئة من الإصابات المسجلة في الجزائر هذه الأيام، هي حالات عائلية، بسبب تنظيم بعض التجمعات العائلية و إقامة الأعراس، دون مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي.
و أحصت بعض الولايات أرقاما ثقيلة في الإصابات، على غرار ولاية سطيف التي تزايدت الإصابات بها إلى ثلاثة أضعاف، تحديدا بعد قرار الرفع الجزئي للحجر، و ذلك بمعدل 13 إصابة يوميا، حيث قفزت الأرقام من 209 مصابين في الفاتح من ماي إلى 571 مصابا في 31 ماي، لتصل إلى 791 مصابا في 12 جوان، محتلة بذلك المرتبة الثالثة وطنيا.
و يعود السبب الرئيسي في ذلك إلى العدد الكبير من الأعراس التي شرعت العائلات في إقامتها خلال الأسابيع الأخيرة، كما شهدت ولاية بسكرة نفس السيناريو تقريبا، حيث ارتفع عدد الإصابات بسبب التجمعات العائلية، حيث تم تسجيل 80 حالة إيجابية في يوم واحد لمواطنين تجمعوا في عرس واحد.
فيما تعرف ولاية باتنة هي الأخرى ارتفاعا في الإصابات لتحتل بذلك المراتب الأولى وطنيا، حيث يعرف منحنى تفشي الوباء بها تزايدا كبيرا في الأيام الأخيرة، بسبب عودة المواطنين إلى الاحتفالات و الأعراس، حيث سجلت في الساعات الأخيرة 50 إصابة كاملة في يوم واحد، و احتلت بذلك باتنة المرتبة الأولى وطنيا، في أعلى حصيلة ، وهو ما ينطبق على ولاية وهران التي بلغ عدد المصابين بها 837 مصابا ليصل بذلك عدد الإصابات في الجزائر إلى أزيد من 13 ألف مصاب .
و هو المشهد الذي يتكرر في كل ولايات الوطن، في ظل إقبال المواطنين على التجمعات، متناسيين خطورة الوضع و ما يمكن أن ينجر عن مثل هذه الأفعال غير المسؤولة.
مواكب الأعراس تجوب الشوارع و شباب يتحدون خطر العدوى
تشهد ولاية قسنطينة، على غرار باقي ولايات الوطن، تنظيم مواكب الأعراس يوميا، حيث تجوب الشوارع أعداد من السيارات يقودها شباب لا يحترمون أدنى شروط الوقاية و آليات الحماية التي تتطلبها الأزمة الصحية، في مقدمتها التباعد و ارتداء الكمامة .
و تعرف منطقة زواغي سليمان يوميا، مرور العديد من المواكب التي يقصدها الشباب من أجل التقاط الصور و التوقف للرقص وسط مظاهر من البهجة و الفرح لا تخلو من العناق و التقارب بين الأفراد، دون مراعاة خطورة الوضع. فيما تحولت غابة التسلية و الترفيه المريج، إلى وجهة لأغلب مواكب الزفاف من أجل التقاط الصور بين مناظرها الطبيعية.
النصر صادفت أحد المواكب بالمريج و كان يضم أزيد من 20 شابا، قصدوا الفضاء لالتقاط صور تذكارية رفقة العروسين و الاحتفال لبعض الوقت، دون أن يمنعهم القائمون عليه من هذه التصرفات العشوائية.
بالمقابل تعرف طرقات و شوارع المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، عبور العديد من المواكب كل يوم ، و قد تزايدت وتيرتها مؤخرا، وسط استهتار كبير و لامبالاة بخطورة الوضع.
هذه المواكب الاحتفالية هي في الواقع امتداد لتجمعات عائلية و أعراس في شكل ولائم كبيرة، تتم دعوة العديد من الأقارب و الجيران و الأصدقاء إليها، دون مراعاة شرط التباعد الإجتماعي، و هو ما أكده للنصر عدد من المواطنين.
قالت لنا لمياء القاطنة بعلي منجلي، أنها تلقت مؤخرا دعوة لحضور عرس أحد أقاربها القاطن بحي القماص، و ترددت كثيرا في الذهاب بسبب الوضع الصحي الراهن، ثم قررت بإلحاح من أخت العريس بحكم الصداقة التي تجمعهما، حضور العرس.
و أضافت المتحدثة بأن المقربين فقط حضروا الحفل، لكن التقيد بشروط الوقاية جد صعب في ظل تواجد أكثر من 20 شخصا في بيت واحد، خاصة و أن البيت ضيق، و بالتالي فإن التقيد بمسافة الأمان بين شخص و آخر غير ممكن.
و هو المشهد الذي يتكرر في غالبية هذه التجمعات، و قد يكون أخطر في بعض الأحيان، ما يضاعف احتمال العدوى .
عائلات تتحدى الوباء بإقامة حفلات نجاح أبنائها
من جانب آخر شرع الكثير من الأولياء في تنظيم حفلات بمناسبة نجاح أبنائهم في شهادة التعليم الابتدائي و انتقالهم من التعليم المتوسط إلى الثانوي، مع دعوة الأقارب و الأهل لمشاركتهم الفرحة، غير آبهين بعواقب ذلك.
قالت السيدة ليندة، القاطنة بمنطقة عين فكرون بولاية أم البواقي، أنها أقامت احتفالا عائليا بمناسبة نجاح ابنها الأكبر و انتقاله من الطور المتوسط إلى الثانوي. و أضافت أنها في البداية قررت دعوة المقربين فقط، لكن خوفها من غضب بعض الأقارب، اضطرها لتوسيع قائمة الدعوات لتشمل أفراد عائلتها و عائلة زوجها.عن سؤالنا حول مدى إدراكها خطورة هذه التجمعات، قالت ليندة إن كل من دعتهم للمناسبة لا يعانون من أي عارض مرضي، و أغلبهم سيدات ماكثات بالبيت، ليس لهن أي احتكاك خارج محيطهن العائلي.في حين تستعد السيدة ليلى للاحتفال بنيل ابنتها شهادة التعليم الابتدائي، و وجهت دعوات لأفراد من عائلتها و عدد من صديقاتها، و اعتبرت أن وضع الكمامة كإجراء احترازي، كفيل بحماية المدعوين من العدوى.
* لمياء محلول طبيبة مناوبة بمؤسسة للصحة العمومية
الأعراس ساهمت في تفاقم الوضع و الحل في فرض إجراءات صارمة
أكدت الطبيبة العامة لمياء محلول، من مؤسسة الصحة العمومية العربي بن مهيدي بقسنطينة ، أن ارتفاع الإصابات خلال الأيام التي عقبت رفع الحجر، مرده التجمعات العائلية، خاصة الأعراس، فنحن في مواجهة فيروس خطير سريع الانتشار و العدوى.
و بالتالي فإن تواجد عدد كبير من الأفراد في مكان واحد، من شأنه تسجيل إصابات كثيرة، كما قالت الدكتورة محلول، مضيفة أن أصحاب الأمراض المزمنة، يشكلون الخطورة الكبرى، لأن حالتهم الصحية تتأثر كثيرا و أي زيادة في عدد هذه الحالات، يعني أسرة إنعاش إضافية، و هو ما يصعب تأمينه في هذا الظرف، في ظل محدودية الأسرة و نقص الإمكانيات في المستشفيات.
و عليه، فهي ترى الحل الأفضل في إعادة فرض حجر صحي أكثر صرامة، مع الاستعانة بالقوة الأمنية و فرض غرامات مالية، مع إمكانية الاستعانة بالجيش ، لأن الوضع جد خطير، خاصة في ظل تفشي المرض بين أفراد الطاقم الطبي ، الذي قد يصل مرحلة العجز مستقبلا .
* سارة نعيجة مختصة في علم الأوبئة و الطب الوقائي
عدم تقبل شريحة واسعة لحقيقة المرض وراء التصرفات السلبية
من جهتها ترى المختصة في علم الأوبئة و الطب الوقائي بمستشفى عين مليلة الدكتورة سارة نعيجة، أن الخطر الأكبر حاليا، يكمن في نقص درجة الوعي بشكل كبير في المجتمع، حتى أن شرائح واسعة من الجزائريين، لا يؤمنون بحقيقة وجود هذا الوباء، و هو ما ساهم في انتشار بعض التصرفات السلبية، في مقدمتها إقامة الأفراح و الأعراس و الذهاب إلى الجنائز، بعدما كانت ممنوعة خلال فترة الحجر الصحي، ما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الإصابات هذه الأيام.
و تتوقع الأخصائية تسجيل أرقام أكبر خلال الأيام القادمة، نتيجة ما يحدث في الأسواق و الفضاءات العامة و التجمعات العائلية، و تخلي الكثيرين عن آليات الوقاية من تباعد و نظافة و ووضع الكمامة ، و يقابل كل ذلك، كما قالت، محدودية في الطاقة الاستيعابية بالمستشفيات، و ترى أنه من الضروري إشراك كل القطاعات، بما فيها المجتمع المدني، في حملة توعية و تحسيس واسعة مع استخدام الفيديوهات و نقل واقع المستشفيات و مصالح معالجة مرضى كورونا، لنقل صورة حقيقية عما يجري، ما من شأنه تعريف المواطنين بحقيقة الوضع الوبائي من أجل إشراكهم في محاربة الوباء، التي لن تنجح دون انخراط المواطن الذي يعد الحلقة الأهم. هيبة عزيون