جدد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس الخميس، تقدير الأمة بأسرها للجيش الوطني الشعبي ولتضحياته «الدائمة والمتواصلة» من أجل حماية الوطن، كما وجه التحية لكل من ساهم في تفويت الفرصة على الأعداء وفتح الطريق لبناء الدولة الديمقراطية العادلة والقوية بخصائصها الجزائرية.
وقال الرئيس تبون في كلمة ألقاها خلال حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لضباط الجيش الوطني الشعبي بقصر الشعب، بمناسبة الذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال والشباب «إنه لا يخلو من المغزى أن تعود هذه الاحتفالية لأول مرة منذ عقود إلى هذا المكان، قصر الشعب، وفي مناسبة تاريخية فاصلة في حياة الأمة، بعد مرحلة الانحراف التي أبعدت الشعب عن حكامه، مما أدى إلى انتفاض الشعب في حراكه المبارك، بكل مكوناته وفئاته، من أجل التغيير الجذري بمعية جيشه العتيد، سليل جيش التحرير الوطني، وحرصا منا على ترجمة تلك الصور الرائعة للتلاحم العضوي بين الجيش والشعب، وانصهارهما في بوتقة واحدة هي الأصل، اخترنا هذا المكان لهذا الحفل المهيب».
وأضاف قائلا «ويطيب لي هنا أن أجدد تقدير الأمة بأسرها للجيش الوطني الشعبي، لتضحياته الدائمة والمتواصلة من اجل حماية الوطن، إذ ما زال أبناؤنا البواسل يستشهدون في ميدان الشرف، وهم يطاردون فلول الإرهاب المقيت، رحمهم الله ورزق أهلهم الصبر والسلوان».
من جهة أخرى، أوضح رئيس الجمهورية أنه «إذا كانت الترقيات تقليدا لمكافأة المستحقين، فهي في هذه السنة بالذات، تكتسي طابعا آخر نابعا من كون الشعب، بفضل وعيه وعزيمة جيشه وأسلاكه الأمنية، دخل بعد انتخابات 12 ديسمبر الرئاسية، مرحلة جديدة، اطمأن فيها إلى دوام نعمة الأمن والاستقرار واسترجاع الأمل في المستقبل».
وقال في ذات السياق «كنا في مثل هذا اليوم من السنة الماضية على شفا الهاوية نرى هذه النعمة بعيدة، بعيدة، حتى انتاب بعضنا الخوف على وديعة الآباء والأجداد... فالتحية كل التحية لكل من ساهم في تفويت الفرصة على الأعداء وفتح الطريق لبناء الدولة الديمقراطية العادلة والقوية بخصائصها الجزائرية».
واغتنم الرئيس تبون هذه المناسبة للترحم على روح الفريق أحمد قايد صالح، حيث قال «وإنه لمن واجبي في هذا المقام الترحم على روح أحد المرافقين البارزين للتغيير الديمقراطي الذي نعيشه اليوم، وهو المجاهد من الرعيل الأول الفريق أحمد قايد صالح، طيب الله ثراه».
كما هنأ الضباط «الذين استحقوا الترفيع تتويجا لما بذلوه وتحملوه مع رفقائهم للدفع بمستوى قواتنا المسلحة إلى أعلى درجات الاحترافية والجاهزية لكي تكون قادرة في عالمنا المضطرب على مواجهة أي خطر يتهدد الأمة مهما كان مصدره»، مشيرا إلى أنه «ستلي هذه الترقيات كوكبة أخرى من زميلاتهم وزملائهم في كل المستويات، في نوفمبر القادم». وعبر الرئيس تبون عن شكره وتقديره للمتقاعدين من كل الرتب «عرفانا لما قدموه، سيما في أحلك المراحل، وبعدها في التصدي لأخطار تفكك الدولة وانهيار مؤسساتها».
ق و:
بعد توليه المنصب بالنيابة منذ رحيل قايد صالح
تثبيت الفريق شنقريحة في منصب قائد أركان
تم تثبيت الفريق السعيد شنقريحة رئيساً لأركان الجيش، بعدما ظل يشغل هذا المنصب بالنيابة منذ ديسمبر الماضي عقب وفاة الفريق أحمد قايد صالح. وجاء القرار بعد يوم واحد من ترقية شنقريحة إلى رتبة فريق من رتبة لواء، وهي ثاني أعلى رتبة في الجيش، بعد رتبة أولى يحظى بها قائد الحرس الجمهوري علي بن علي الذي رقي أمس الأول إلى رتبة فريق أول.
أعلنت وزارة الدفاع الوطني، أمس الجمعة، أنه تم تثبيت الفريق السعيد شنقريحة في منصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. وجاء في مراسلة لوزارة الدفاع الوطني إلى الصحافة الوطنية انه «تم تثبيت السيد الفريق السعيد شنقريحة في منصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي».
وكان الفريق السعيد شنقريحة رئيسا للأركان بالنيابة، قبل أن يتم تثبيته في المنصب، وقبلها تم ترقيته إلى فريق في الحفل الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني، الخميس في قصر الشعب بمناسبة الذكرى الـ 58 للاستقلال، و شغل منصب قائد أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة منذ وفاة المرحوم الفريق أحمد قايد صالح نهاية شهر ديسمبر الماضي.
ونال السعيد شنقريحة، رتبة لواء سنة 2003، وتولى لسنوات عديدة قيادة المنطقة العسكرية الثالثة. وفي سبتمبر 2018، تمت ترقية شنقريحة إلى قائد للقوات البرية، ليتم تعيينه في منصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة بعد رحيل الفريق أحمد قايد صالح في ديسمبر 2019.
كما رقى رئيس الجمهوري، قائد الحرس الجمهوري، الفريق بن علي بن علي، إلى رتبة فريق أول وهي المرة الأولى التي يتقلد هذه الرتبة ضابط سامي في الجيش الوطني الشعبي منذ الإستقلال. وكان بن علي بن علي قد تقلد رتبة فريق سنة 2015 من طرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي السابق، الراحل الفريق أحمد قايد صالح.
ع س
قال بأن المناسبة تحيي في الأذهان معاني النصر والحرية
الفريق شنقريحة ينوه برمزية احتضان قصر الشعب لحفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة
نوه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة، برمزية احتضان قصر الشعب للحفل السنوي لتقليد الرتب وإسداء الأوسمة الذي ترأسه رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون.
وقال الفريق شنقريحة في كلمة ترحيبية في مستهل الحفل «أتقدم إليكم السيد الرئيس باسمي الخاص، وباسم كافة المستخدمين العسكريين والمدنيين، التابعين للجيش الوطني الشعبي، بأسمي وأزکي عبارات الشكر والامتنان، على هذا التشريف الذي حظيتمونا به اليوم، بمناسبة إشرافكم الشخصي على مراسم حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة الذي يقام هذه السنة في رحاب قصر الشعب، تجسيدا لرمزية الرابطة القوية جيش-أمة».
وأردف بالقول أن إشراف الرئيس تبون على هذا الحفل «يأتي إيمانا منه بأن هذه الترقيات والتكريمات تمثل تقليدا راسخا للمؤسسة العسكرية، ينال من خلاله الإطارات ما يستحقونه من ترقية في الرتب وتكريم بالأوسمة، عرفانا لحصائل أعمالهم وتقديرا لحصائد جهودهم وتثمينا لمثابرتهم على خدمة جيشهم ووطنهم، في ظل الجزائر الجديدة».
وأكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن «هذا الحفل البهيج الذي يأتي في غمرة الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال والشباب، يعد مناسبة تاريخية خالدة تبعث في نفوسنا أسمى مشاعر الفخر والاعتزاز بأمجاد ومآثر الآباء والأجداد، وتحيي في أذهاننا أرقي معاني النصر والحرية».
وبذات المناسبة، تقدم الفريق شنقريحة بتهانيه لكافة المرقين إلى رتب أعلى والمسدين الأوسمة، معربا عن أمله في أن تكون هذه الترقيات والتكريمات «محفزات أخرى على مواصلة درب العمل المثمر بغية تحقيق تألقات ونجاحات أخرى تليق بمكانة الجيش الوطني الشعبي المغوار، سليل جيش التحرير الوطني الباسل».