اعتبر مختصون، أمس، أن الضغط الناجم عن الحجر له آثار سلبية على الأطفال، لاسيما من الناحية النفسية، كما أشاروا إلى تسجيل انتهاكات ضد الأطفال خاصة الجنسية، و أيضا النزاعات العائلية والتعنيف والضرب والهروب من البيت بالنسبة للنساء و الأطفال في هذه الفترة، ودعوا الأولياء إلى ضبط النفس، خلال التعامل مع أبنائهم والذين تأثروا بظروف الحجر المنزلي، مع استشارة النفسانيين لإعطائهم الاستشارة والتوجيه اللازم.
وأكد رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الأطفال، عبد الرحمان عرعار، أن التحدي الكبير بالنسبة للطفل الجزائري اليوم هو حمايته من العنف والتعنيف وسوء المعاملة والتشغيل والتسول والاعتداءات الجنسية ومختلف الانتهاكات، مؤكدا في السياق ذاته على أهمية تحسين الإطار العام لمعيشة الطفل الجزائري، مبرزا في تصريح للنصر ، أمس، ضرورة المحافظة على المكتسبات وأن نرتقي بها.
وأشار رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الأطفال، إلى تسجيل انتهاكات، سيما الجنسية منها، واعتبر أن الضغط الناجم عن الحجر المنزلي سيكون له آثار سلبية على الطفل في المستقبل، خاصة من الناحية النفسية.
وفي السياق ذاته ، قال إن شكاوى تصلنا يوميا متعلقة بالنزاعات العائلية والتعنيف والضرب والهروب من البيت تخص الأطفال والنساء.
وأكد في هذا الصدد، أنه من الضروري أن نهيئ أنفسنا بعد انتهاء كورونا لمعالجة الضحايا والتكفل بالأطفال الذين تضرروا نفسيا ، كون أن ذلك سيؤثر على دراستهم وعلى علاقاتهم الاجتماعية.
وأوضح، أن نسبة من الأطفال تضرروا من الناحية النفسية في هذه الفترة بالنظر إلى ضيق الأماكن وعدم وجود المساحات وعدم وجود بدائل وذلك يجعلهم تحت ضغوطات ، كما أن الخروج إلى الشارع يجعلهم معرضين إلى مضايقات أخرى تتعلق بأصدقاء السوء والمخدرات وغيرها من الاعتداءات، لذلك من الضروري بعد زوال الوباء -كما أضاف- أن نتفرغ للتكفل الحقيقي بالأطفال، خاصة من الناحية النفسية والترفيهية .
وأوضح رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الأطفال، أن الأولوية الآن هي الوقاية من الوباء و التعاون جميعا من أجل الخروج من الوضع الحالي ومعالجة الضحايا وخاصة الأطفال، لافتا إلى أن بعض الأطفال لم يلتقوا بالأولياء منذ بداية فترة الحجر الصحي .
ومن جانبه، أوضح رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للنفسانيين خالد كداد، أن الأولياء أصبحوا متخوفين بخصوص المستقبل الدراسي لأبنائهم في هذه الظروف، وأضاف في تصريح للنصر، أمس، أن فترة الحجر أثرت بشكل كبير على بعض الأطفال وتركت لديهم اضطرابات نفسية، خصوصا مع كل الحيوية التي يتمتع بها الطفل وميوله للعب والمرح ، لافتا إلى أن بعض الأولياء وجدوا صعوبات في التحكم في أطفالهم في هذه الفترة، لاسيما و أنهم غير متعودين على بقاء الأبناء في المنزل لوقت طويل.
وأوضح أن هناك بعض الأولياء أصبحوا يسألون عن كيفية التعامل مع الطفل في هذه المرحلة، وأضاف في نفس الاطار، أن الأولياء يتصلون بنا عن طريق الهاتف ويخبرونا بالصعوبات التي يجدونها في التعامل مع أبنائهم ، كما أنه مع امتداد الأزمة الصحية، أصبح الطفل يطرح أسئلة أيضا حول متى تنتهي هذه الأزمة، وهذا السؤال يعبر عن القلق لدى الطفل.
وأضاف في هذا السياق، أن هناك بعض الأطفال يعبرون عن هذا الامر بالكلام والمحادثة مع أوليائهم للسماح لهم بالخروج واللعب مع أصدقائهم وأوضح أن هناك تقاليد فقدها الطفل وأصبح يعيش في فراغ، معتبرا أن حرمان الطفل من فرص اللعب والمرح والخروج والتمتع بالعطلة وذلك لأسباب تتعلق بالصحة يؤدي إلى ظهور اضطرابات سلوكية وعلائقية مع الأب والأم والأخوة ، حيث تكون هناك شجارات مستمرة في البيت وعزلة بعض الأطفال، كما أن هناك من يعكف على مشاهدة التلفزيون وهذا خطر عليه .
وأضاف رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للنفسانيين، أن بعض الأولياء عندما يجدون أطفالهم مزعجين داخل البيت ولا يعرفون كيفية التعامل معهم و إقناعهم ونصحهم يلجأون إلى معاقبتهم، داعيا الأولياء إلى ضبط النفس واستشارة النفسانيين لإعطائهم الاستشارة والتوجيه.
مراد - ح
