دعا، أمس، الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار إلى التفكير بجدية في التعليم عن بعد، في حال استمرار وباء كورونا الموسم القادم، وقال بأنه لا يمكن أن يمر التلاميذ بسنة بيضاء في هذه الظروف، موضحا بأن التعليم عن بعد يواجه عدم وجود منصات جزائرية.
وأشار المتحدث إلى أن نجاح التعليم عن بعد، يتطلب ثلاثة شروط، أولها التدفق السريع للانترنت، الذي وصل في بعض الدول إلى الجيل الخامس، حسب تأكيده، وتقدر طاقة الانترنت فيها بـ 100ميقابيت في الثانية، في حين في الجزائر تقدر ب04 ميقابيت في الثانية، وهي نسبة ضعيفة جدا، يضيف محدثنا، ولا تتناسب مع التعليم عن بعد، مؤكدا بأن نوعية الانترنت مهمة جدا، إلى جانب شرط توفرها في كل الأماكن ولا تقتصر على المدن فقط، ومن غير المعقول حسبه أن يتم الحديث عن التعليم عن بعد وبعض المناطق لا توجد فيها انترنت أو تدفقها ضعيف جدا، إلى جانب شرط السعر الذي يجب أن يكون مقبولا وفي متناول جميع الفئات.
وأضاف خبير التكنولوجيات الحديثة يونس قرار في محاضرة ألقاها عن بعد حول المنصات التعليمية – الأهمية والبرامج والوظائف- بالتنسيق مع مركز الرواد للتدريب التربوي بأن الدول الكبرى استثمرت في هذه التكنولوجيا وفي الذكاء الاصطناعي، وتقنيات التواصل، والتطبيقات، والحوسبة، ووصلوا مثلا إلى الرجل الآلي الذي يقدم نشرة الأخبار، ولا يختلف عن الشخص العادي.
وقال بأن ظهور وباء كورونا جعل الدول المتقدمة تتأقلم بسرعة مع هذا الوباء، من خلال استخدام التكنولوجيات الحديثة والعمل عن بعد وعقد الاجتماعات دون التنقل، مضيفا بأن الجزائر ما تزال متخلفة في هذا الميدان، مستغربا مشاهد الطوابير في إدارات مختلفة لتسديد الفواتير وغيرها مع انتشار وباء كورونا، مشيرا في ذات السياق إلى أن المعاملات التجارية الالكترونية منذ ظهور وباء كورونا ارتفعت بشكل كبير وتعادل حجم التعاملات خلال السنتين الأخيرتين، في حين ما تزال الجزائر حسبه متخلفة، إذ يجب حسبه، تطوير التجارة الالكترونية والدفع الالكتروني، مضيفا في ذات الإطار بأن التطبيقات المستعملة أغلبها أجنبية.
من جهة أخرى كشف الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، عن إحصاء 25 مليون حساب فيسبوك بالجزائر، منها أكثر من 90بالمائة حساب تخص شباب أقل من 25 سنة، كما كشف عن إحصاء 15 مليون جزائري حامل لهاتف ذكي مرتبط بشبكة الانترنت، إلى جانب 30 مليون جزائري مشتركين في الجيلين الثالث والرابع للانترنت و03 ملايين مشترك في الانترنت الثابت، مضيفا بأن الخط الذي يربط الجزائر بالانترنت تطور منذ سنة 1993 أكثر من 150 مليون مرة.
وأكد قرار، بأن الانترنت ستعرف خلال السنوات القادمة تطورا أكبر مما هي عليه اليوم، حيث ستكون الانترنت في أجسادنا ورؤوسنا، ومنها نظارات، وعدسات لاصقة ذكية، قد تغني الإنسان عن استخدام الهاتف، مؤكدا بأن العالم يعرف تحولا تكنولوجيا كبيرا، وهناك تطبيقات بالآلاف في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بالتجارة الالكترونية ومتابعة وسائل الإعلام أو الأفلام على المباشر، مشيرا إلى أنه في دقيقة واحدة هناك أكثر من مليون شخص يدخلون شبكة الفايسبوك، إلى جانب 3.2 مليون طلب بحث في محرك البحث «قوقل»، خلال دقيقة واحدة و4.5 مليون شخص يشاهدون الفيديوهات عبر اليوتيوب خلال دقيقة واحدة.
وأضاف قرار بأن العالم الجديد أوجد مؤسسات جديدة مرتبطة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، مؤكدا بأن أغنى الشركات في العالم اليوم هي تلك التي استثمرت في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وأشار في ذات السياق إلى أن شركة «رونو» للسيارات التي تجاوز عمرها القرن من الزمن في سنة2014 يقدر عدد عمالها ب100ـ ألف عامل و رأسمالها ب12مليار دولار، مقابل ذلك شركة « واتساب» التي أنشئت في سنة 2009 تملك 55عاملا، وتم شراء» الواتساب» من طرف شركة فايسبوك في سنة 2014بمبلغ 19 مليار دولار، وهو المبلغ الذي يفوق رأسمال شركة «رونو» التي يزيد عمرها عن القرن.
نورالدين-ع