كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أمس عن التحضير لإطلاق حملة تضامنية واسعة مع مستخدمي قطاع الصحة أو الجيش الأبيض الذي يكافح من أجل القضاء على فيروس كورونا وحماية صحة الأفراد، وستعرف الحملة إشراك العلماء وأئمة المساجد.
أعلن يوسف بلمهدي عن المبادرة خلال إشرافه على افتتاح ندوة علمية نظمت عبر تقنية التحاضر عن بعد، وحملت عنوان « مراعاة الفتوى لظروف المجتمع»، قائلا إن العملية تقوم على تنظيم حملة تضامنية واسعة مع الأطباء والأعوان شبه طبيين المجندين عبر كافة المصالح الاستشفائية للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا، لتقديم الدعم المعنوي لأفراد الجيش الأبيض وتحفيزهم على البذل والعطاء أكثر لمواجهة الجائحة، والانتصار على ظروف العمل الصعبة جراء تراكم المسؤوليات والمتاعب بسبب ارتفاع عدد المصابين.
وأضاف الوزير في مداخلته بأن الحملة التضامنية تستهدف الأطباء والأعوان الذين يؤدون عملا جبارا في الميدان، لمكافحة المرض باعتباره عدوا يحتاج تجند الجميع، والوقوف إلى جانب الأطقم الطبية ودعمها، على أن تعرف الحملة إشراك العلماء والأئمة لتقديم النصح وتوجيه المواطنين لاتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية اللازمة لحماية النفس البشرية من الهلاك.
وتصادف هذه المبادرة حملات عدة أطلقها مؤخرا أعضاء المجتمع المدني لدعم جهود قطاع الصحة في مكافحة فيروس كورونا، بتقديم الهبات والمساعدات للتكفل بالمرضى، وتوفير وسائل العمل بالنسبة للمؤسسات التي تواجه عجزا بسبب تزايد عدد المصابين بالعدوى، حيث تلقت عديد المستشفيات إعانات معتبرة من قبل خيرين لا سيما بالمناطق التي تضررت بشكل ملحوظ من الجائحة، على غرار ولايتي بسكرة وسطيف.
كما تتزامن هذه العملية التضامنية مع نداءات عدة تم إطلاقها مؤخرا للتحلي بالحيطة والحذر، و اتباع السلوكات الوقائية بتفادي التجمعات والاحتكاك مع الآخرين للحد من انتشار المرض عقب تفشيه بشكل مثير للقلق في بعض المناطق بسبب عدم اكتراث البعض لخطورة الوضعية الصحية وحساسية الظرف، وبالضغوطات اليومية التي تواجه الأطباء والممرضين بسبب الإقبال المتزايد على المصالح الطبية من قبل حاملي الفيروس، كثير منهم لم يحترموا الإجراءات الوقائية المنصوص عليها من قبل الأطباء.
وينتظر أن تساهم هذه الحملة في رفع درجة الوعي لدى المواطنين بخصوص كيفية التعامل مع الجائحة، إلى جانب تخفيف الضغوط على السلك الطبي، عقب تعرضه مؤخرا إلى مضايقات وتجاوزات من قبل أهالي مصابين بالفيروس، وترتب عن ذلك إحالة ملفات عدة على العدالة.
وكانت الندوة التي أدارها وزير الشؤون الدينية فرصة للتأكيد على أهمية حماية النفس البشرية من الهلاك، والإشادة بدور لجنة الفتوى الوزارية، من خلال حرصها على توضيح الرؤى في عديد من المسائل المرتبطة بالوضع الصحي، ومواكبة مراحل تطور المجتمع وتوجيهه بما يتوافق والنصوص القرآنية والسنة النبوية، لحمايته من كل شر، على غرار وباء كورونا المتفشي بين أرجاء البلاد.
وأكد الوزير بأن أفراد المجتمع وجدوا ضالتهم في هذه اللجنة، التي تضم علماء تمرنوا على ممارسة الفتوى وفق تطورات المجتمع، لا سيما وأن أعضاءها تمرنوا على مواجهة مثل هذه الظروف، علما أن لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية قدمت فتاوى عدة منذ بداية الجائحة، من بينها الفتوى المتعلقة بغلق المساجد لمنع انتشار الفيروس، ثم الفتوى الخاصة بوضعية من يتكتم عن الإصابة بكوفيد 19 من الناحية الشرعية، حيث أفتت اللجنة بعدم جواز هذا التصرف نظرا لما يشكله من خطر على الآخرين، مؤكدة بأن من يخفي مرضه وينقله إلى محيطه آثم شرعا، وكان آخر فتواها ما تعلق بشعيرة نحر الأضحية في ظل الجائحة.
لطيفة بلحاج