دعت أمس وزارة التربية الوطنية مدراء التربية للشروع في استغلال القوائم الاحتياطية لتوظيف الأساتذة وسد العجز في التأطير تحسبا للدخول المدرسي المقبل، مشيرة إلى صعوبة تنظيم مسابقة للتوظيف شهر سبتمبر القادم بسبب الوضع الصحي الحساس.
ورخصت الوزارة لمديريات التربية باستغلال القوائم الاحتياطية لمسابقات توظيف الأساتذة المنظمة بعنوان 2017/2018، بموجب مراسلة أصدرتها أمس، مبررة الإجراء بالظروف الصحية الطارئة التي تمر بها البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا، في إشارة واضحة إلى استحالة تنظيم مسابقة مع بداية الموسم الدراسي في ظل عدم استقرار الوضع الصحي.
وجاء في فحوى المراسلة التي تحمل رقم 759، بأنه نظرا لتداعيات انتشار وباء كورونا وتأثيراته السلبية، فإن مديرات التربية مدعوة لاستغلال القوائم الاحتياطية لمسابقات التوظيف التي جرت شهر مارس 2018، بهدف توفير الإطار التربوي اللازم لضمان التمدرس المنتظم للتلاميذ خلال السنة الدراسية القادمة.
وشددت المراسلة على ضرورة استغلال القوائم الاحتياطية في حدود الاحتياج البيداغوجي في جميع المواد التعليمية، لسد المناصب الشاغرة الناجمة عن الخروج إلى التقاعد أو التحويل من مؤسسة إلى أخرى، تحضيرا للدخول المدرسي القادم الذي سيجري في ظروف خاصة بسبب انتشار جائحة كورونا.
ويستهدف القرار بالدرجة الأولى الطورين المتوسط والثانوي، عقب تسجيل نقص فادح في أساتذة بعض المواد من بينها الفيزياء والرياضيات، وسيخضع الأساتذة الجدد إلى دورات تكوينية خلال العطلة الصيفية لمدة أسبوعين على الأقل تحت إشراف أساتذة برتبة مكون، قصد تحضيرهم لاستقبال التلاميذ وتقديم الدروس وفق الشروط والمعايير البيداغوجية، بتنسيق مع مفتشي المواد الذين سيسهرون على تقديم التوجيهات والنصائح.
وتجدر الإشارة إلى أن قطاع التربية الوطنية سجل نقصا فادحا في عدد الأساتذة مع بداية الموسم الدراسي المنصرم، أجبر الوصاية على الاستعانة بحوالي 10 آلاف أستاذ مستخلف للسماح بانطلاق الدروس عبر كافة المؤسسات في ظروف جد عادية، في انتظار تنظيم مسابقة للتوظيف، غير أن تغير المعطيات بسبب جائحة كورونا، حتم على الوصاية التخلي مؤقتا عن إجراء المسابقة، واللجوء مجددا إلى استنفاذ القوائم الاحتياطية.
ومددت الوزارة صلاحية استغلال القوائم الاحتياطية إلى غاية 31 ديسمبر 2020، ونبهت مدراء التربية إلى ضرورة تعيين أولا المترشحين حاملي شهادة الليسانس الذين زاولوا تكوينيا قبل التعيين في رتبة استاذ تعليم ثانوي، وكذا الأساتذة الذين طلبوا نقلهم إلى مؤسسات أخرى، قبل الشروع في استغلال القوائم الاحتياطية.
وكانت نقابات التربية اقترحت بدورها على الوزارة استغلال القوائم الاحتياطية عوض تنظيم مسابقة للتوظيف شهر سبتمبر المقبل، لعدم ملائمة الظروف الصحية، لا سيما وأن المسابقة كانت ستتزامن مع تنظيم شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، في حين أن الوضع الصحي غير مستقر يتطلب تقليص التجمعات والفعاليات التي قد تشكل فرصة سانحة لتنقل العدوى بالفيروس بين الأفراد.
ومن المزمع أن تشرع مديريات التربية في جرد احتياجاتها بعد تلقيها المراسلة من الوصاية، وستتمثل أول خطوة في ضبط عدد المناصب الشاغرة على مستوى المؤسسات التعليمية، مع تحديد المواد التي تواجه نقصا في عدد الأساتذة، ليتم ولوج الأرضية الرقمية من جديد، واستغلال القوائم الاحتياطية المحلية الموضوعة تحت تصرف مديريات التربية من قبل الوصاية لمواجهة أي طارئ.
وليست المرة الأولى التي يلجأ فيها القطاع إلى تمديد العمل بالقوائم الاحتياطية، فقد تم اتخاذ هذا القرار في بداية السنة الدراسية 2019/ 2020 عقب الحصول على ترخيص استثنائي من المديرية العامة للوظيفة العمومية لاستنفاد القوائم الاحتياطية المترتبة عن مسابقة التوظيف التي جرت سنة 2017 لتوظيف أساتذة في الطورين المتوسط والثانوي، وكذا عن مسابقة 2018 الخاصة بتوظيف أساتذة في المستوى الابتدائي، وكان الغرض من ذلك تقليص النفقات وترشيدها، مراعاة للظرف المالي الصعب الذي كانت تمر به البلاد. لطيفة بلحاج