نتائج البكالوريا عاكست أهداف إصلاح المنظومة التربوية
أبدت نقابات التربية عدم رضاها عن نتائج البكالوريا، بدعوى أنها جاءت معاكسة لتوقعات سابقة بتحقيق نسبة 70 في المائة في أفاق 2015، واعتبرها أولياء التلاميذ معقولة بالنظر إلى المشاكل التي واجهها القطاع، لكنها غير منطقية مقارنة بأهداف إصلاح المنظومة التربوية.
قال المكلف بالإعلام بنقابة الكنابست مسعود بوديبة إن وزارة التربية فاجأتهم بإعلان نتائج البكالوريا قبل موعدها الذي كان من المزمع أن يتم أمس 10 جويلية، وكذا قبل إيفاد المؤسسات التعليمية بقوائم الناجحين، مؤكدا في تصريح للنصر بان الإدارة لم يكن لديها إلى غاية صبيحة أمس الجمعة أي دليل على صحة النتائج، كما تساءل عن إسراع الوزارة لتنشيط ندوة صحفية وهي سابقة في تقديره، عجز عن فهم مغزاها، معتقدا بان الوزارة تريد من وراء ذلك أن تنفرد بالاستحواذ على المكاسب، «لأنها هي من أعلنت عن النتائج وهي من قيمها، وهي من بذلت كافة الجهود لتحسين النتيجة»، واصفا نسبة أزيد من 51 في المائة بالمقبولة على العموم، «لكن بمقارنتها مع سنوات الإصلاح هي اسوأ نتيجة»، بدعوى أنها لا تتوافق مع الغاية المرجوة، وهي بعيدة عن الهدف المسطر، لأنه كان من المفروض أن تتجاوز نسبة النجاح 70 في المائة، ويعتقد بوديبة بانه ينبغي تقييم الوضع، وتصحيح الخلل، مبديا قلقه بشأن مصير حوالي 400 الف تلميذا راسبا، فضلا عن ضرورة التكفل بإشكالية التوجيه، بدعوى ان الأغلبية الساحقة حصلت على معدلات تتراوح ما بين 10 و12.
ولم تبتعد كثيرا النقابة الوطنية لعمال التربية كثيرا عن هذا الموقف، موضحة في بيان اصدرته أمس بأنها لم تسجل أي تحسن فعلي ذي قفزة نوعية في نسبة النجاح في البكالوريا لهذه السنة، مقارنة بالسنة الماضية، رغم تحسنها بنسبة 6 بالمائة مقارنة بالسنتين الأخيرتين، واصفة نسبة 51.36 بالمائة بالعادية، بعد أكثر من 12 عاما من إصلاحات المنظومة التربوية، التي أدرجت تغييرات جذرية على المناهج التعليمية، أسلوبا و مضمونا للوصول بعد عشرة سنوات لتحسين النتائج كما ونوعا، والوصول بنسب النجاح إلى مستويات عالية، غير قابلة للتراجع والتذبذب.
وقال من جهته رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ خالد أحمد بان نسبة النجاح تعد منطقية ومعقولة بالنظر إلى المشاكل التي واجهها القطاع، جراء الاضطرابات الجوية التي مست 14 ولاية، وكذا إضراب المصالح الاقتصادية الذي عطل توزيع المنح المدرسية والكتب وتسديد أجور الأساتذة وفتح المطاعم المدرسية، فضلا عن إضراب الأساتذة الذي دام حوالي 30 يوما، والمشاكل التي شهدتها ولايات جنوبية، وعدم التحاق عدد من الأساتذة الناجحين في مسابقة التوظيف بمناصبهم، والعجز في أساتذة اللغات وكذا الرياضيات، وتعد نسبة النجاح من زاوية أخرى غير مقنعة، لانها لم تصل إلى طموحات الأولياء، بدعوى أن إصلاحات بن بوزيد التي بدأها سنة 2003، كانت ترمي لتحقيق نسبة نجاح تقدر ب 70 في المائة في غضون 2015، وأضاف خالد أحمد بان تحقيق نسبة 51.36 في المائة، معناها ان 48.64 في المائة من الطلبة رسبوا في هذا الامتحان المصيري، أي حوالي 400 الف ممتحن، وهؤلاء يواجهون مصيرا غامضا، خاصة إن لم تسارع الوزارة إلى فتح المؤسسات الجديدة، كما اثار المتحدث إشكالية التوجيه في الجامعة الذي ينبغي إعادة النظر فيه، بدعوى أن 20 في المائة فقط من الناجحين يوجهون وفق رغباتهم، كاشفا عن طلب لقاء مع وزير التعليم العالي لمعالجة هذه الإشكالية، من خلال اقتراح تشكيل لجنة بيداغوجية مشتركة بينها وبين وزارة التربية.
لطيفة بلحاج